أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 2nd June,2001 العدد:10474الطبعةالاولـي السبت 10 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

وسميات
القراءة.. القراءة
راشد الحمدان
عندما نريد المقارنة بين الانجاز العلمي.. والفكري.. للجيل الجديد وجيل ثلاثين أو أربعين سنة مضت.. فإننا يجب أن نكون واقعيين.. وننظر للارهاصات والظروف التي تساهم في النسبة بين الجيلين.. خصوصاً في القراءة لأن القراءة هي الباب أو الوسيلة التي تقفز بالمجتمع إلى قمم عليا..
ورغم أن وسائل الطباعة لدى الجيل القديم غيرها في هذا الجيل، وأن المطبوعات تختلف في النوع والكمية بين الجيلين.. إلا أننا نكاد نجزم أن الجيل القديم كان يقرأ أكثر مما يقرأ هذا الجيل، ويقبل على التعليم والكسب المعرفي أكثر مما يحصل من هذا الجيل، وكما قلت فإن الإرهاصات ووسائل المعرفة لدى هذا الجيل قد تجعله متميزاً لو تفاعل معها، وساير وجودها، وأقبل عليها، لكن إذا أدركنا.. كما تقول الدراسات ان معظم سكان بلادنا الآن تتراوح أعمارهم بين الأربعين.. فأقل، أدركنا أن هذا التقرير النسبي في الأعمار لو صاحبه اهتمام بالقراءة، فإنه لا شك سيكون له تأثيره في تكوين مجتمع متنور، وفعال.. ومدرك لكل شيء.. خصوصاً فيما يتعلق بسلامة البيئة من التصرفات الخاطئة، كعدم الاهتمام بنظافة الشارع، وكذلك السلوك السليم، وعدم الازعاج، وتقدير ظروف الآخرين.
لكن الذي يتبين لنا أن هذا الجيل ضحل القراءة، ويميل للمشاهدة أكثر مما يميل للقراءة، ولذلك فهو يدمن الإنترنت، والتلفاز ومشاهدة الأفلام، ومباريات الكرة على اختلاف انواعها، والتجمع على شكل صداقات لاهية، ليس فيها إلا الهذر.. مع أن الكتاب أصبح في متناول الجميع بشكل أكثر وأكبر. وقد يقال إن مشاهدة الإنترنت هي قراءة صامتة. هذا صحيح لكن قد يكون الكتاب المتزامن مع الحدث لا يتوفر في الإنترنت. كما أن الإنترنت مجموعة برامج متعددة ومتلونة وفيها المسمم، والمعوج، والذي يضيع معه الوقت.
وكان الجيل السابق قارئاً رغم قلة الكتاب. ولأن الموانع قليلة، وأيضاً.. فليس هناك ما يصرف الفكر ويغري بالتبلد كما نحس الآن ونشاهد.. ان جيلاً جديداً ينمو الآن تفصله عن القراءة والكتاب هوة سحيقة.. بسبب المخترعات والمستجدات الإعلامية الجديدة التي غثها وشرها أكثر من خيرها.. وهذا كله بسبب الانفتاح الإعلامي العالمي الذي جلب هذا الخير والشر.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved