أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 2nd June,2001 العدد:10474الطبعةالاولـي السبت 10 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

جامعات اليوم غير جامعات الأمس
د. زيد بن محمد الرمانى
إن جامعات اليوم غير جامعات الأمس، فقد اتخذت جامعات الأمس من الفكر والتأمل والثقافة الحرة مداراً لحركتها، ومجالاً لنشاطاتها، أما الظواهر الكونية وعلاقاتها ومتغيراتها، والحياة ونشاطاتها المختلفة، فلم تنل من جامعات الأمس اهتمامات كافية.
أما جامعات اليوم، فأصبحت مراكز لإعداد المهنيين وتدريبهم، وتقديم الاستشارات واجراء الدراسات وتدريب الفنيين والمديرين، بل وربات البيوت.
وبعبارة مختصرة فإن جامعات اليوم لم تعد قاصرة على الشباب دون الكبار أو الأثرياء دون الفقراء أو الذكور دون الإناث.
إنها جامعات المجتمع كل المجتمع بشتى فئاته واهتماماته ومشكلاته أيضاً.
لذا، تغيرت أهداف الجامعات، بيد أنه وإن تعددت إلا أنه يمكن ردها إلى أهداف ثلاثة هي: البحث والتدريس وخدمة المجتمع.
وإذا كان الهدف الأول يأتي في خدمة الهدف الثاني فإن الهدفين الأول والثاني من المنظور العام، يصبحان في خدمة الهدف الثالث.
ومن ثم، تعددت الأدوار المطلوبة من الجامعات بتعدد حاجات المجتمع ذاته. مما يستلزم إعادة النظر في خطط الجامعات وبرامجها لتكون في خدمة المجتمع ولذا أنشأت الجامعات لذلك الهدف وحدات خاصة، كما في بعض الجامعات )قسم أو وحدة للدراسات الاضافية( أو ما يعرف ب«قسم أو وحدة الخدمات التعليمية الممتدة( أوما اصطلح عليه ب«عمادة المركز الجامعي لخدمة المجتمع والتعليم المستمر(.
لقد احتل هدف خدمة المجتمع مكانة مهمة بين أهداف الجامعات، إذ تنص على ذلك الوثائق التعليمية الجامعية وعلى الرغم من ذلك، فهناك عديد من المؤشرات يدل على أن بعض الجامعات لم تتوصل بعد إلى أساليب ونظم واضحة المعالم في تحقيق هدف خدمة المجتمع.
إن اهتمام الجامعات بخدمة مجتمعاتها ودراسة حاجاتها والعمل على تحقيقها يمثل أهم مبرر للانفاق عليها، بل لوجودها، ولمساندة المجتمع لحاجاتها.
كما يُعد اهتمام الجامعات بخدمة مجتمعاتها عاملاً مهماً من عوامل احترام الرأي العام وتقديره لجهودها ذلك الاحترام الذي فقدته خلال عصور سابقة من عزلتها واهتمامها بطلابها دون غيرهم من أبناء المجتمع وبحاجاتها ومشكلاتها وفرص نموها دون مشكلات وفرص نمو مجتمعاتها.
وفي هذا الاطار يقول كلارك كير إنه على الجامعة أن تعبر الفجوة الفاصلة بين مجتمعها الأكاديمي وبين المجتمع المحيط بها.
لأنه إذا ما سمح لهذه الفجوة بالبقاء أو إذا ما قدر لها أن تتسع فإن مجتمع الجامعة الأكاديمي، سوف يحرم من مساندة المجتمع لحاجات الجامعة، كما أن الجامعة ستحرم، بدورها، من مساندة المجتمع لها.
ختاماً أقول إن الأدوار المطلوبة من الجامعات في مجال خدمة المجتمع تتعدد بتعدد حاجات المجتمع ونشاطاته، خصوصاً بعد أن أصبح الهدف الاجتماعي، خدمة المجتمع، يأتي في صدارة أهداف الجامعات، وبعد أن هبطت الجامعة من برجها العاجي لتعايش مشكلات مجتمعها، وبعد أن تغيرت أهدافها ووظائفها، وأصبحت بالتالي مراكز لإعداد المهنيين في شتى المجالات إلى جانب كونها مراكز علمية في شتى التخصصات.
وبهذه المناسبة فإننا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ومن خلال برامج ودورات وأنشطة عمادة المركز الجامعي لخدمة المجتمع والتعليم المستمر نحرص على تقديم كل امكاناتنا واجتهاداتنا، دعماً لمسيرة خدمة المجتمع والتعليم المستمر، يبارك خطواتنا معالي مدير الجامعة، ويذلل الصعوبات التي نواجهها فضيلة الدكتور علي بن عبدالله الزين عميد المركز الجامعي.
بارك الله تعالى في الجهود الخيرة، ووفق سبحانه الجميع لكل خير وفلاح.
عضو هيئة التدريس
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved