أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 2nd June,2001 العدد:10474الطبعةالاولـي السبت 10 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

نهارات أخرى
التدخين والرخوم
فاطمة العتيبي
* * يغيب عن وجه الأرض كل 12 ثانية إنسان فضَّل السيجارة على وجوه أطفاله، أطفاله أولئك الصغار الذين يبحلقون فيه وهو ينفث الداخان في رئتيه ثم يعيد النزر اليسير منه إلى حيث أنوفهم والهواء الذي حولهم..
* * يغادرهم ويرحل عن الحياة لأنه قدر الله أولاً وثانياً لأنه كان حريصاً مع ذاك الدخان وخيوطه أكثر من حرصه على عيون أبنائه وأهله وأمه وأبيه..
* * تشارك المملكة العالم فعالياته بيوم التدخين وتنشر التقارير المدعمة بالنسب ونتائج الدراسات والبحوث.. وتستقصي آراء الأطباء والخبراء والصبية الجدد الذين يتعاطون التدخين وهم في طريقهم نحو تعاطي الرجولة التي يبحثون عنها كالحلم السادر خلف دخان سيجارة يتشكل أمامهم في الهواء..
* * وهي وإن كانت فعاليات ايجابية.. جعلت القشعريرة تنتابنا كثيراً ونحن نقرأ أن المملكة رابع دولة عالمياً في استهلاك السجائر.وخوفاً يدب في الأوصال على الشباب والشابات الذين سقطوا في مغبة التدخين والمتع الوقتية التي تسرب الموت والمرض ببطء نحو عروقهم وملامحهم الغضة.. قلت شابان... نعم شابات...
إنني أراهن رؤي العين في المستشفيات وفي المشاغل النسائية يدسن بأقدامهن على أعقاب سجائر كلما لاحظن اشمئزازاً من القادمات الجدد..
انهن ضحايا الفضائيات والشكل القشري الممعن في جهله وبعده عن الوعي والثقافة الحقة التي تجعل المرء يحاكي الجميل ولا يقع في القبيح.. وهي مهارة أسرية يلزم أن يعلمها الآباء والأمهات لأبنائهم..
* * إن الفعاليات التي نطمح أن تكون لكي تتقهقر المملكة نحو الوراء كثيراً تماماً كما نحلم جميعاً..
وتعود أدراجها نحو البدايات اعتمادية في القدم حيث أعداد المدخنين اليسيرة الذين يختفون خلف الأبواب الموصدة أو يصعدون في سطوح )الرواشن( النجدية ليدخنوا سيجارة خشية اكتشافهم.. لأن المجتمع كله ينكر الخطأ ولأن فداحة الخطأ لا تأتي دائماً من ذات الإنسان وضميره وحده بل لابد أن يكون هناك ضمير جمعي يخشاه المخطئ فيرتدع..
والتدخين محرم شرعاً عطفاً على الأخطار التي تحيق بالمدخن إثر تعاطيه الطويل للنيكوتين إذ تقول الدراسات إن من 50 إلى 70 ألف جرعة نيكوتين تصل إلى الدماغ سنوياً لمن يدخن في اليوم علبه سجائر..
إن كثيراً من )ربعنا( ودعونا نضيف.. )ربايعنا(يرون أن في تدخين )بكت( في جلسة واحدة هو منتهى الشأو والقوة والأعصاب التي تحتاج إلى تهدئة التدخين..
ونحن )العصبي عندنا ( هو مكتمل الرجولة أما الهادئ )الرايق( الذي يحل مشكلاته بوعيه وعقله ودون الحاجة إلى )بكت( أبو بس هو مجرد )رخمة(!! نقل الفعاليات اليوم نجعل المفاهيم تختلف ولعل الاستمرار في التوعية الصحية وبث التقارير التي تحمل النتائج والأرقام وإقامة الندوات طوال العام وليس فقط في يوم واحد فقط يساهم في زيادة أعداد المقلعين ويمنع دخول مدخنين جدد من الأجيال الشابة..!!!

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved