أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 2nd June,2001 العدد:10474الطبعةالاولـي السبت 10 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

المدير الفعال ضرورة تنظيمية
مندل بن عبدالله القباع
تحدد العلوم السلوكية النمط في القيادة الإدارية، وتصل من مجمل الأنماط إلى نموذج ثنائي العلاقة، الفرد في مقابل الإنتاج، والإدارة في مقابل الأهداف. وهذا النموذج التشابكي يفرز نمطاً ثنائي الابعاد: البعد الأول فيه يمثل حاجات الأفراد والبعد الثاني يمثل حاجات المنظمة. وعملية التوفيق بين مجمل هذه الحاجات يقع عبؤه على القائم بوظيفة المدير. إذن المدير الفعال هو الذي يعمل على درجة عالية من الاهتمام بإشباع حاجات الأفراد في ظل تحقيق أهداف المنظمة. والأمر في ذلك ليس غريباً ولا يخلق أية معضلة على الإطلاق حيث إنه يفضي إلى عدم فصل الأفراد عن التركيب التنظيمي للمنظمة بمعنى أن يقوم المدير الفعال بوضع شبكة الترابط التكاملي بين الأفراد وهرم الحاجات، وبين المنظمة وتنوع الأهداف. وعليه أن يعمل على معالجة صعوبات العلاقة وحل اية مشكلات تعترض سبيل الترابط أو تحول دونه. فعن طريق الترابط بين حاجات الافراد على المستوى البيولوجي والاجتماعي والنفسي وأهداف المنظمة في بلوغ أقصى غايات الإنتاج المادي أو الخدمي تصبح ركيزة الانطلاق لتحقيق هذا النمط الترابطي المتكامل في أي منظمة من المنظمات المجتمعية الرسمية واللا رسمية هي العمل الفريقي والمشاركة الهادفة. هذا النمط يحقق ولا شك الفعالية والإنتاجية العالية، وينهض بالروح المعنوية بين العاملين في بيئة العمل التنظيمية لأعلى درجاتها والاهتمام بتقديم الحوافز أيا كان نوعها «إيجابي أو سلبي» فهو يدعو للالتزام واستدامة العمل المنتج، ويدعو للإبداع والتفوق وتقريب المسافة بين ما هو موضوعي وما هو ذاتي. وحقيقة أن الإنتاجية هي الشغل الشاغل للمدير الفعال، ولكن هذا لا يغني عن الاهتمام البالغ بالقوى البشرية. والمدير الفعال هو الذي يهتم بالهرم الوظيفي ويعزز قدراته وفاعليته في تحقيق أهداف المنظمة. وتفعيل الهرم الوظيفي يتأتى عن طريق التوظيف الأمثل لطاقات العاملين، وتجسيد قدراتهم، وتجلي ابداعاتهم لتحقيق الانتاج الامثل وهذا يدفع بالمدير الفعال الى ان يبحث مع مستشاريه وقيادات التنظيم عن انجع السبل لتوسيع نطاق ازدهارالعمل ونضجه وتنمية اهدافه. إذن يتسم المدير الفعال بأنه ذو أفكار خلاقة في مجال حفز الأفراد بما يعينه على توفير الخدمات اللازمة لهم ودعم الوسائط المعينة لهم في تأدية أدوارهم. كما يتسم المدير الفعال بأنه خبير في العلاقات الإنسانية نظرا لاهتمامه الكبير بالعاملين فهو يعتمد على التفاهم والثقة والمساندة والتحفيز. هذه المتغيرات تعكس مدى اهتمام المدير بفريق العمل مما يكون مردوده هو الامتثال والطاعة والاستجابة بالمشاركة، والابتكار في الالتزام، وحب العمل، والسعي نحو التجديد والاشتراك الفعال في العمل والمساهمة بحماس في تحقيق اهداف المنظمة. وهذا كله يؤدي إلى إيجاد علاقات ثقة واحترام متبادل. وعلى هذا النحو يؤمن المدير الفعال بأن مشاعر وأحاسيس العاملين لها أهمية قصوى، فشعوره بالاطمئنان إنما ينتج عن رضا العاملين عنه، وأنهم يبادلونه التفاهم مما يجعله يتحمس دوماً لآرائهم واتجاهاتهم الوظيفية وسلوكهم الإداري. وهو بهذا يستهدف روح الود والوئام والانسجام بين الجماعة الوظيفية، وإزاء ذلك فهو يتفاعل مع الآخرين تبعا لخصائص الموقف ونمط الشخصية، وطبيعة المنظمة، والقيم السائدة، وظروف العمل، والتجارب الشخصية. هكذا يحقق المدير الفعال دفة العلاقات بين جماعة العمل حيث إنها تدفع لإنتاجية أفضل، وممارسة أجدى، وإدارة المهام بأسلوب أمثل، لأن العاملين سيبذلون أقصى جهد ممكن، ومثمر وطيب. وسلوك رجل الادارة هكذا يصنع منه مديراً فعالا يعتمد على روح الوئام والتناغم والانسجام الذي يأتي من إحساس الآخرين بالاهتمام بهم وإحاطتهم بالعناية والرعاية، والاهتمام بأحوالهم العامة والخاصة بما يدعم روح الود والصفاء بين العاملين بعضهم البعض، وبينهم وبين رؤسائهم، وانعكاس ذلك كله على حياتهم العامة مما يدعم ولاءهم الوظيفي والاجتماعي، والدخول في دائرة المرغوب فيه من السلوك، فيتم الاستمتاع بالعمل، وبيئة العمل، ونشر طرق افضل للأداء بما يتفق مع فلسفة الرؤية الإدارية التي تتركز في الحفاظ على العلاقات الإنسانية الطيبة الفاعلة بين الادارة والعاملين، مما يدفع حتماً الى الاداء المتفوق لأن العلاقات الطيبة في الادارة هي مفتاح تحقيق الكفاية الانتاجية يعلوها شعار: أهداف طموحة، وخلق وابداع وابتكار. وتحقيق مضمون ومحتوى هذا الشعار يجعل جميع العاملين يرضون عن قناعة بهذا المناخ التنظيمي حيث عظم الشعور بالمسؤولية والطموح، والحافز لتأكيد الذات. وعسانا نتمكن الآن من دعوة القيادات الادارية العليا أن تدعم هذا النمط في سلوك رجل الادارة الذي ينعكس أثره في عطاء بلا حدود، و انتماء منقطع النظير في ظل حماس للانجاز المثير للفخر والاعزاز. لقد آن الأوان لأن نلتفت للنمط الاداري وسلوك رجل الادارة، وإجراء المزيد من البحوث والدراسات الميدانية لإمكانية الوقوف على ما هو أجدر، في تطبيق وتنفيذ سياسات واستراتيجيات المنظمات المسؤولة عن تحقيق اهداف المجتمع وتنفيذ خططه التنموية الوطنية الطموحة.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved