أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 4th June,2001 العدد:10476الطبعةالاولـي الأثنين 12 ,ربيع الاول 1422

منوعـات

فيصل الحسيني: تاريخ ونضال
زياد مشهور مبسلط
^^^^^^^^^^^
.. انه ابن الشهيد عبدالقادر موسى كاظم الحسيني، شهيد معركة القسطل الشهيرة في عام 1948م.. حمل هذا الارث النضالي من اجل قضية فلسطين عامة، ومن اجل عروبة مدينة القدس خاصة.. نذر حياته للدفاع عن عروبتها وقاوم من اجل ذلك كافة محاولات التهويد الاسرائيلية التي تمثلت بتزوير حقائق التاريخ، لابل محاولة طمسها.. تهجير سكان مدينة القدس الاصليين واحلال اليهود مكانهم.. وضع الصعوبات والعراقيل امام المقدسيين العرب عند استصدار رخص البناء.. اثقال كاهلهم بالضرائب الباهظة... المحاولات المستمرة باجراء الحفريات تحت اساسات الحرم القدسي الشريف تمهيدا لهدمه وبناء الهيكل المزعوم مكانه.. ومن اجل كل ذلك اسس جمعية الدراسات العربية في القدس عام 1979م والتي اغلقتها اسرائيل فيما بعد.. ومن ثم اسس بيت الشرق الذي يرتبط باسمه دائما كما يرتبط ملف القدس.. ان بيت الشرق هذا رمز من الرموز الفلسطينية الشامخة في مدينة القدس.. انه بمثابة بلدية لاهالي مدينة القدس يجدون فيه دائما ضالتهم في حل مشاكلهم والاستماع الى همومهم اليومية الناتجة عن ممارسات الاحتلال القمعية والقسرية.. ومن اجل كل ذلك تعرض الحسيني للاعتقال والضرب والتعذيب والسجن في زنزانة انفرادية والاقامة الجبرية، ولكن ذلك لم يوقف مسيرته النضالية الطويلة التي حمل فهيا القدس في قلبه وعقله واحساسه وانتمائه.. ولم تبخل عليه مدينة القدس بل ضم ثراها الطاهر جسد هذا الفارس العظيم..
^^^^^^^^^^^
ان فيصل الحسيني هو محرك الانتفاضة الأولى من زنزانته.. انه مفاوض عنيد.. لقد ظل طوال مسيرته النضالية يحلم ان يرى مدينة القدس محررة ترفرف في سمائها اعلام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.. لقد قالها ابنه عبدالقادر: «لقد دخلت اليوم مدينة القدس محررة.. كانت قوات الاحتلال الاسرائيلي تنسحب وتنهزم من كل مكان في القدس كنا نقترب منه وكان المستوطنون اليوم في القدس في حالة رعب وهزيمة.. لقد طلب ان يدفن في الحرم القدسي الشريف». نعم لقد خرج اهالي القدس بشكل خاص والفلسطينيون بشكل عام يشيعون الفقيد الراحل ويوارون جثمانه الثرى في الحرم القدسي الشريف الى جوار والده الشهيد عبدالقادر الحسيني وجده موسى الحسيني في موكب جنائزي مهيب رفرفت خلاله الاعلام الفلسطينية في سماء بيت المقدس.
وتقديرا لجهاده ونضاله وعمله المخلص من اجل قضية فلسطين والقدس المحتلة على وجه الخصوص امر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بمنح الراحل الحسيني وشاح المغفور له الملك عبدالعزيز.
وها هو الرئيس الفلسطيني السيد ياسر عرفات يعبر بكل حزن واسى وألم شديد عن هذه الفاجعة، ويصفه بالمناضل والاخ والزميل والقريب.
وهناك الكثير من الاقوال حول مسيرة الفقيد ومنها:
«ان الحسيني يترك في فرنسا صورة لرجل حوار وتسامح المؤمن في قضيته..»
الرئيس الفرنسي جاك شيراك
«.. انه عبر عن روح فلسطينيي القدس بطريقة لم يعبر عنها غيره..»
موراتينوس المبعوث الأوروبي
«.. فيصل اخ وقائد وعلاقة اخوة وصداقة ونضال..»
د. صائب عريقات وزير الحكم المحلي في السلطة الوطنية الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين.
«.. لقد عبر في التجربة التفاوضية عن ارادة شعبه.. كان يتكلم عن هذا الانتماء بكل اخلاص.. محاور شجاع وعنيد.. يتصف بدماثة الاخلاق.. الصبر.. الصمود.. فرض نفسه واحترام نفسه على الآخرين...»
د. حنان عشراوي عضو المجلس
التشريعي الفلسطيني
«..انها الخسارة الكبرى في رحيل الحسيني في هذا الظرف. وضع نصب اعينه موضوع عروبة القدس.. لديه شجاعة في الموقف.. العقلانية السياسية، وهو إيمانه ان عدالة القضية توجب حجة عقلانية.. فقدناه في اوج المعركة من اجل عروبة القدس.. كان مع المفاوضات ولكن مع التمسك بالثوابت..»
د. عزمي بشارة العضو العربي
في الكنيست الإسرائيلي
«.. كان وطنيا فلسطينيا حمل صوت العقل في معسكره. كونه ابن عبدالقادر الحسيني كان بالنسبة لنا رمزا للعدو، وهو لم يسارع الى تغيير هذا الانطباع.. لابل انه عندما التقى مع حلقة «مشوف» _ احدى الحلقات الفكرية في حزب العمل الاسرائيلي قبل حوالي عشر سنوات، استهل خطابه بالقول «انا عدوكم».. في المفاوضات كان عنيدا.. بالنسبة للكثير من الاسرائيليين كان فيصل الحسيني كالشوكة في الحلق..»
يوسي بيلين وزير القضاء
الإسرائيلي السابق
وكلمتي الاخيرة، وهي على لسان طفلة فلسطينية.. «كان يقف معنا دائما.. وكان يحب فلسطين ويدافع عنها»..
* كاتب وشاعر فلسطيني الرياض
zd_mashour@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved