أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 5th June,2001 العدد:10478الطبعةالاولـي الثلاثاء 13 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

مركاز
جبنة زجاجية !
حسين علي حسين
وجّه أمين مدينة جدة قبل أيام بسحب كميات من الجبنة السائلة )كرفت( وقد حدد معاليه تاريخاً معيناً انتجت فيه كميات من هذه السلعة، والتي نزلت إلى الأسواق محتوية على حبيبات من الزجاج المطحون.. ولم يتبادر إلى ذهني سوى شيء واحد عندما قرأت هذا الخبر أو التوجيه في إحدى الصحف المحلية، هذا الشيء هو ارتباط الجبنة بالفئران، فقد تعودنا أن ندلع فئراننا عندما نريدالقضاء عليها، فندهن لوحاً بالجبنة الطرية ثم نضعه وسط الأماكن التي تتواجد فيها هذه الفئران الشقية، بعد أن نكون قد طعمنا الجبنة بكمية وافرة من السم، ولابد أن شركة الجبنة المعتدى عليها في مدينة جدة، كانت جهزت تلك الشحنة المخلوطة بالزجاج كي توزع على الذين يعانون من هجمات الفئران أو كثرة تواجدها، لكن الوكيل أو الموزع اعتقد العكس فطرحها في أسواقنا لتوزع على الناس والفئران معاً، معتمداً على نظرية جهنمية مؤداها أن الأذى يأتي أحياناً من الطرفين: البشر والفئران! لذلك فلا بأس من القضاء على الجميع، وبأرق وأنعم لون من ألوان الجبنة!
وقد ساعدت كافة الجهات المختصة بوزارة التجارة، إضافة إلى أمانات المدن والبلديات الحية والميتة، هذه الشركة في تنفيذ مخططها الذي يهدف إلى القتل الرحيم، على الطريقة الأوروبية الشائعة الآن في العديد من مستشفيات أوروبا، وسمحت بأن تنزل هذه الجبنة إلى كافة المحلات بما في ذلك مقاصف المدارس، والجامعات والمستشفيات والمنازل، ورغم أن أحداً لم يشتك من هذه المادة الجديدة التى أضيفت للجبنة، إلا أن هذا لا يعني أن لا أحد تضرر من محتويات الزجاجة الجديدة، باستثناء الذين تعودوا على طحن الزجاج والتلذذ بقرمشته أمام أصدقائه أو أمام عدسات التلفزيون وهم في غاية السعادة والاقبال على الحياة والزجاج والخطر.
وقد بحثت عن طريقة لتوجيه اللوم إلى هذه الشركة وغيرها من الشركات المغلوبة على أمرها، والتي تسرب لنا أحياناً )وليس في كل حين( فأراً في شحنة سردينا أو تلك المخابز التي تضع مسماراً في رغيف خبز بهدف المساهمة في علاج بعض الذين يعانون من نقص الحديد وهناك بعض شركات المياه الغازية تسرب صرصوراً أو كمية من النمل أو بعض الشوائب، وسط مجموعة من زجاجاتها، هذه عينة من شركات محلية وأجنبية، كلها تسهو أو تغلط، وبعضها لا يسهو ولا يغلط ولكنه دون أن يدري يلبس طاقية فلان لفلان، ولو جاؤوا على أنفسهم وكتبوا محتويات عليهم أو زجاجاتهم فربما كان هناك من يقرأ، بل ربما ارتاح بعض الناس لمحتويات معلباتهم أو زجاجاتهم فاقبلوا عليها، هذا الاجراء من شأنه في مقبل الأيام، ألا يجعلنا نقبل على لحم الكلاب المعلب ظناً منا لجهلنا الذي تكرسه البلديات وإدارة حماية المستهلك والمواصفات والمقاييس ظناً، بأن هذا اللحم مثله مثل مستحدثات اللحوم التي نطلق عليها) هاي دوق، لنشون، مارتديلا( وبدلا من ان نأكل ونتجشأ، ننطلق في الأسواق تسبقنا أصواتنا، مثل أبطال مسلسل: درب الزلق..!!
وكل جبنة زجاج وصرصار مياه غازية ومسمار رغيف خبز.. وأنتم بخير!
فاكس 4533173

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved