|
| محليــات
* لندن واس:
استغرب معالي سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وايرلندا الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي الضجة التي تثيرها الصحف البريطانية كلما تعرض مواطن بريطاني للمساءلة في المملكة نتيجة ارتكابه جريمة من الجرائم التي تعاقب عليها أنظمة المملكة.
وقال معاليه في مقابلة مع واس تعليقا على سلسلة المقالات التي نشرتها الصحف البريطانية وجاءت مليئة بالمغالطات والتهجم على المملكة ان المرء يستغرب الضجة الكبرى التي تثيرها الصحف البريطانية كلما تعرض مواطن بريطاني للمساءلة في المملكة نتيجة ارتكابه جريمة من
الجرائم التي تعاقب عليها أنظمة المملكة. وأوضح ان أقرب مثال لذلك قضية البريطانيين الأربعة الذين تورطوا في جرائم تهريب خمور وتوزيعها.واضاف معاليه قائلا: لقد صدر بحق هؤلاء حكم شرعى ابتدائي إلا أن نظام المملكة القضائي المستمد من الشريعة الإسلامية يقضي الا يصبح أي حكم واجب النفاذ إلا بعد استكمال إجراءات التمييز على عدة مراحل مشيرا الى ان بوسع هؤلاء ان يلجأوا الى هذه الطرق للاستئناف وهي مفتوحة أمامهم كما هي مفتوحة أمام غيرهم من الذين تصدر بحقهم أحكام شرعية قضائية.
وردا على سؤال عما ردده البعض من ان بريطانيا تعتبر عقوبة الجلد انتهاكا لحقوق المواطنيين البريطانيين قال معالي الدكتور القصيبى: ان الشعب السعودي يعتبر ترويج السموم بأنواعها انتهاكا لحقوق الإنسان السعودي في الحياة وفي الصحة وفي سلامة العقل وعلى الذين لا تعجبهم
عقوبة الجلد الا يغادروا وطنهم أو أن يحترموا أنظمة البلاد الإسلامية التي يقيمون فيها.
وردا على سؤال حول أوضاع الجالية البريطانية في المملكة قال معالي الدكتور القصيبي: هناك أكثر من ثلاثين ألف مواطن بريطاني يعملون ويعيشون في المملكة ويحترمون أنظمتها وعاداتها ويعاملون معاملة الضيوف الكرام..
أما حين توجد حالات فردية شاذة من الاجرام فلا بد ان يتحمل المتورطون مسؤوليتهم كاملة عما اقترفوه.
وأكد الدكتور القصيبى قائلا: لا يمكن ان يكون هناك نظامان قضائيان احدهما للمواطنين والآخر لغير المواطنيين من البريطانيين أو سواهم.
وردا على سؤال حول أوضاع الجالية السعودية في بريطانيا قال معالي السفير القصيبي: هناك عشرات الآلاف من السعوديين الذين يزورون بريطانيا كل عام إما للدراسة أو السياحة أو التجارة والسفارة تبلغهم جميعا بضرورة الالتزام الدقيق بالأنظمة البريطانية وعندما توجد حالات فردية يخالف فيها مواطن سعودي النظام البريطاني فان السفارة تعمل على مساعدته بهدوء وبصمت وباتباع الوسائل القانونية المتاحة.
وأردف معاليه قائلا: ولو كانت السفارة أثارت قضية كبرى في الصحافة السعودية كلما أوقف مواطن سعودي أو تعرض لمعاملة غير كريمة لكنا لا نخرج من أزمة الا لندخل في أزمة جديدة.
وردا على سؤال حول هدف الحملة الصحفية الحالية على المملكة قال معالي الدكتور القصيبى: هناك أولا رغبة صحف الإثارة في التهويل والمبالغة وما تشتهر به هذه الصحف من عنصرية وروح استعمارية واستعلاء على الآخرين وهناك ثانيا عناصر وبعضها للأسف في مواقع مسؤولة تحاول ممارسة الضغط على المملكة عن طريق الصحافة ان الدبلوماسية عن طريق الصحافة سلاح خطر وهو ذو حدين.. وكما انه من السهل إثارة الرأي العام البريطاني ضد المملكة عن طريق الصحافة فإنه من السهل إثارة الرأي العام السعودي ضد بريطانيا عن طريق الصحف السعودية.
وردا على سؤال عن نوعية المضايقات التي يتعرض لها المواطنون السعوديون في بريطانيا قال معالي السفير: لا أود الدخول في التفاصيل .. واكتفي بأمثلة قليلة في السنة الماضية تحرش شباب بريطانيون بشباب سعوديين في مطعم واعتدوا عليهم بالضرب. وكانت النتيجة ان السلطات البريطانية أفرجت عن المعتدين البريطانيين وقدمت الضحايا السعوديين للمحاكمة.. وفى جلسة رأسها قاض واحد ولم تستغرق سوى عشر دقائق حكم على السعوديين بالسجن لمدة سنة كاملة.
كان بإمكان السفارة ان تحول القضية الى قضية ساخنة تتناولها الصحف السعودية لعدة أسابيع ومع ذلك اثرت التعامل معها بهدوء وعينت على نفقتها محاميا قديرا وتابعت الموضوع في محكمة الاستئناف التي أفرجت عن المواطنيين السعوديين بعد ان قضوا عدة شهور في السجن.
وقال السفير: وهناك حالات عديدة يقف فيها النظام القضائي البريطاني مع الزوجة البريطانية على طول الخط ضد زوجها السعودي الذى كثيرا ما يحرم حتى من حقه في رؤية أطفاله00 ومع ذلك فنحن نقول للمواطنيين السعوديين مادمتم قد اخترتم ان تأتوا الى بريطانيا وتتزوجوا من بريطانية فعليكم ان تتقيدوا بالأنظمة البريطانية.
وذكر معاليه: ان هناك حالة أعيدت فيها زوجة سعودية مع زوجها من مطار لندن لأنها لم تبلغ السن القانوني للزواج ببضعة أسابيع حسب النظام البريطاني ومع ذلك لم نسمح لأنفسنا بأن ننتقد الإجراءات المتخذة ولا النظام الذى اتخذته بريطانيا لنفسها.
وردا على سؤال عن السبب في حجب مثل هذه القضايا عن الصحافة السعودية قال معالي السفير «ان مهمة الديبلوماسيين هى معالجة المشاكل وحلها لا تضخيمها وتعقيدها.. ان هذه الأمور تحدث في كل دولة وتعالج على المستوى القنصلي الروتيني وتنتهي بسلام.. وانني استغرب من الذين يريدون استغلال الصحف لتعكير العلاقات بين دولتين صديقتين تربط بينهما مصالح اقتصادية وسياسية واستراتيجية لمجرد ان مواطنا بريطانيا انتهك النظام في المملكة .. ان هذه العناصر لا تعرف مدى خطورة العمل الذي ترتكبه ولا تدرك انه لا شيء أسهل من إحداث الأزمات و لا شيء أصعب من حلها بعد ان تحدث».
وأضاف معاليه «كنت كلما كتبت صحيفة سعودية مقالا عن مواطن سعودي تعرض لمشكلة في بريطانيا اتصل شخصيا برئيس التحرير وأرجوه ان يترك لنا معالجة المشكلة بالطرق الدبلوماسية الهادئة.. ويتفضل رؤساء التحرير مشكورين بتحقيق هذا الرجاء.. على ان هذا ليس من مظاهر الضعف ..
واذا استمر هذا الاتجاه لاستغلال الصحافة البريطانية لتشويه سمعة الشعب السعودي لدى الشعب البريطاني فأعتقد ان الأوان قد آن لتغيير سياستنا التي اتبعناها حتى الآن».
وردا على سؤال حول توقعاته عن نهاية قضية المواطنين البريطانيين المتورطين قال الدكتور غازى القصيبى «لم يسبق للمملكة ان رضخت لمقالات في صحف أجنبية ولن ترضخ هذه المرة.
ان هذه القضية ستنتهى كما انتهت مئات القضايا المماثلة في الماضي طبقا للأنظمة السعودية وما تتيحه من وسائل التقاضي والتظلم والاستئناف».
|
|
|
|
|