أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 9th June,2001 العدد:10481الطبعةالاولـي السبت 17 ,ربيع الاول 1422

محليــات

مستعجل
هذا ما يجري في الجامعات والكليات: فأين يذهب أبناؤنا وبناتنا؟!
عبدالرحمن بن سعد السماري
** يقولون.. انه بعد أيام قريبة جدا.. سيبدأ «عز» عمداء القبول والتسجيل في الجامعات وهم العمداء المسؤولون عن القبول وعن التسجيل وعن التحويل وعن أمور اكاديمية كثيرة.. وسيكون سعادة العميد.. أهم من سعادة مدير الجامعة.. بل من هو أكبر منه..
** و«عز» هؤلاء العمداء ومكانتهم التي ستبدأ خلال أيام ستستمر حوالي الشهر او الشهرين.. ثم ينطفىء ذلك «العز» وتخبو تلك المكانة.. ولن يسأل عنهم أحد حتى يأتي موسم «عزهم» القادم.. ليبدأ الناس في التحرك لهم.. وفي اضفاء عبارات جميلة عند التعامل معهم.. وعندها.. ستكون رؤوسهم «في العلالي» ولن يطولها حتى «الْمَقَمَّعْ».
** كان الله في عون من يتعامل معهم وهو لا يملك «واسطة» والمشكلة.. ان الواسطة المطلوبة ليست مجرد واسطة.. بل لابد ان تكون واسطة من فئة الوزن الثقيل.. فالواسطة التي تمشي هنا وهناك.. هي لا تمشي هنا.. لدى سعادة العميد..
** أما من لا يملك واسطة.. وكانت نسبته متدنية.. فكان الله في عونه على رفض ملفه او «تجديعه» هنا وهناك.. وكان الله في عونه عندما «تِحْوَلْ» عيونه وهو يفتش عن اسمه في سجلات المقبولين.. ولن يجد أي شيء.. مع انه يدرك انه لا يملك النسبة المطلوبة.. مضافا الى ذلك.. انه لا يملك واسطة تنتشله مما هو فيه.
** أما المشكلة الاخرى.. فهي ان النسبة أحيانا لا تنفع الطالب حتى لو كانت «9.99%» فهناك غربلة اخرى اسمها.. المقابلة الشخصية.. وهذه المقابلة «الشخصية.. والشخصية جدا» يمكن أن تقبل طالباً نسبته «85%» وتطرد طالبا حصل على «99%» لأن الأول.. نجح و«بجدارة واستحقاق وتفوق؟!!» في المقابلة الشخصية والآخر رسب فيها رسوبا مذهلا؟!! وحسبي الله على المقابلة «الشخصية».
** ونحن هنا.. لا نقول أي شيء عن المقابلة «نساء أو رجالاً» فهي اسلوب علمي مطلوب وضروري.. ولو قلنا غير ذلك لقالوا «وين ذا القروي جاي منه» ولوصفونا بعبارات جارحة.
لذا نحن نسلم بأن المقابلة الشخصية ضرورية جدا جدا.. و«نبصم» أيضاً ونقول.. ان من ينجح في المقابلة الشخصية ونسبته متدنية جدا.. فهو جدير ويستحق القبول حتى لو كانت نسبته متدنية.. ومن يرسب في المقابلة الشخصية فيجب طرده حتى لو كان الأول على المملكة كلها فالعبرة.. ليست بدراسة عام كامل.. ولا بالتفوق الدراسي.. ولا بالدرجات.. ولا بالنسبة.. ولا بالتفوق العلمي ابدا..
** العبرة «أيها السادة» حتى لو «خنَقتْكُم الْعَبْرَةْ» في المقابلة الشخصية.. ولهذا.. يجب على كل طالب.. وعلى كل ولي أمر.. ان يستعد للمقابلة الشخصية استعدادا تاما.. واذا كانت نسبة النجاح تحتاج جداً واجتهاداً ومثابرة طوال العام.. فان «عنق الزجاجة» المقابلة الشخصية تحتاج «فزعة» فقط.. خصوصا اذا كان «الفازع» من العيار الثقيل.
** هنا.. وفي المقابلة الشخصية.. تذوب النسب.. وتتلاشى الجهود.. ويصبح الطالب امام شيء لا ينفع فيه لا جد ولا اجتهاد.. ولا مذاكرة ولا مثابرة.. ولا أي شيء آخر له علاقة بالدروس والدراسة.. ومسكين «بالْضعَيِّف» ومسكينة «ياللي أبوها حارس مدرسة» أو «فراش في الشُّونِةْ».
** أبواب العمداء.. وأبواب العميدات هذه الأيام.. محكمة الاغلاق.. و«المِزْلاَج» يَدْ نجِر وسعادة العميد.. وسعادة العميدة.. وسعادة الوكيلة.. وأصحاب السعادة رؤساء ورئيسات الأقسام.. مشغولون جدا.. ولا يستقبلون المراجعين أبدا..
** والمشكلة.. ان هؤلاء «الرؤساء والعمداء الاكاديميين» يسخرون من بعض المسؤولين الذين يغلقون الأبواب عليهم ويحجبون أنفسهم عن المراجع.. مع انهم أسوأ منهم بمسافة ليست قريبة.
** زوروا إحدى الجامعات وأسألوا عن أصحاب السعادة «العمداء».. وبالذات عمداء القبول والتسجيل.. ولن تجدوا إلا أسماءهم فقط.
** من المؤسف.. ان يتحول محفل أكاديمي حضاري كبير.. يفترض فيه القدوة وقيادة المجتمع.. واعطاء انموذج يحتذى به..
** من المؤسف.. ان يتحول الى مكان تتجسد فيه المحسوبيات والواسطات والقبول والرفض.. والطرد والاساءة لهذا وذاك..
** من المؤسف.. ان تدخل هذا المرفق وتجد الطوابير المتراصة والفوضى.. وهم الذين يتحدثون عن الدقة والتنظيم والتحضر.. ويسخرون من قطاعات تقصر دون المثالية التامة قليلا.. مع ان الجامعة أسوأ منهم بمراحل..
** من المؤسف.. ان تدخل الجامعة فلا تجد مسؤولا يستقبلك.. أو حتى بابه مفتوحا.. أو على الأقل.. موجودا على مكتبه.
** زوروا الجامعات هذه الأيام.. وسترضون تمام الرضا عن كل القطاعات بدون استثناء.. وستدركون ان هؤلاء الاكاديميين مجرد «منظرين».. وان ما يقولون في كل مجلس.. هو مجرد «حكي مجالس».
** زوروا الجامعات.. وستجدون ان حراج بن قاسم.. منظم اكثر منهم.. وانك تدخل الحراج رغم فوضويته وتخرج بما تريد.. وتعرف رأسك من رجليك..
** وفي الجامعة.. تدخل وتخرج بعد ساعات بانطباع آخر.. وبنفسية أخرى.. ولن تحصل على أي شيء سوى.. ان هناك مكاتب مغلقة.. وطوابير وأناساً كلهم «مكشِّرون» سواء كانوا مسؤولين أو أساتذة أو طلبة أو مراجعين.. أو حتى عمال النظافة.
** مؤسف جدا.. ان يدرس طلابنا وأبناؤنا في الأردن.. ومصر.. ولبنان.. والامارات والبحرين وقطر وغيرها.. وجامعاتنا تتبارى هذه الأيام في رفع نسبة القبول.. لطرد اكبر عدد ممكن من شبابنا.. ولادخال المزيد من اليأس للآباء والامهات.. وللأبناء والبنات.
** جامعاتنا.. التي «تدِّعي» انها حلت وتحل مشاكل المجتمع.. فشلت و«عجزت» عن حل مشاكل القبول.. وعن ايجاد «ربع كرسي» لكل طالب وطالبة..
** المشكلة.. انهم يقولون اذهبوا لمعاهد التدريب والكليات التقنية والمهنية.. وهذه أسوأ من الجامعات في القبول.
** والمشكلة.. ان جامعاتنا وكلياتنا «العسكرية والمدنية.. والرجالية والنسائية» تتبارى وتتسابق في طرد الطلاب والطالبات..
** إذاً.. أين يذهب الخريجون والخريجات؟
** أين يذهبون.. «وين يروحون».. وين يطِسُّون.. وين ينْقَلْعُون؟!!.
** مَنْ يجيب على هذه الأسئلة ومَنْ الذي يعرف حجم العواقب؟ ومَنْ هو المسؤول؟
** ورددوا معي «الجامعة.. في خدمة المجتمع» و«يا مْلَقِّحْ النَّخْل.. لَقِّحْ روحك»..

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved