أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 17th June,2001 العدد:10489الطبعةالاولـي الأحد 25 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

نوافذ
المشهد
أميمة الخميس
الذي يتابع نشرات الأخبار عبر محطات الاخبار الأمريكية يجد أن أخبارهم قد تنمطت بشكل ثابت بحيث يصعب الخروج عنه، ومهما حاولت تلك المحطات أن تدلق كماً من الأخبار الساخنة الملتهبة بالكوارث والحوادث والمآسي، فان المشاهد بدأ يتوقع أن يكون الخبر الأول بالتأكيد عن آخر مستجدات الميزانية الأمريكية وصراع الحزبين حولها في الكونجرس، ومن ثم خبر حول فيضان أو حريق وأحيان اختطاف طائرة، ومن ثم قد يمرون على خبر لمحاكمة )تيموثي ميكفاي( أو ملكة جمال الأطفال التي لم يتم القبض على قاتلها الى الآن.. وفي نهاية النشرة يعرجون بشكل سريع ومقتضب على الشرق الأوسط ليتم نقل خبر سريع مدته لا تتجاوز الثواني عن الجندي الاسرائيلي المتعب والمهذب والذي يتعرض للعنف والمضايقة من قبل مجموعة من الصبية الأشقياء المتوحشين.
ونحن لا نستطيع لومهم ولن نطالبهم بغير ذلك لا سيما أن المواطن الأمريكي معني تماما بأسعار الضرائب على رأس قائمة أولوياته، بعيدا عن همومنا ومنعطفاتنا
ولكن المفارقة تظهر عندما نعلم الأرقام المرادفة والمصاحبة لهذا الوضع، وجميعنا نلحظ بأننا تحت مظلة إعلامية كبيرة ووافرة وممتدة، يتحكم بها الاعلام الغربي كمصدر معلوماتي يسيطر على العالم، )فثمانين%( من الاعلام العالمي....!! تسيطر عليه خمس شبكات أخبارية غربية ، ثلاث منها أمريكية.
وبالتالي من خلال الأرقام السابقة ماذا نتوقع؟؟ أو بالتحديد ماذا ننتظر، لا نملك إلا أن نتأمل صور الأمريكيين المختطفين في الفلبين، وصورهم بين أهلهم وذويهم، كمثال على الرجل الأبيض المهذب والدمث، الذي يتعرض الى وحشية الرجل المسلم...؟؟!!
وبالتالي يتبلور بين يديهم العصا الذهبية التي من الممكن أن تطعن في الاسلام وتحوله الى دين ملىء بالعنف والدماء.
وبالتأكيد الفراغ الروحي والفكري والعقائدي الذي حل بالعالم بعد فشل الايدلوجيات اليسارية، وسقوط حائط برلين، جعلت من الاسلام ملجأ وملاذا للكثير من المسحوقين والمقهورين وقليلي الحيلة أمام عوامل القمع والاضطهاد بجميع اشكالها، فظهر كبديل بإمكانه أن يستوعب جميع ما حاق بتلك الشعوب من عذابات واحزان وانهيارات، ومن هنا ظهرت محاور الصراع بين الشرق والغرب وأخذت شكل الصراع العقائدي الديني كواجهة بينما هي في حقيقتها صراع بين المستبد والمظلوم على المستوى الاقتصادي والاستعماري، ومن هنا أيضا تحول الاعلام الغربي الى أداة جهنمية تشارك في هذا الصراع، الذي ليس هو إلا صراع بين القوي المستبد من خلال تقدمه التقني والحضاري، وبين المظوم والمقموع اقتصاديا وحضاريا، وسيان الستار الذي يتخذه أو الايدلوجية التي يختبىء وراءها يبقى صراع يحمل في طياته حلم البشرية الأزلي في التغلب على نماذج الظلم والقمع والاضطهاد.
email:omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved