أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 17th June,2001 العدد:10489الطبعةالاولـي الأحد 25 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

تعليم 21
حديث محزن عن تعليم البنات
د. عبدالعزيز بن سعود العمر
بداية لا بد من القول: إن كاتب هذه السطور لا يملك من المعلومات والدراسات ما يعزز به طرحه هنا حول الواقع التعليمي للرئاسة العامة لتعليم البنات. رؤية الكاتب هنا تنطلق فقط من اتصاله العملي بالتعليم العام والعالي على مدى ربع قرن من الزمن، إضافة إلى تجربته الشخصية التي تشكلت أثناء متابعته لموضوعات تربوية وتعليمية تتعلق بمن هم في ولايته، هذا عدا ما يسمعه من قصص وما يقرأه في الصحف السيارة عن رئاسة تعليم البنات.
من الطبيعي أن تتوقع عزيزي القارئ أن الهم والهاجس الأول للقيادات التربوية في الرئاسة هو تقديم تعليم راق متميز يؤسس لمهارات حياتية متقدمة ويمكن الفتاة من مواجهة متغيرات هذا العصر، ويعدها لتسهم بمشاركة مجتمعية فاعلة منضبطة بثوابتنا التعليمية. هذا التوجه لا تلحظه للأسف إلا في الوثائق الرسمية وفي مقدمات الكتب المدرسية، وفي الهيكل التنظيمي للرئاسة. ولكن الواقع التعليمي الممارس في الرئاسة كما أراه وأرجو أن أكون مخطئاً يشير إلى أن قياداتها تكاد تكون الآن مسكونة بهاجس واحد فقط، الا وهو تعيين المعلمات والاداريات ونقلهن من مكان الى آخر. كم هو مخيب للآمال الا يأتي هاجس وهم تطوير التعليم أولاً، كيف اختلطت الأمور لدينا فغلب الشكل على المضمون، والهامش على المتن. في الرئاسة تسمع جلجلة وضجيجاً إلا عندما يكون الحديث متصلا بكفاية المعلمة واداء المدرسة وانجاز الطالبة. ما الذي يجري فعلا في مدارس الرئاسة؟ هل توزيع الطاقة التدريسية والادارية في المدارس منضبط بالمصلحة التعليمية لبناتنا؟ ما مدى انضباط دوام المعلمات، خصوصا اللاتي يعملن خارج المدن الرئيسية؟ ثم إلى أي حد بذلت الجهود لتقليص تلك الظاهرة. نعم، هناك خصوصية تعليمية، وهذا أمر لا شك فيه، ولكن يجب عدم تحميل هذه الخصوصية أكثر مما تحتمل.
لا يخالطنا شك على الإطلاق في وجود الرغبة الصادقة في التطوير والتجديد لدى قيادات تعليم البنات وفقهم الله، ولو لم يكونوا كذلك لما فازوا بثقة ولاة الأمر، ولكن الذي يبدو لنا هو أن جهاز الرئاسة يتعرض الآن لتأثير وسيطرة قوى اجتماعية تتجاوز قدرته على الصمود. نحن هنا نتناول الرئاسة لا على أنها جهاز اعتاد بعض الكتاب أن )يفردوا( عضلاتهم عليه بل لإيماننا المطلق بأنه بصلاح التعليم في بلادنا يصلح كل شيء آخر.
alomar20@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved