أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 17th June,2001 العدد:10489الطبعةالاولـي الأحد 25 ,ربيع الاول 1422

لقاءات

د. عزمي بشارة النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي في حوار «الجزيرة » معه:
الشعب السعودي كبير ويباشر تسجيل حضوره بوعي في الأحداث
* دمشق مراسل الجزيرة عبدالكريم العفنان:
في حوار «الجزيرة» معه، وضع النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي د. عزمي بشارة الكثير من النقاط على الكثير من الحروف في رده على الحملة السياسية والاسلامية الشرسة التي يتعرض لها داخل إسرائيل بسبب دعوته لتفعيل المقاومة العربية واستمرار الانتفاضة الفلسطينية وذلك خلال مشاركته في احتفال القرداحة بشمال سوريا بالذكرى الأولى لرحيل الرئيس السوري حافظ الأسد.. وقد استهل د. عزمي بشارة حواره بتثمين سياسي متعمق بكلمة سمو ولي العهد الأمين أمام القمة العربية في عمان فقال:«ان كلمة ولي العهد كانت أكثر جذرية من جمهوريات عربية لا اسميها في مؤتمر القمة العربية وتصريحاته كانت أكثر جرأة أعطت ضوءا أحمر لأمريكا بأن بلدا صديقا مثل السعودية بدأ يتململ من السياسة الأمريكية في المنطقة». وعن الحملة الإسرائيلية عليه بسبب تصريحاته في سوريا قال ان العمق الاستراتيجي للفكر السياسي الصهيوني الذي يحدد منهج إسرائيل للتعامل مع العرب يصنف العربي بأنه:
1 نذل عميل وحقير.
2 وحش ارهابي كاسر.
وأضاف:«ولهذا فإن العنف أصبح لصيقاً بتاريخ إسرائيل في المنطقة».
وفيما يلي نص الحوار معه:
*لا سلام مع شارون والفلسطينيون منقسمون حول التسوية
*الإنسان العربي في الفكر الصهيوني الإسرائيلي نذل عميل حقير أو وحش إرهابي
ما قلته في تأبين الأسد سمعه الإسرائيليون مني مرات عدة
* الجزيرة: نبدأ معكم الحديث عن لجنة التحقيق التي شكلتها حكومة اليمين الإسرائيلية حول تصريحاتك الأخيرة في تأبين الأسد في «القرداحة» المؤيدة للمقاومة الشعبية والتي أثارت موجة غضب واستنكار في إسرائيل؟
ما يتم الآن ترتيبه ليس لجنة تحقيق إنما هو تحقيق بوليسي من قبل الشرطة، ثم يوجد تحقيق بتهمة مساندة الارهاب وتحقيق لزيارة سورية بدون إذن مسبق وتحقيق «بخصوص التعاطف مع حزب الله» ويوجد حديث من قبل مستشار قضايا الحكومة عن تقديم أوراق التجمع الوطني الديموقراطي وهم التيار القومي في الداخل لخبراء في وزارة العدل ما يسمى في إسرائيل بوزارة العدل للنظر في امكانية حل التجمع خلال عامين قبل الانتخابات القادمة بقرار من لجنة الانتخابات المركزية.
يوجد مسلسل من الخطوات الاستفزازية سيتم القيام بها، وهنالك تهديدات شاملة كثيرة.
ومضمون الكلام الذي قلته ليس الأساس، والتلفزيون الإسرائيلي أعاد بث كلمتي أو أجزاء منتقاة بعناية من كلمتي في «القرداحة» ويقال لي انه أعيد بثها أكثر من عشرين مرة في التلفزيون الإسرائيلي في نشرات الأخبار والقنوات المختلفة. ولكن ليس المضمون هو الأساس لأن هذا المضمون وان بدا مثيرا لهم عندما ترجموه الى العبرية إلا أنهم سمعوه مني عدة مرات على منصة البرلمان أو في تصريحاتي الصحفية المختلفة.وإن ما أثارهم هو أنني تكلمت بعد حسن نصر الله وحزب الله يصنف كقوة معادية وان كلمتي جاءت في هذا السياق والأهم من ذلك كله في اعتقادي ان الكلمة جاءت في أجواء احتقانية رغم مأزق إسرائيل، احتقان جماهيري ومأزق إسرائيلي ناجم عن عدم قدرة إسرائيل على معالجة موضوع الأمن كما وعدت الجمهور فتم تفريغ الغضب الشعبي باتجاهنا ولذلك الملاحظ انه لم يكن هناك تحريض رسمي فقط وإنما ضغط شعبي في استطلاعات رأي عام كلها تدعو الى طردنا من البرلمان والى نزع الجنسية عنا.
في البرلمان يتعاملون معي كبالع المنجل
* الجزيرة: ما الدوافع الحقيقية للتحريض ضد عزمي بشارة؟
باعتقادنا الموضوع ليس هو الشخص، ربما يوجد للشخص دور باعتبار علاقتهم معي كبالع المنجل لا يستطيعون استيعابي في البرلمان ولا يستطيعون اخراجي منه ولديهم علاقة مركبة معي شخصيا لأني لا أمثل شخصية العربي كما يروق لهم. يعني يوجد لديهم شخصيتان للعربي إما نذل عميل حقير وإما وحشي وإرهابي كاسر لأن رؤية عربي مثقف متمسك بآرائه النضالية يفوقهم ثقافة يصبهم بالصراع، لديهم مشكلة شخصية معي في البرلمان وهذا ظهر من خلال حديثهم بالكنيست حتى اليسار الصهيوني لديهم مشكلة ليس فقط في موضوع المواقف لأن المواقف لا تتلاءم مع تصورهم للعربي. لا هي نذلة ولا هي بربرية إنما مواقف مبدئية وعقلانية في نفس الوقت ولديهم مشكلة باعتقادي من عدم تمكنهم من وضعي في قالب العربي الأقل ثقافة والأقل حضارة كما يرون وهذا بعيد عنهم ان يضعوني في هذه الخانة. الأمر الأهم الموضوع الشخصي فهناك نقمة شخصية ناجمة عن ثقافتهم العنصرية التي لا تستوعب واحدا مثلي، وأقصد حتى اليسار الصهيوني. وهناك عرب لطيفون وعرب جيدون، عرب معتدلون وبنفس الوقت أقل ثقافة من اليسار الصهيوني. يعني لا أدخل في قالب العربي الذي يحبه اليسار الصهيوني أو اليمين الصهيوني. وهناك نزعة منذ أكتوبر الماضي. يبدو ان الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لديها هذه النزعة من قبل أكتوبر ولكن منذ أكتوبر الماضي تبين ان لديهم رغبة بتخويف الجماهير العربية من التجمع لمحاولة عزل التجمع الديموقراطي عن الشعب ومحاولة اخراجنا خارج القانون ولذلك جاءت هذه الحملة بأوضاع وظروف عرب الداخل. يعتقدون أن عرب الداخل لديهم ما يخسرونه من حقوق. هنالك نزعة ان التحريض يخوف الناس وبالتالي ينفضون عنا ونبقى بالتالي عراة وحدنا في العراء ويسهل فيما بعد الانقضاض علينا في الانتخابات القادمة واخراجنا خارج القانون. والتقارير التي تصلني من البلاد انه حصل العكس وان هناك التفافا جماهيريا واسعا حول التجمع وخاصة في أجيال الشباب الذين يبحثون عن معنى وهوية وعن جذور وعن قضية في هذا المجتمع الاستهلاكي. ونحن أعطيناه الجواب على حاجاته. التثبت بهويته القومية والاصرار على المساواة ومحاولة جعل النضال من أجل المساواة نضالا ضد الصهيونية ولكن التفافهم ازداد بعد الحملة بدل ان يخافوا.
وبالمناسبة فإن هذه الحملة غير مسبوقة عليَّ من حيث الحجم والتهويش «تهويش كل المجتمع علينا» واستغلت إسرائيل وسائل الاعلام لتحريض الجمهور علينا بشكل دموي كاد يخيف الناس وأنا اعتقد إذا كانت هذه «الجوتة» بهذا الشكل ربما أخافوا العرب في الداخل كما حصل في أكتوبر الماضي عندما أخافوهم وأعادوهم الى البيوت وقد تعاطفوا معي لأنني لم أفاجىء الناس بكلامي..ما كنت أقوله في وسائل الاعلام العربية من داخل إسرائيل كنت أقوله على منصة البرلمان وقد ذهل العرب من الداخل لأنهم كانوا يسمعون هذا الكلام مني مباشرة، حول ان هذه الحكومة حكومة حرب ويجب دعم الانتفاضة وقد شاركت في مؤتمرات عدة لدعم الانتفاضة ودائما كنت أقول ان العامل الغائب في الانتفاضة هو العامل العربي وناقشت الناس في هذا الموضوع والأداء الرسمي العربي من الممكن ان يكون أفضل في ظل الأنظمة الحالية ولكن الناس فوجئوا من حملة التحريض ضد التجمع الديموقراطي.
النواب العرب يتفاوتون في مواقفهم
* الجزيرة: ما هي رؤية حكومة شارون لأداء أعضاء الكنيست العرب؟
هناك رغبة لدى حكومات إسرائيل المختلفة بتدجين النواب بمعنى جعلهم يهتمون فقط بالقضايا اليومية الحقوقية لعرب الداخل دون النظر للقضايا السياسية العامة ولذلك نجد من حين لآخر ان هنالك حملات تحريض تستهدف ابتزاز ولاء النواب العرب للدولة «أي ما دمتم تتحدثون عن المساواة ماذا بالنسبة للولاء للدولة» وحملات التحريض هذه أصبحت مستمرة في محاولة التخويف.
هنالك حد أدنى تتحمله إسرائيل من الخرق الكلامي حول القضايا السياسية ولكن بشكل عام المؤسسة الإسرائيلية الحالية تحديدا حكومة شارون أكثر من غيرها تحاول أن تحصر النواب العرب في القضايا اليومية للجماهير العربية حتى القضايا العامة للجماهير العربية والهوية القومية والتنظيم وغيرها، هناك محاولة لتخويف العرب منها، الأمر الثاني النواب العرب أنفسهم يتفاوتون ووسائل الاعلام العربية صنعت مفهوم اسمه النواب العرب ولكن النواب العرب يتفاوتون في مواقفهم، وهناك نواب عرب في أحزاب صهيونية هؤلاء لا يدخلون في حساباتنا نحن، وهناك نواب عرب في القوائم العربية القائمة والأحزاب العربية القائمة يحاولون ان يلعبوا دور الوسيط بين المؤسسة الإسرائيلية وبين الجمهور بحيث يستطيعون ان يعالجوا القضايا اليومية للمواطن ولكي تعالج القضايا الفردية للمواطن عليك ان تهتم بعلاقة جيدة معهم أي لا تقطع شعرة معاوية مع الوزارات المختلفة وهذا يؤدي الى انتهازية، يعني هنالك آخرون أكثر جذرية في الموقف من السلطة الإسرائيلية وسياساتها وهنالك تفاوتات ولكن حملات التحريض تستهدف العرب عموما، اليمين الإسرائيلي بالنسبة له عملية التحريض عملية استراتيجية واليمين يدفع الشارع الإسرائيلي باستمرار نحو اليمين والتحريض على العرب جزء من برنامج اليمين السياسي، التكتيك والاستراتيجية عنده الوصول الى فئات جماهيرية أوسع في الشارع الإسرائيلي والتحريض ضد العرب أفضل أداء بالنسبة لليمين وشارون وحكومته ووزراؤه قضية يومية، تعبئة الشارع الإسرائيلي نحو اليمين وبالتالي الموضوع ليس فقط ما نقول وما لا نقول ولكن بالطبع التحريض ضد التيار الديموقراطي.
إمكانية السلام في عهد شارون صعبة
* الجزيرة: ما هي آفاق عملية السلام في ضوء البدء بتطبيق ترتيبات إسرائيلية فلسطينية؟
أنا لا أرى في ظل حكومة شارون امكانية لعملية سلام لأن الفلسطينيين في نهاية المطاف منقسمون حول التسوية. هنالك نقاش يجري عما هي شروط التسوية؟ والنقاش حول شروط التسوية وليس التسوية ذاتها ولكن حتى المؤيدين الأكثر ميلا لقبول تسوية لا يجدون عند شارون ما يقبلونه. شارون يفتقر للخطاب السياسي، يفتقر للخيار السياسي لطرحه على العرب ليقبلوه بالحد الأدنى. وبالتالي لا امكانية في هذه المرحلة لنجاح تسوية سياسية لذلك يجري الحديث عن العودة للمفاوضات ولكن الجميع يدرك انه لا يوجد أفق حقيقي أمام المفاوضات في ظل مواقف شارون الحالية وهذا لا ينطبق على المسار الفلسطيني وإنما أيضا على المسار السوري اللبناني، ولكن في النهاية الجميع يدرك انه ليس لدى شارون خطاب سياسي حقيقي يمكننا من بدء التقدم الى الحل الشامل.
الانتفاضة لا تقاد بالريموت كونترول
* الجزيرة: بعد أن بدأت الوساطات الدولية التفاوض مع السلطة الفلسطينية راج الحديث عن وقف الانتفاضة والسؤال: هل يقاوم الشعب الفلسطيني ب «الريموت كونترول» العرفاتي السلطوي؟
الانتفاضة الحالية بدأت والسلطة الفلسطينية على الأرض. سابقا كان مكان لسؤالك في انتفاضة 87 وطرحت الأسئلة هل تقاد الانتفاضة بالفاكس؟ وما هو دور القيادة الموحدة في الانتفاضة؟ هل بالامكان تنظيم قيادات محلية؟ وهل منظمة التحرير تمكن فلسطينيي الضفة والقطاع من بلورة قيادة محلية؟ الانتفاضة الثانية السلطة وأجهزتها الأمنية على الأرض ومتداخلة مع الجماهير مستمدة أولا من الناس وثانيا موجودة على الأرض وهناك فصائل قائمة خاصة حركتي حماس وفتح، وهناك فصائل اليسار قائمة على الأرض بقياداتها. وهذه الفصائل مع السلطة تحرك الانتفاضة من الداخل. النقاش لم يجر في الانتفاضة الحالية انه توجد قيادة من الخارج ب«الريموت كونترول» أولا توجد. النقاش تم في هذه المرحلة ان انتفاضة ذات مظاهر مسلحة أم أنها انتفاضة شعبية، على هذا تم النقاش. كان هناك نقاش قائم بين الجماهير العربية في الضفة والقطاع يدور حول ما هو الأهم؟ البعد الشعبي للانتفاضة أم أنه تم مصادرة البعد الشعبي في مظاهر مسلحة؟ وهل بالامكان ان يتوافق الأمران بالنسبة لدور السلطة في الانتفاضة؟
كلنا نقول في نهاية المطاف ان الانتفاضة شعبية ولكن كان واضحا أنه في فترة المفاوضات بعد كامب ديفيد وبالعزلة العالمية التي حاول الأمريكان والإسرائيليون فرضها على السلطة الفلسطينية، كان واضحا ان هنالك مصلحة للسلطة في الانتفاضة. هل كان منسقا بحذافيره مع القيادة الفلسطينية؟ وهل الآن كل رصاصة تطلق يعرف بها ياسر عرفات؟ لا أعتقد ذلك، الأمور ليست هكذا الآن. بالنسبة لوقف الانتفاضة رسميا الفلسطينيون لم يوقفوا الانتفاضة. القرار الرسمي الفلسطيني هو وقف اطلاق النار بناء على ضغوط دولية ولكن لا يوجد قرار بوقف الانتفاضة والأمور مستمرة الى حد ما لكن لا يوجد قرار بوقف الانتفاضة والأمور مستمرة والضغوط أيضا مستمرة والسؤال هل تستطيع ان تستمر في ظل ضغوط مستمرة؟ هذا أمر مهم جدا يجب ان ندركه.
عرب 48 سد كامل ضد حكومة شارون
* الجزيرة: ما العمل الذي يمكن ان ينخرط فيه عرب 48 في مواجهة توجهات حكومة شارون اليمينية؟
بشكل عام عرب 48 بالاجماع الكامل سد كامل ضد حكومة شارون ما عدا بعض العملاء الصغار الذين نسمعهم من حين لآخر في التلفزيون الإسرائيلي.
نرفض المشاركة في الحكومة بوزير
* الجزيرة: ما هو دور أعضاء الكنيست العرب في مواجهة مخطط الترانسفير في ضوء مؤتمر «هرتسيليا»؟
مؤتمر هرتسيليا كان خطيرا لأنه شاركت فيه فئات واسعة من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وشاركت فيه فئات من محاضري الجامعات الذين كانوا يحسبون على الخط الليبرالي في إسرائيل، وفئات واسعة من حزب العمل وميريتس، ما يميز مؤتمر هرتسيليا أنه استنفر قوة ما يسمى باليسار الصهيوني وخاصة خبراء أمنيين في هذا السياق لبحث المخاطر المحيقة بإسرائيل من قبل عرب الداخل بعد أكتوبر بعد انتفاضة أكتوبر، هذه القوى استنفرت لتحديد ما هو مصير عرب ال48 في حال السلام مع الفلسطينيين وقيام دولة فلسطينية وفي حالة عدم وجود سلام. وطرحوا سيناريوهات خطيرة للهجرة منبهين بها للحركة الصهيونية ويعتقدون ان العرب في الداخل يشكلون خطرا على الطابع اليهودي للدولة على المدى البعيد وباعتقادي أنهم قرأوا طروحاتنا جيدا ونحن نقول حول مستقبل دولة إسرائيل والتناقض بين طابعها الصهيوني والديموغرافي والتناقض بين طابعها الصهيوني والمساواة والتناقض بين طابعها الصهيوني والديموقراطي وهم يقرأون جيدا ما نكتبه حول هذا الموضوع وأعتقد ان أهمية عرب الداخل على المدى البعيد، ومحاولة التعامل معهم بفراغ من الصبر جرت محاولات في أكتوبر للتفاعل الجدي مع الانتفاضة واستراتيجيات على المدى البعيد. الصهيونية وضعت شعار الدولة اليهودية عام 1896 وحتى عام 1948م قامت دولة يهودية خططت ل52 عاما. دعونا نخطط لعرب الداخل «50» عاما حتى نخطط للبعيد كما يخططون في مؤتمرهم.
يريدون أن يأخذوا منا أصواتنا
إنهم يريدون ان يأخذوا منا أصواتنا ونحن مقيمون على أرضنا ونصوت في الدولة الفلسطينية أو أن ترتبط الجنسية بالخدمة في الجيش، توجد عشرات المقترحات للتخلص مما يسمونه بالخطر الداهم لعرب الداخل فمن الضروري ان نحطط على المدى البعيد بحيث نراعي أمرين الأول: تثبيت وبلورة الهوية القومية لعرب الداخل بشكل قاطع بحيث لا يتدهورون للخدمة في الجيش أو للعمل في المخدرات أو الى الانحلال الخلقي كما يحصل في بعض الأقليات في العالم ونحافظ على العمود الفقري لهويتهم القومية لذلك نؤكد على القومية وعلى مؤسساتنا ومن ناحية أخري أن لا نضيع الهوية على المدى البعيد أي نبقى عربا فلسطينيين.
وربما تتساءلون لماذا نرفض في تيارنا مشاركة وزير عربي في الحكومة؟ لأن هذه المشاركة تؤدي الى انحلال هويتنا العربية والقومية من الاندماج ثم الانزلاق. نخوض معارك في هذا الاتجاه على المجال الداخلي معارك ضد إسرائيل ومعارك داخل الجماهير العربية للحفاظ على هذه النقطة وبعد خمسين عاما نجد ان ثلاثة ملايين عربي في الداخل لديهم هوية عربية فلسطينية واضحة وفي نفس الوقت يشكلون مجتمعا حديثا وتقدميا قادرا على أداء التحدي الحضاري مع المجتمع الإسرائيلي وهذا يحتاج الى مؤسسات وجامعات يحتاج الى الوقت ولكن ليس الأساس طول الفترة ولكن أن تبدأ وتسير على المسار الصحيح وفي ذلك الوقت الزمن ليس مهما الزمن لصالحنا إذا سرنا على المسار الصحيح. ما نراه الآن ان إسرائيل تشخص ما نقوم به وتحاول اتخاذ اجراءات ضده من ضمنها اجهاض كل هذه الحركة وتخويفنا ولكن نحن مستمرون.
علاقاتنا بالأمة العربية علاقات عربية
* الجزيرة: هل تساهم زيارات أعضاء الكنيست العرب في مسألة التطبيع أم في أي سياق يمكن وضعها؟
هذه قضية مهمة لأن موضوع التطبيع من الموضوعات الصميمية في بعض أوساط اخواننا الوطنيين القوميين في العالم العربي والاسلامي ولدينا علاقات جيدة مع القسم الأكبر منهم وهناك قسم آخر لا نريد ان نقيم معه علاقات لأنهم عنصريون ولكن بشكل عام نحن نريد علاقات واسعة مع اخواننا العرب وأنا أعتقد ان العلاقة بين الأمة العربية وعرب الداخل هي علاقة عربية عربية وليس تطبيعا إلا إذا قام نائب باستغلال التطبيع ولكن ليس بالضرورة ان يساهم النواب العرب بالتطبيع ويمكن أن يقوم مواطن عربي بالتطبيع.
العلاقة بين الأقلية القومية العربية في الداخل والجماهير العربية في الداخل وبين الأمة العربية في الخارج لا يمكن ان تسمى تطبيعا هذه علاقات عربية عربية، ولكن إذا شاء أحدهم ان يسخرها بهدف التطبيع ليس بالضرورة ان يكون نائبا طبعا يجب ان نكون ضد ذلك.
هذه العلاقة تساهم في الحفاظ على الهوية القومية لعرب الداخل. إذن هي على المدى البعيد ليست فقط غير تطبيعية وإنما هي خطوة ضد التطبيع..المساهمة في بلورة الهوية القومية والتنظيم القومي لعرب الداخل والتواصل معهم.
الرئيس حافظ فصل بين السلام مع إسرائيل والعلاقة معنا وثبت ان هذا لم يؤد الى تطبيع بل الى تشبت أكثر بمبادئ السلام العادل وأدى الى تقوية التيار القومي في الأوضاع الفلسطينية التي كانت معبأة ضد التيار القومي وعلى مستوى الجماهير الفلسطينية في الداخل كانت الأجواء غير قومية في أجواء الأزمات الفلسطينية السورية وفي انهيار الناصرية وأجواء أوسلو كانت الأجواء غير قومية، هذه العلاقة ساهمت في تحسين أجواء العمل القومي فأنا ضد النواب الذين يقبلون بالتسوية بأي شرط، أنا أرفض ان آخذ إذنا من السلطات الإسرائيلية في القدوم الى سورية لكي لا يكون هذا تطبيعا.
الخوف على الناس ظاهرة إنسانية
* الجزيرة: هل يقلقك التحقيق معك بخصوص هذه المواقف؟
الانسان الذي لا يقلق انسان مجنون، في العمل السياسي عليك ان تقلق ليس على نفسك بل على تيارك على جماهيرك ليس بالضرورة ان تكون جبانا لتخاف على الناس من حولك. الخوف على الناس هو ظاهرة انسانية. في نهاية المطاف نجري حساباتنا ونمشي متكلين على الله ونحاول ان نأخذ حذرنا في نمط الحياة أكثر من السابق ولكن في نهاية المطاف لابد من الاتكال على الله.
نناضل ضد مشروع عابر إسرائيل
* الجزيرة: ما العوامل الكامنة للهبة الجماهيرية المقبلة؟ وهل سيكون مشروع «عابر إسرائيل» ب«يافا» سبباً مباشراً لها؟
لا أعتقد ذلك. هنالك نضال ضد موضوع عابر إسرائيل في تجمعات القرى المخلفة، لدينا دور اساسي في ذلك كتيار قومي وتتركز المعركة في مثلث الدفاع الجنوبي وهي معركة عدم مساومة على الأراضي. ولكن نحن لا نقوم بخوض المعارك من أجل التحضير الى هبة ثم تذهب هذه الهبة لنحضر الى هبة جديدة مثل «صخرة سيزيف» نحن نبني نضالا استراتيجيا على المدى البعيد فالموضوع الآن هو احباط عابر إسرائيل وليس الهبة الشعبية. والهبة ليست هدفا وهنالك الآن نضال مستمر لاحباط هذا المشروع والهدف هو الدفاع عن الأراضي العربية من المصادرة وعلى هذا يدور النقاش حاليا في العديد من القوى العربية وفي بعض الحالات كانت هناك مصادمات معهم وبعض الأحيان مفاوضات، وعلى المدى البعيد موضوع الاحتكاك والصدام الأساسي هو موضوع الأرض والمسطحات وحصر العرب والفصل بينهم وبين الأرض قدر الامكان وموضوع عابر إسرائيل هو أحد أوجه الصدام.
يجري الاعتداء على العرب بلا سبب
* الجزيرة: بماذا تفسر هجوم الإسرائيليين على مسجد «حسن بيك» ب«يافا» بعد عملية «تل أبيب»؟
واضح ان عملية تل أبيب الأخيرة فجرت العنصرية القائمة في الشارع الإسرائيلي ويمينيون وفاشيون يحاولون الانتقام من العرب. لا توجد مظاهر عربية في تل أبيب ومسجد «حسن بيك» هو آخر معلم من معالم «يافا» داخل تل أبيب و«مسجد حسن بيك» من بقايا يافا المتقدمة التي أحاطت بها تل أبيب. وهم يضربون العرب من مارة السبيل ضربا مبرحا وهي عملية «فش خلق» لكن هذه ليست الحالة الأولى وليست الأخيرة وحسنا أنها ظهرت إلى ا لرأي العام العالمي لكشف العنصرية السائدة على العرب لدرجة الجراح البليغة كما في «نتانيا» مؤخرا ويجري الآن اعتداءات على العرب بلا سبب، بعض العمال في أماكن عملهم يهاجمهم الزعران الفاشيون والاعلام الإسرائيلي يقوم بدور غير مسؤول في تأجج هذا الموضوع عندما هاجموا مسجد «حسن بيك» كانت هناك كاميرات تبث مباشرة ما يحدث كأن الحدث «درامي» أو مسرح وبدأ الناس ينضمون لضرب مسجد «حسن بيك».
كلمة ولي العهد في القمة العربية
* الجزيرة: كيف تنظرون عرب ال48 في الداخل وفي التجمع الوطني الديمقراطي الى مواقف المملكة العربية السعودية الداعمة للحق العربي الفلسطيني؟
بلدتك السعودية خلافا لدول عربية كثيرة فيها رأي عام والسعودية لا تعيش في عزلة عن السلام ولها شعب كبير يعايش الأحداث بوعي ومشاركة وكلمة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله كانت أكثر جذرية من جمهوريات عربية لا أسميها في مؤتمرات القمة العربية وتصريحاته كانت أكثر جرأة من الكثيرمن الزعماء العرب في الموضوع الأمريكي، لأن السعودية تمتلك ثقة بالنفس أكثر وهذا من شأنه ان يعطي ضوءا أحمر لدى أمريكا يعني ان بلدا مثل السعودية يتململ من سياسة الولايات المتحدة في المنطقة، لأن السياسة الأمريكية هي سياسة إسرائيلية بالكامل متبنية للتصورات الإسرائيلية بعد كامب في الماضي كانت سياسة الولايات المتحدة متحالفة استراتيجيا مع إسرائيل وتأخذ بعين الاعتبار توليفات عربية محددة بما في ذلك تحالفات عربية ولكن التحالف الاستراتيجي الأساسي مع إسرائيل. وتصريح ولي العهد هو أمر جدي وجيد.وللمملكة دور كبير في تعزيز التضامن العربي مع الشعب العربي مع الشعب الفلسطيني لكي يستطيع ان يستمر في معاداته للاحتلال ويجب ان ينظر الى موقف الأمير عبدالله الرافض لزيارة واشنطن بايجابية مطلقة. هذا النوع من السلوك السياسي رائد قل نظيره.
كلمة أخيرة
أشكر «الجزيرة» والقائمين على تحريرها على اهتمامهم باللقاء السابق الذي قرأته على أكثر من عشر وسائل اعلامية محلية في الداخل وعربية ودولية وعلى الانترنت وهذا لن أنساه لأنه نقل للشعب العربي رؤانا حول المستقبل وحقيقة ما نعانيه.
الحملة ضدي غير مسبوقة من حيث الحجم والتهويش والانتفاضة لا تقاد بالريموت!

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved