أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 17th June,2001 العدد:10489الطبعةالاولـي الأحد 25 ,ربيع الاول 1422

الاخيــرة

وتاليتها
أ.د. هند ماجد الخثيلة
** كثيرا ما تمر على الإنسان مناسبات يفترض أن يشارك فيها ويقدم واجبه نحوها خاصة في الاجتماعيات سواء أكانت واجباً أم مجاملة. فكم مولود لم نقدم لأمه تهنئة بسلامتها وقدومه إلا متأخراً، ونحاول جاهدين تبرير ذلك التأخير دون أن نكون مقنعين دائماً حتى وإن كنا صادقين في عذرنا، وكم من فرح تم دون أن نقدم بين يدي أهله تهنئة مناسبة، وكم من ترقية أو تعيين سرقتنا أشغالنا وهمومنا من المشاركة في الفرحة والتبريك. كثيرة تلك المناسبات وأقل منها قبول أعذارنا.
أقول هذا لأعتذر هذه المرة لأصحاب الفضيلة والمعالي أعضاء مجلس الشورى الموقرين، وليسمحوا لي هذه المرة أن أسوق عذراً موثقاً لتأخري في التهنئة لا يستطيعون إلا قبوله مشكورين. الذي حال بيني وبين ذلك «الإعلانات الملونة»، التي تغري كل القائمين على الصحافة بأن يركنوا الفكر والأدب وحتى العلوم جانباً كي تمر تلك الاعلانات، ولهم في ذلك أعذارهم التي أتفهمها جيداً، وكم تمنيت أن تكون هنالك مصادر دعم مادية للصحافة غير الإعلانات، كي لا يقف الفكر في طابور الانتظار حتى تمر «السيدة المبجلة».. المادة الاعلانية.
لست متأخرة عن القراء الأعزاء وأصحاب الحق في التهنئة لكنني مؤخرة رغم أنف «وتاليتها»، التي أبت إلا أن تفرغ حبر سطورها وفكر نحورها رغم أنف التأخير و«السيدة المبجلة.. المادة الاعلانية».
** وبعد هذه الاستهلالة أقول إن الدول وبخاصة في العالم الثالث تتسابق إلى إنشاء البرلمانات وإجراء الانتخابات لاختيار أعضائها، وتستهلك الميزانيات في سبيل ذلك، وتمتلىء البلاد بالفوضى أحيانا، وبالاضطرابات في كثير من الأحيان، وقد ينتج عن ذلك القتل، والإرهاب، والتزوير، والعداء، والضغينة، وكثير من أسباب الفرقة والتشرذم، لا لشيء إلا ليقال: ان هذا البلد أو ذاك «ديمقراطي»، على أمل أن ترضى عنه «اليهود أو النصارى»، فيحوزوا شرف الرضى والبركة.
أما ما تعنيه الديمقراطية، وما يجب أن يتوفر لها من متطلبات وأسس وأجواء، فذلك ليس مهماً، أو لا يأتي في المقام الأول من الأهمية، لذلك تأتي النتائج كلها عكسية، فتزداد العصبيات، وتكثر أسباب الفتن، ويغوص البلد «في وحل الديموقراطية» التي لا تسمن ولا تغني من جوع، لأنها زرعت في غير منبتها، وتعهدها غير القادرين على تعهدها.
نحن في المملكة العربية السعودية كرمنا الله سبحانه وتعالى بشريعته السمحة، وأغدق عليها من نعم آيات العدل والقسطاس المبين ما لا يعد ولا يحصى، ولا يقدر بثمن ولا يدانيه نظام وضعي حتى ولو كان من الديموقراطية الصرفة الحقة التي يزعمون.
مجلس الشورى لدينا، جاء تلبية لقول الحق عز وجل «وأمرهم شورى بينهم»، وهو في هذا المعنى البيئة الصالحة التي ينظر فيها في أمور الدولة وشئون الرعية بعين الحق والرضى، وعقلية الوعي والفهم.
تلك لعمري أسس النجاح في النظرة إلى أي أمر يهم الوطن والمواطن: الحق، والرضى، والعقل، والوعي، والفهم.. فليتفضل أعضاء مجلس الشورى الكرام، وليلبسوا ما يستطيعون من هذه الحلل الزاهية ألوانها، العظيمة معانيها.
** إنني إذ أتوجه إلى كل أعضاء مجلس الشورى الموقرين بالتهنئة الحارة لمناسبة تجديد العهد مع بعضهم، وإيلائه لبعضهم الآخر، لأتمنى أن تكون كل تلك الصفات حللهم البهية، ومنارة دروبهم الطويلة، وهداية خطاهم المنتظرة.
ومع ذلك، فإنني أتوجه إلى كل الذين توقعوا بل انتظروا أن يكونوا تحت قبة هذا المجلس العتيد، بحللهم المناسبة للمقاييس المطلوبة فأقول: كل مجلس وأنتم بخير، ،انتظروا فالمجالس مبروكة وقادمة، وفضلا لا تقولوا.. وتاليتها؟!!
hendmajid@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved