أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 17th June,2001 العدد:10489الطبعةالاولـي الأحد 25 ,ربيع الاول 1422

وَرّاق الجزيرة

قضايا الكتاب وتأصيلها التراثي
يوسف بن محمد العتيق
من الأمور المشاهدة والملموسة أن تجد بعضا من الكتاب المعاصرين ممن يدرس الكتاب وقضاياه المتفرقة يكون الكثير استشهاداته على مسائل الكتاب وتأليفه ونشره تكون من خلال واقع بعض التجارب التي حدثت لمؤلفين وكتاب غربيين قد لا تكون سنوات وفاتهم بعيدة كل البعد عن الفترة التي يعيشها الكاتب المستشهد بترجمتهم؛ وبدون شك ان هذا الأمر لا غرابة فيه ولا يقلل من شأن أي تجربة في قضايا الكتاب إذا كان النقل لتجربة الباحث الغربي مقرونة بتجربة المؤلفين العرب القدامى؛ لكن الذي يدعو للاستغراب بل والخجل أن تكون تجارب العلماء القدامى في هذا المجال غير موجودة على كثرتها وتنوعها وشمولها وأهميتها بالإضافة إلى كونها تؤدي الدور كاملاً؛ مع أن الباحث في كتب التراث العربي وجد أنها ركزت كثيرا على مسائل الكتاب والمؤلفين بدرجة تجبر القارئ على احترام تراثنا الذي يجد في كثير الأحيان تجاهلا من بعض أبنائه وانتقالهم إلى التفاعل مع بعض التجارب الحديثة أو شبه الحديثة لمؤلفين آخرين. وهنا ألا يحق لنا أن نسأل لماذا لا يقوم باحث أو أكثر بجرد الكتب التراثية وبخاصة كتب التراجم لاستخراج النصوص في هذا المجال وأنا أجزم يقينا بأن الباحث سيجد في عشرات المواضيع النصوص الكثيرة والمتنوعة التي تخدمه في هذا المجال وتنير له الطريق. وخذ على سبيل المثال قضية كثيرا ما نجدها مثار عناية الباحثين مثل قضية الطبعة الأولى والطبعة الثانية للكتب ومسألة الزيادات على الطبعة الأولى؛ ومثل قضية النقل عن الآخرين والسرقات الأدبية والعزو والاقتباس؛ ومثل نشر النصوص القديمة وغير ذلك الكثير والكثير؛ لكن المطلوب من الباحث حتى يستخرج هذه النصوص أن يتحلى بالصبر وأن يشرع في قراءة المطولات التراثية وبخاصة تراجم العلماء والمؤلفين وسيستخرج منها الكثير مما يخدمه في هذا المجال؛ وختاماً لا بد من التأكيد على أهمية تأصل قضايا الكتاب العربي جمعيها على ضوء قواعد وأسس مستمدة من تراثنا لأن موروثنا الثقافي يمتاز بالخصوصية والتميز عن غيره مما يؤكد على أهمية أن نجد تأصيلاً في هذا المجال؛ وكلنا أمل في أن نجد من أقسام المكتبات في جامعاتنا العريقة ما يهتم بهذا الموضوع؛ وقبل ذلك لابد من همسة في أذن مكتبة الملك فهد الوطنية أن يكون مثل هذا الموضوع محل عنايتها؛ وهو بدون شك كذلك؛ وقد شاهدت ذلك بنفسي من خلال أكثر من لقاء في أروقة هذه المكتبة العظيمة، لكن هم عودونا على أن نطلب كتعويدهم لنا على الاستجابة؛ وهذا مطلب ضروري يمليه علينا فخرنا الكبير بتراثنا العربي وأنه قادر على ان يمثل العلاج الحقيقي لكل قضايانا المعاصرة، مع إيماننا الكامل بأهمية النظر في تجارب الآخرين.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved