أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 18th June,2001 العدد:10490الطبعةالاولـي الأثنين 26 ,ربيع الاول 1422

الاقتصادية

شؤون عمالية
الهوية الشخصية للبطالة )12( تعريف البطالة وأقسامها
عبدالله صالح الحمود
البطالة ككلمة تطلق بمفردها لا شك أنها تعبر عن معنى واحد، وهو انعدامية توافر فرص العمل لأفراد المجتمع، ويتأتى هذا التعريف الذي يعد سهل الإلقاء من لدن فئة من الناس، تلك الفئة التي تعتبر غير متخصصة في علوم سوق العمل أو ليست ذات علاقة بشئون وشجون قطاع العمل والعمال، بيد أن كلمة كهذه وتعريفاً بذلك المعنى التعريفي فقط، أمر لا يخدم معه مقصود الإلقاء هذا أو ذاك، والمؤسف له أن هناك من يضع أيضاً نسبة محددة سوى تقريبية أو فعلية قد تكون مبنية على دراسة تعتبر شبه علمية ولا يمكن القول عنها إنها علمية بحتة، لأن من الواضح أن الكثير من الدراسات التي طرحت نتائجها وكانت حول سوق العمل، كان ينقصها شيء من الأسس التي تقومها وتعلي من طرحها، وما يزيد الأسف أسفاً آخر أن تحدد نسبة للبطالة في المملكة من لدن جهات حكومية وغير حكومية، ومعروف أن هؤلاء مجتمعين ينقصهم كما ذكرنا العديد من الأسس التي تدعم دراساتهم التي يحددون من خلالها نسبة معينة من البطالة، التي من المفترض أن تستمد من خلال مرجعية سليمة وغنية بقواعد معلوماتية ذات شمولية واسعة، وهذه المرجعية في اعتقادي ليست متوافرة لدى الجميع بالشكل التنظيمي المطلوب والمؤمل، بحثيا أو إحصائياً دقيقاً عن سوق العمل بالمملكة، فضلاً عن عدم الاتيان بنسب متعددة لكل نوع من أنواع البطالة على حدة، حيث إن المشاهد إطلاق نسبة عامة للبطالة فحسب دون إظهارها مجزأة بطريقة علمية، لكل قسم من أقسامها على حدة.
ومن خلال هذه المقدمة نود القول إن البطالة بكافة أنواعها تعبر عن مصير مريب محزن في وقوعه، مع الفارق في درجات حدته بناء على ما يحتضنه كل قسم من نسبة يكون فيه أعلى نسبيا من القسم الآخر، وبهذا نتفق جميعا ان البطالة بتعريف بسيط هي مشكلة تؤرق المجتمعات، فحينما تلقي بظلالها في أي مجتمع ينشأ من خلال ذلك مشكلات )أمنية واجتماعية( لأن حدوث البطالة سببه الرئيسي نشوء مشكلة اقتصادية يتطلب الأمر معها الإسراع في إحداث إصلاحات اقتصادية من شأنها توفير فرص عمل لأبناء المجتمع من أجل توفير حياة كريمة لهم، ولا شك أن ذلك الأمر لا يتأتي إلا من خلال توافر الدعم والمساندة المستمرين من الحكومة لمنشآتها الاقتصادية سوى في القطاع العام أو الخاص سعياً لتكوين أنشطة اقتصادية ناجحة، والتعريف التفصيلي للبطالة نرى أنها تنقسم إلى خمسة أقسام هي )البطالة المقنعة البطالة المستديمة البطالة المؤقتة البطالة النوعية البطالة الاختيارية( وقد يذهب البعض إلى الإيضاح عن أقسام أخرى، إلا أن ما نراه أن هذه الأقسام هي التي تظهر في سوق العمل عامة بسبب ظروف اقتصادية صعبة تمر بها أي دولة، أو بسبب عوامل بشرية المتسبب فيها طالب العمل، ومن خلال هذا الجزء الأول من هذه المقالة التي تم تجزئتها إلى جزئين، سوف نوضح بإيجاز كل قسم من أقسام البطالة المنوه عنها أعلاه:
1 البطالة المقنعة:
تعني البطالة المقنعة توظيف عمالة أكثر من الطاقة الاستيعابية للمنشأة أو المنظمة الواحدة أو في عدة منشآت أو منظمات، وتمثل تلك العمالة التي تعتبر فائضة عن الحاجة الفعلية لقوة العمل، عبئاً ثقيلاً على المنشأة أو المنظمة وذلك من الناحية الاقتصادية لها فضلا عن تدني مستوى الخدمة المقدمة للجمهور لأسباب عديدة منها بروز الاتكالية المطلقة لدى العاملين فيما بينهم في إنجاز المهام المطلوبة منهم، الأمر الذي يضعف من قوة العمل المأمولة، وكذا صعوبة التقييم والتقويم للعاملين من خلال أداء أعمالهم، بسبب عدم القدرة على توزيع الأعمال، والإشراف على العاملين.
2 البطالة المستديمة:
تعني البطالة المستديمة انعدامية توافر فرص وظيفية لمدد طويلة، وهذا النوع من البطالة هو الأخطر على الإطلاق، لأن حدوث مثل ذلك ينذر بمخاطر جسيمة تقع على المجتمع، ويستلزم الأمر معها الإسراع في إيجاد إصلاحات اقتصادية، تمهيدا لإحداث وظائف ولو بنسب مجدولة تستطيع توظيفه، كما يشاهد أن مثل هذه المجتمعات التي تزداد فيها النسبة المئوية من هذا النوع من البطالة تسعى إلى تفعيل روح التعاون الثنائي بينها وبين دول عديدة لتوفير فرص وظيفية لأبنائها خارج الوطن.
3 البطالة المؤقتة :
تعني البطالة المؤقتة أن الفرص الوظيفية ليست متوافرة بانتظام حيث يحكم توافرها وجود أعمال غالباً ما تكون موسمية خلال العام، وبالتالي تنشأ البطالة المؤقتة، لأن جزءاً من العمال الذين يمثلون قوة عمل حقيقية لا يعملون سوى في تلك الأعمال ذات الطابع الموسمي، ولأنهم بمعنى آخر يجدون عملاً تارة ولا يجدون عملاً تارة أخرى.
4 البطالة النوعية :
تعني البطالة النوعية أن هناك فرصاً وظيفية شاغرة متوافرة في سوق العمل، إلا أن المناداة لشغلها تجاه بعض طالبي العمل، تقابل بالرفض من قبلهم، بسبب أن تلك الوظائف المتاحة لا تتفق ومخرجاتهم التعليمية التي اكتسبوها في دراستهم، وعلى سبيل المثال لذلك توافر وظيفة كتابية، ويتم عرضها لطالب عمل مهندس مثلا ويرفض قبول هذه الوظيفة لعدم توافقها مع مستواه التعليمي من ذلك ينشأ ما يسمى بالبطالة النوعية.
5 البطالة الاختيارية :
تعني البطالة الاختيارية أن هناك فرصاً وظيفية متاحة وتتفق ماهيتها مع مخرجات التعليم التي نالها طالب العمل، ومع ذلك يرفض قبولها في الالتحاق بسوق العمل، لأسباب عديدة من أهمها سببان رئيسيان، قد يرى طالب العمل في السبب الأول أن العمل في هذه المنشأة أو تلك لا يحقق له مركزاً اجتماعياً أو قد لا يمنحه ذلك وجاهة يرى أنها ضرورة له، والسبب الثاني أن رفضه للعمل المتاح هذا يرى فيه البعد الجغرافي عن مسكنه الذي بسببه يكون بعيداً عن أهله وذويه.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved