أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 18th June,2001 العدد:10490الطبعةالاولـي الأثنين 26 ,ربيع الاول 1422

عزيزتـي الجزيرة

نجاح حملات التوعية المرورية مسؤولية الجميع
عزيزتي الجزيرة:
لقد حقق المرور نجاحاً واضحاً في حملته للتوعية بأنظمة السلامة المرورية بشكل عام وربط حزام الأمان بشكل خاص. فلقد ساهمت هذه الحملة في حث المواطن والمقيم على الالتزام بربط حزام الأمان وأصبح الجميع يحرص على ربط الحزام نظرا لاقتناعهم بأهمية الحزام وانه يقلل من الاصابات باذن الله، ولقد لاحظ الجميع خلال تلك الحملة انتشار رجال المرور في الميادين والتقاطعات للعمل على تخفيف الاختناقات عند المخارج وخاصة أثناء ساعات الذروة.
أعتقد أن الجميع لاحظ الجهود الكبيرة التي قام بها رجال المرور خلال تلك الحملة وكلنا أمل أن تستمر مثل هذه الحملات لتوعية الجميع بأنظمة السلامة المرورية وأهمية الالتزام بها. وعلى الرغم من نجاح مثل هذه الحملات إلا إنني أرى أن هناك عدة نقاط يجب التأكيد عليها خلال حملات التوعية القادمة ومنها ما يلي:
دورالعائلة:
العائلة هي اللبنة التي من خلالها يتكون المجتمع، فإذا اختلت العائلة اختل المجتمع، ومن هذا المنطلق يجب على الأسرة تحمل مسئولياتها تجاه تربية الأبناء وتنشئتهم النشأة الصالحة ليصبحوا عناصر فاعلة للمساهمة في دفع عجلة البناء والتقدم لمجتمعاتهم. وإذا كان لابد للأسرة من شراء سيارة لأحد أبنائها فعلى رب الأسرة، تحمل مسئولية تصرفات ابنه، وعدم تركه يصول ويجول في الشوارع يزعج هذا ويضايق هذا ويعرض حياة الناس للخطر من جراء تصرفاته الطائشة.
على رب الأسرة أن يشارك في توعية وتعريف ابنه بضرورة الالتزام بآداب المرور واحترام الإشارة الضوئية والتقيد بالسرعة المحددة وربط حزام الأمان واحترام المارة.
على ولاة الأمور متابعة أبنائهم وعدم تركهم بدون رقيب أو حسيب، وإذا لاحظ الوالد من ابنه بوادر استهتار ورعونة أو عدم مبالاة فعليه سحب السيارة فورا قبل وقوع ما لا تحمد عاقبته وعندئذ لا ينفع الندم.
على ولي أمر السائق أن لا ينسى أنه مسؤول مسئولية كاملة عن جميع تصرفات ابنه وانه سوف يكون معرضاً للمساءلة والغرامة والسجن إذا ما أطلق العنان لابنه ليعرض حياته وحياة الآخرين للخطر.
دور المجتمع في نبذ الواسطة والمحسوبية
قد تكون الواسطة أو الشفاعة، كما يحب أن يسميها بعض الناس، من أجل مساعدة الآخرين شيئاً طيبا قد يؤجر عليه المرء، لكن أن تكون الواسطة في أمر يسيء للآخرين ويجلب الضرر لهم كالتوسط لفك سجن مخالفي أنظمة المرور مثل قطع الإشارة والسرعة الزائدة وغيرها من المخالفات الأخرى فان ذلك يعد بمثابة إعطاء هؤلاء المستهترين الضوء الأخضر وتشجيعهم للتمادي في استهتارهم وعدم مبالاتهم بأنظمة المرور وسلامة الآخرين.
هناك صنف من الناس، هداهم الله، لا يترددون )بالفزعة( فإذا سمع أحدهم أن أحد أقاربه أو معارفه موقوفا لدى الشرطة بسبب مخالفة مرورية ارتكبها فانه يذهب على الفور ويحرج معارفه وأصدقاءه في الشرطة من أجل إطلاق سراح قريبه.
هذا العمل ليس فيه من الرجولة والفزعة شيء بل هو اعتداء على حقوق الآخرين لأن إخراج المخالف دون تطبيق النظام في حقه يعتبر بمثابة اعتداء على حقوق الآخرين وحقوق المجتمع بوجه عام، لأن هذا المخالف وبمجرد إطلاق سراحه سوف يعود لارتكاب المخالفة تلو المخالفة فالمثل يقول )من أمن العقوبة أساء الأدب(.
يجب نبذ الواسطة والمحسوبية وتطبيق النظام على الجميع دون استثناء، وإلا فان المخالفين والمستهترين سوف يستمرون بكسر الأنظمة وتعريض حياة وممتلكات الآخرين للخطر.
الواسطة أو كما أحب أن أسميها )القاصمة( لأنها تقصم الظهر، نظرا لما يترتب عليها من أمور سلبية لا تتوقف مخاطرها عند مرتكب المخالفة بل انها تتعداه لتصل إلينا جميعا، لذا فإنه لابد من نبذها والتخلي عنها.
دور العقوبة الإيجابية:
وبما يخص العقوبات فإني أقترح على إدارة المرور تطبيق نظام العقوبات الايجابية أو كما أحب أن أسميها بالعقوبات «الذكية» لأنها تعود بالنفع على المخالف، وهي نوع من العقوبات التي تلزم المخالف بالالتحاق ببرنامج توعوي مكثف )لمدة يوم أو يومين أو أكثر( تشرف عليه إدارة المرور، وتربط إزالة المخالفة أو تخفيف عقوبة السجن بتقديم المخالف ما يثبت حضوره لأحد هذه البرامج التوعوية.
وايضاً يمكن الاستفادة من فترة ايقاف المخالفين في توقيف المرور وذلك بتوزيع بعض الكتيبات والنشرات التوعويةعليهم والزامهم بقراءتها قبل الافراج عنهم.
أعتقد ان هذا النوع من العقوبات يمكن ان يساهم في التخلص من الجهل المروري وزرع ثقافة مرورية راقية تحد من الأخطاء والمخالفات المرورية التي تحصد آلاف القتلى والمصابين.
دور الإعلام بالتوعية المرورية
يلعب الإعلام من خلال مؤسساته واجهزته المختلفة دورا هاما وفعالا في ايصال ونشر التوعية المرورية الى جميع شرائح المجتمع من خلال قنوات الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لحث جميع افراد المجتمع للتعاون لحل مشاكل المرور باعتبارها قضية وطنية تهم الجميع.يجب ان تكون التوعية الاعلامية قوية وشاملة لتوضح للمواطن اسباب الحوادث والتحذير منها وذلك من خلال بث البرامج التوعوية للكبار والذكور والاناث لتوضيح الاخطاء المرورية الشائعة وكيف يمكن تلافيها على ان تركز الحملة الاعلامية على الجانب الوقائي.
كذلك يجب أن يسلط الإعلام الضوء على الدور الهام الايجابي الذي يمكن ان يلعبه المواطن، وان رجل المرور لا يستطيع ان يضطلع بمفرده بدور التوعية بل لابد من مشاركة الجميع، الاب في منزله والمدرس في مدرسته والمسئول في عمله، لابد من تضافر الجهود للتعاون مع رجل المرور لتحقيق الهدف المنشود وهو أمن وسلامة الجميع.
في الختام يجب ان نعي ان حوادث المرور تمثل مشكلة وطنية تهم كل مواطن مما يستوجب تكاتف وتعاون جميع افراد المجتمع، فالحوادث المرورية تتسبب في آلاف الوفيات وهذا فيه اهدار لمواردنا البشرية بالاضافة الى الخسائر المالية بسبب الاصابات وتلف السيارات والممتلكات العامة والخاصة. هذه الخسائر بلا شك توجب علينا ضرورة التقيد بأنظمة المرور من اجل الحفاظ على الارواح والممتلكات من الهلاك والدمار.
د. سليمان الجربوع
الحرس الوطني

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved