أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 18th June,2001 العدد:10490الطبعةالاولـي الأثنين 26 ,ربيع الاول 1422

العالم اليوم

بعد أول قمة بين بوش وبوتين في سلوفينيا المراقبون يقولون:
الرئيس الأمريكي تعامل مع الأوروبيين والروس بشعور مفرط بالأحادية كقوة عظمى
* وارسو د.ب.أ:
في ظل شعور مفرط بالثقة في النفس، التقى الرئيس الامريكي جورج بوش مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لأول مرة أول امس «السبت» في سلوفينيا، وخرج بوش عقب لقاء القمة الذي تابعه بشغف نصف الكرة الارضية ليوحي بإيجابية نتائجه.
وجاءت أحداث القمة الامريكية الروسية وهي الاولى من نوعها منذ تولي بوش السلطة في البيت الابيض في مطلع كانون الثاني/يناير في ذروة حملته الدبلوماسية المحمومة والتي استمرت أسبوعا لاستعراض القدرة على العمل الاحادي بشعور من الرضا كقطب أوحد مهيمن في العالم، مما جعل أوروبا تشعر بالدهشة من افتقار هذه الحملة لأي إحساس بالآخرين.
كان بوش قد دعا صراحة يوم «الجمعة» الماضي كلا من منظمة حلف شمال الاطلنطي )الناتو( والاتحاد الاوروبي إلى التوسع شرقا لضم دول شيوعية سابقة، وهي نغمة ثقيلة على أذن روسيا التي كانت قوى عظمى مهيمنة من قبل في تلك المنطقة.
وفي معرض كلمة ألقاها في جامعة وارسو، حاول بوش طمأنة بوتين قائلا «الناتو ليس عدوا لروسيا، والاتحاد الاوروبي ليس عدوا لروسيا وبولندا ليست عدوا لروسيا».
وخلال الايام التي سبقت اجتماعه مع بوتين، كان الرئيس الامريكي قد أمضى زيارته الاولى في أوروبا على التعامل باستخفاف، وهو مبتهج، بقضايا البيئة والدفاع رغم ما تمثله مثل هذه القضايا من أهمية بالغة بالنسبة لدول الاتحادالاوروبي، لقد سلَّم بوش بأن شركائه الاوروبيين سيتفهمون كيف أن سياسته الخاصة به لمكافحة التلوث، وليست سياسات معاهدة كيوتو لعام 1997 لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري المسببة لارتفاع درجة حرارة الارض، هي فقط السياسة الافضل للولايات المتحدة والعالم بأسره، وبوش على قناعة تامة بأن أوروبا - وحتى روسيا - ستحذوان حذوه تدريجيا فيما يتعلق بطريقته في التفكير في قضايا الدفاع ما بعد الحرب الباردة، وأنهما سيقبلان في نهاية المطاف مشروع درعه الصاروخية المضادة للصواريخ، ويعتزم بوش أن يحل مشروع الدرع الصاروخية محل معاهدات للحد من الصواريخ أبرمتها الولايات المتحدة مع روسيا بالفعل.
وحتى المراقبون الامريكيون يشعرون بالدهشة أيضا إزاء عدم مبالاة بوش بطريقة مستخفة بالمقاومة والشكوك الصادرة عن أوروبا تجاه مثل هذه القضايا، وهي شكوك ليست مصدرها شعوب الدول الاوروبية فحسب وإنما حكوماتها أيضا، ولم تكن هناك مثل هذه المعارضة الاوروبية الصارخة للولايات المتحدة منذ عشرات السنين حتى ضد الرئيس الامريكي الاسبق رونالد ريجان الذي كثيرا ما يتم مقارنته بالرئيس الحالي بوش، غير أن بوش أقر، مع ذلك، بما تشعر به أوروبا من قلق، وقال الرئيس الامريكي «هناك بعض الشعور بالعصبية وأنا أتفهم ذلك. لكنها بداية سرعان ما ستهدأ عندما يصغوا إلى المنطق».
وفي مجال السياسة الدفاعية، يعرض بوش شكلا جديدا من الردع على النحو الآتي: خفض الاسلحة الهجومية بشكل كبير للغاية وإقامة درع صاروخية ضد أي أخطار راهنة أو في المستقبل وليست ضد أخطار الامس القريب.
وأضاف بوش قائلا «نطلب من حلفائنا أن يفكروا بصورة مختلفة ونطلب من روسيا أن تفكر بصورة مختلفة إزاء حقبة ما بعد الحرب الباردة».
وفي بروكسل، حيث اجتمع مع ممثلي الناتو، أعرب بوش عن ارتياحه إزاء إيجاد «قبول جديد» لخططه وقال إنه يأمل في أن يجد نفس القبول من جانب الرئيس الروسي بوتين عندما يجتمع معه للمرة الاولى في ليوبليانا وهو ما أوحى أنه قد تحقق.
ووفقا لتفكير الادارة الامريكية الجديدة، فإن ما تسميها الدول المارقة أو الارهابية كما يصفها مسؤول مرة أخرى ستكون عدو روسيا في المستقبل، وذلك حتى بعد أن يقتصر وصفها في لغة الخطاب الدبلوماسي على أنها مجرد «دول مثيرة للقلق».
ومن الواضح رغم ذلك أن بوش ليس متأكدا بنسبة مائة في المائة بأن الحلفاء وروسيا سيحذوان بصورة آلية منطقه دون أي نوع معين من الضغوط، وقد نفى الرئيس الامريكي بشدة بأنه «أحادي الجانب»، أي أنه شخص يود أن ينجز كل شيء بمفرده. وبادر إلى سرعة طمأنة حلفاءه الاوروبيين إلى أنه وحكومته يحترمان الاتحاد الاوروبي والناتو، لكنه في النهاية اعترف بأن الولايات المتحدة ستتصرف بصورة أحادية الجانب بمفردها وإن لم يحدث ذلك بصورة اختيارية فلسوف يحدث بالقوة إذا اقتضت الضرورة.
وأوضح بوش أنه بدعم أوروبا أو عدمه فإنه سيبني الدرع الصاروخية بقدر ما تصبح فيه الامور ملائمة من الناحية التقنية، وإن انتظار الحصول على إذن من أوروبا ليس جزءاً على الاطلاق من مفهوم بوش لوضع بلاده كقوى عظمى وحيدة في العالم حتى الآن، وفي حقيقة الامر، فإن البيت الابيض يعول على تعاون الناتو، آجلا أم عاجلا، ولاشك أن شركاء الناتو وعددهم 18 دولة لا يشكلون جبهة موحدة إزاء مشروع الدرع الصاروخية الامريكي، وحتى وإن كانت هناك أقلية صغيرة ما زالت مترددة حتى الآن.
ورفض بوش أن يحدد هوية الدول التي ستبرز من بين صفوف الحلفاء الاوروبيين لتأييده، لكن مقربين من الرئيس أشاروا إلى أن مثل هذه الدول ستضم إيطاليا والمجر وبولندا واسبانيا وحتى بريطانيا وجمهورية التشيك.
وعلى غرار الدرع الصاروخية، طرح بوش على حلفائه معارضته لمعاهدة كيوتو الخاصة بحماية المناخ كأمر واقع، وفي جوتنبرج بالسويد حيث اجتمع بوش مع قادة دول الاتحاد الاوروبي، أتضح أن الحلفاء كانوا يستعدون لمواجهة الولايات المتحدة، فالاوروبيون يتطلعون إلى التصديق على معاهدة كيوتو، لكن رغم تلك الخلافات، فإن الجميع متفق على السعي لايجاد «قنوات جديدة من التعاون»، وهو ما يمثل حقيقة ما توقعه روبرت زوليك الممثل التجاري الامريكي بأنه سيكون هناك حوار متجدد حول أفكار واشنطن إزاء قضايا تلوث البيئة والاحتباس الحراري. وسوف تضطر واشنطن ببساطة إلى الانتظار فترة قصيرة من الزمن احتراما للمشاعر الاوروبية إزاء هذه القضايا، وذلك قبل أن تمضي قدما في تنفيذ أفكارها الخاصة بها.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved