أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 18th June,2001 العدد:10490الطبعةالاولـي الأثنين 26 ,ربيع الاول 1422

العالم اليوم

أضواء
عندما تتحول كرة الثلج إلى نار حارقة..!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر
لا فرق بين الناس من السويد إلى إندونيسا مروراً بالجزائر والأردن.. الكل يتظاهر وكل له أسبابه وآراؤه التي قد نختلف معها أو نرفضها، إلا أن الذي يسترعي الانتباه ان ما يسمى بالحوار والاستماع إلى الرأي الآخر وديمقراطية التعامل قد غاب تماماً فقد شاهدنا معركة حقيقية في شوارع السويد بين معارضي العولمة من الأوروبيين وبين رجال الشرطة، معركة اشتركت فيها الخيول وعربات اطفاء الحريق التي استعملت خراطيم المياه فيها لرش المتظاهرين الأوروبيين الذين يعترضون على تحول بلدانهم إلى «كتلة هيمنة إمبريالية» إلى جانب القوة الامبريالية الأولى.. أمريكا كما هتف المتظاهرون الأوربيون في السويد.
أما في الدول النامية.. دول العالم الثالث فكان سبب التظاهر.. له علاقة بهموم الانسان المعيشية والسياسية ذات العلاقة المباشرة به، ففي إندونيسيا اندلعت المظاهرات بسبب زيادة أسعار الوقود بنسبة 30% وترافق التظاهر مع اضراب مئات سائقي الحافلات ..
ومع أن الاحتجاج والتظاهر والاضراب لها علاقة بالحياة المعيشية للأندونيسيين فارتفاع أسعار الطاقة يرفع بدوره أسعار السلع والخدمات الأخرى، لأن تكاليف النقل تزداد فترتفع باقي الأسعار، ومع هذا مرت التظاهرة بسلام وتفرق المتظاهرون دون حوادث عنف، عكس ما حصل في الجزائر حيث بدأ البربر تظاهرة سلمية في احد أكبر الميادين في العاصمة الجزائر التي قدموا لها من مناطقهم .. مناطق القبائل.. وما أن تحرك ركب المظاهرة حتى تحول المتظاهرون إلى عاصفة دمرت الحافلات.. وحطمت المخازن ... فاندلعت الحرائق ونهبت الحوانيت والمصارف.. وتحول المتظاهرون من مطالبين بحرية استعمال اللغة التي يريدونها.. إلى مطالبين بحرية النهب والحرق.. نهب أموال الشعب وحرق مؤسساته، وهذا ما يجعل الحكومات أن تكون واعية وحكيمة في تعاملها مع الأحداث والأسباب التي قد تبدو في بداياتها بسيطة إلا أنها ان تركت دون معالجة حقيقية تكبر ككرة الثلج.. فتدمر ويتحول الثلج إلى النار ولا فرق في هذا بين شعوب الدول المتقدمة كالشعوب الاوربية أو شعوب الدول النامية كالذي يحصل في الجزائر.
لمراسلة الكاتب
Jaser@Al-Jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved