أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 19th June,2001 العدد:10491الطبعةالاولـي الثلاثاء 27 ,ربيع الاول 1422

ملحق الافراح والمناسبات

بدع الخطبة
أوضحت لنا الشريعة الإسلامية أن الخطبة في الإسلام هي اتفاق على الزواج، وأنه لا يحل شيء من المخطوبة غير النظر إليها قبل الخطبة، وأنه لا يترتب على فسخها شيء من الحقوق، وأن هذه الخطبة تمهيد لعقد الزواج الذي يتوقف على الحقوق والواجبات الخاصة بكل من الزوجين.
أما ما يحدث للمسلمين في بعض المجتمعات من العادات السيئة التي انتشرت بينهم باتباع سنن الضالين في زواجهم: من إقامة الحفلات، واتباع التقاليد الساقطة التي تبيح للخاطب كل شيء ما عدا النكاح كالنظرة والخلوة وغير ذلك، فهذا كله ليس موجوداً في التعاليم الإسلامية السمحة.
كما نرى أن عادة تبادل الخواتم - وإن كانت قد انتشرت في المسلمين - فإنها عادة من شريعة غير المسلمين ولا تجوز بين المسلمين.
وهذه العادة القديمة جرت في روما بأن يقدم الخاطب إلى مخطوبته خاتماً على حد السيف، وفي بعض الأحيان يكسران قطعة من الذهب، وهذا رمز للارتباط، وإعلان لعقد الزواج، ويحتفظ كل فرد من الزوجين بنصف من شطري القطعة الذهبية.
ويقال إن خاتم الحديد كان يقدمه الخاطب إلى مخطوبته في وليمة تعد لهذه المناسبة، ويضع بنفسه الخاتم في بنصر يدها اليسرى، وهي عادة رومانية قديمة، ولم يعرف الذهب إلا في وقت متأخر نسبياً.
ويروي )بلينوس( أن الزوجة في عصره كانت تلبس خاتماً ذهبياً أمام الناس وآخر من الحديد في البيت.
المهم أن )دبلة الخطوبة( التي تنتشر الآن ما هي إلا استمرار لهذا التقليد غير الإسلامي.
كما أن قدماء المصريين كانوا يستعملون الذهب في صنع الخواتم حتى قبل أن يعرفوا استعمال النقود، وكانوا يقدمون خواتم الذهب للمخطوبة لاكتساب حق مشاركتها سعادتها وممتلكاتها.
ولكن هل تعلم عزيزي القارئ لماذا اختيرت الأصبع الرابعة بالذات من اليد اليسرى لتحمل خاتم الزواج؟؟
هناك تفسيرات عديدة منها:
1 - أن القدماء كانوا يعتقدون بوجود عصب يمتد من هذه الأصبع إلى القلب.. وهذا تفسير من نسج الخيال، لأنه لا يوجد عصب في هذه الأصبع أو الأصابع الأخرى.
2 - تفسير آخر يقول: إن وضع الخاتم في اليد اليسرى رمز إلى أن الزوجة يجب أن تخضع لزوجها، لأن اليد اليمنى هي رمز القوة والسلطان والاستقلال.
3 - التفسير الثالث: أن الأصبع الرابعة من اليد اليسرى تمتاز عن غيرها من أصابع اليدين بقلة الحركة.
وعلى هذا الأساس يتضح لنا أن هذه العادات دخيلة وبعيدة عن التقاليد الإسلامية، لذا ينبغي الابتعاد عنها، والالتزام بالتشريع الإسلامي، ويكتفي في الخطبة بالإعلام والإشعار فقط، وإظهار الموافقة من قبل أولياء الأمور، والاقتصار في الخطبة على ما لا يكلف الخاطب أو المخطوبة وما لا يندم بعضهم عليه عند الفسخ.
ولبس بعض الرجال خاتم الذهب الذي يسمونه )بخاتم الخطوبة( مخالفة صريحة لنصوص صحيحة تحرم خاتم الذهب.
فعن ابن عباس - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتماً من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه وقال: )يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده( فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله خذ خاتمك وانتفع به قال: لا والله لا آخذه وقد طرحه رسول الله.
وعن عبدالله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على بعض أصحابه خاتماً من ذهب فأعرض عنه فألقاه واتخذ خاتماً من حديد، فقال: هذا شر، هذا حلية أهل النار، فألقاه فاتخذ خاتماً من ورق )أي فضة( فسكت عنه.
وعن علي - رضي الله عنه - قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ حريراً فجعله في يمينه وذهباً في شماله ثم قال: )إن هذين حرام على ذكور أمتي(.
وروى أحمد عن عبدالله بن عمرو مرفوعاً بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: )من لبس الذهب من أمتي فمات وهو يلبسه حرم الله عليه ذهب الجنة(.
ولا يجوز للخاطب الاطلاع من خطيبته إلا على ما يجوز للأجنبي الاطلاع عليه.
ولا تترتب على فسخ الخطبة آثار معينة على الرجل أو المرأة، لأن الخطبة على النحو الإسلامي تكون مجرد اتفاق مبدئي على الزواج، فإذا ألغي فلا أثر يترتب، لأنه لم تحصل مخالطة أو مهر )أو ما يسمى شبكة(.
أما إذا كان الخاطب قد تورط ودفع شيئاً من هذا عند الخطبة فلا يجوز للرجل أن يسترده إذا كان الفسخ منه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : )العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه(.
وهذه هبة لامرأة كان ينوي الزواج بها فإذا صرف نظره فلا يجوز له العودة في هذه الهبة. أما إذا كان الفسخ من المرأة فعليها أن ترد ما أخذته منه، وإذا كان الله قد أذن للرجل أن يأخذ المهر الذي دفعه لزوجته إذا كان طلب الزواج منها فمن باب أولى أن ترد المخطوبة ما أخذته ما دام الفسخ منها.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved