أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 22nd June,2001 العدد:10494الطبعةالاولـي الجمعة 1 ,ربيع الثاني 1422

الاقتصادية

آخر الأسبوع
العلاقة بين القطاع الحكومي وقطاع الأعمال )2(
د، صنهات بدر العتيبي
تحدثنا الأسبوع الماضي عن عدد من المحاذير التي تؤثر على علاقة القطاع الحكومي بقطاع الأعمال وكان النصيب الأكبر للحديث منصباً على أخطاء من جهة المؤسسات الحكومية، وجاء دور الجهة الأخرى، قطاع الأعمال ليس بريئاً فيما يتعلق بمتانة العلاقة أو توفر الثقة والتكامل بين القطاعين،
ويعتقد الكثير من المسؤولين في القطاع الحكومي، ومعهم حق، ان القطاع الخاص بطيء ومتردد ويعمل على المضمون )بمعنى guaranteed( وليس على المكشوف!! الدلالة على صحة هذه المقولة )أو الانطباع( تتبين من الأمثلة والحالات الخاصة التي كان دور قطاع الأعمال فيها منتظراً أو متردداً أو مؤجلاً للمشاركة أو حتى مدمراً للفكرة ومستوى تنفيذها، كما أنه قد تظهر ابتسامة صفراء على وجه من يقرأ النسبة الضئيلة التي تمثل مساهمة قطاع الأعمال في الناتج الوطني، ،
هناك من يقول إن شركات قطاع الأعمال الوطنية لا تدخل في استثمارات يريدها القطاع الحكومي الا بعد ان تضمن «الكتف» كلها !! هذا علاوة على ضآلة التبرعات والهبات والمشاركات، مقارنة مع نظيراتها من الشركات الأجنبية، ويقال إن الجهود الخيرية لقطاع الأعمال الوطني إن وجدت مع نظيراتها من الشركات الأجنبية ويقال إن الجهود الخيرية لقطاع الأعمال الوطني إن وجدت فإنما تحركها أهداف تجارية وصفقات مغرية وعلاقات ومصالح استراتيجية وما إلى ذلك،
ومن الأمثلة التي تعاكس تصرفات شركاتنا قيام إحدى الشركات الأجنبية بفتح طريق الاستثمار والتبرعات المجانية في مجال التقنية والمعلوماتية لفائدة أبنائنا وقيام أحد رجال الأعمال )وهو غير سعودي( بتأسيس مشروع ثقافي خيري ضخم في الرياض لأغراض ليست استثمارية، أما شركاتنا فتكاد تنعدم لديها المبادرات التي إن وجدت غرقت في بيروقراطية إدارية ومزاجية فردية وأشياء أخرى، إحدى الشركات الوطنية المعتبرة فتحت بوقها الإعلامي وبثت دعاياتها المجلجلة عندما أنشأت ما أسمته مركز تدريب خيري ، ولكن كما يقال إن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه!!
ويتمتم بعض المراقبين بأن شركات قطاع الأعمال تتعامل مع الأفكار والمشاريع والمتطلبات الحكومية بعقلية وأسلوب أفلام المقاولات في السينما المصرية، ولم أجد مثالاً أجمل من ماتقدمه شركات الإنتاج الفني الوطنية للتلفزيون السعودي من «بربسة» وتفاهات، وسخرية تسمى )فن( وهي إلى )اللت والعجن( أقرب،
ومادمنا في هذا الحقل الفني، فقد فاجأني أحد المسؤولين الحكوميين مرة عندما ذكر بأن شركة التسويق أو الإنتاج الفني التي تكفلت بتنفيذ إحدى حملات التوعية الكبرى لصالح مؤسسة حكومية ما قد فشلت في الحملة فشلاً ذريعاً )من حيث الأفكار والنصوص والسيناريوهات والشخصيات والتنفيذ(، ، ومع ذلك بلعت الشركة )كذا( مليون ريال ولم تصل الرسالة إلى المواطن لحد الآن ولن تصل،
المشكلة أن العديد من شركات القطاع الخاص تعمل مع القطاع الحكومي بعقلية )حلال الدولة!!( وأسلوب الوجبات السريعة )وجلد ليس بجلدك، ، ( ومفهوم )اضرب واهرب( والتي عندما يكون الطرف المستفيد غافلاً أو نائماً )الآن( فإن لها دور تدميري مؤثر خاصة على الثقة المتبادلة والعلاقات الاستثمارية بين الطرفين على المدى البعيد،
آمل أن تكون الفكرة واضحة كما آمل ان تكون هذه الأقاويل مجرد كلام مجالس أما عين الحقيقة فتقول إن العلاقة الإيجابية ما بين القطاع الحكومي وقطاع الأعمال مهمة جداً للمسيرة التنموية خاصة في الدول النفطية النامية لاعتبارات عديدة فدعونا نأمل أن تكون الجهود متظافرة لبناء علاقات تكاملية وتبادلية صحيحة بين الطرفين،

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved