أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 22nd June,2001 العدد:10494الطبعةالاولـي الجمعة 1 ,ربيع الثاني 1422

أفاق اسلامية

نقاط فوق الحروف
فبما رحمة من الله لنت لهم
الرحمة سجية عظيمة وخلق رفيع، ينبىء عن عاطفة حية تملأ قلب صاحبها فيأسو الجراح ويخفف الآلام ويمسح الدموع وقد خاطب ربنا تبارك وتعالى رسوله الكريم بقوله «فبما رحمة من الله لنت لهم» وذلك ليستجيش كوامن الرحمة في قلبه فهي رحمة من الله تعالى تمثلت في خلق هذا النبي الكريم الرحيم، والله تعالى وسع كل شيء رحمة وسبقت رحمته غضبه، وهو ارحم الراحمين.
يقول صاحب الظلال - رحمه الله - عند تفسيره لقول الله تعالى : «فهي رحمة الله التي نالته ونالتهم فجعلته - صلى الله عليه وسلم - رحيما بهم، لينا معهم، ولو كان فظا غليظ القلب ما تألفت حوله القلوب ولا تجمعت حوله المشاعر فالناس في حاجة الى كنف رحيم، والى رعاية فائقة والى بشاشة سمحة، والى ود يسعهم وحلم لا يضيق بجهلهم وضعفهم ونقصهم .. في حاجة الى قلب كبير يعطيهم ولا يحتاج منهم الى عطاء ويحمل همومهم ولا يعنيهم بهمه ويجدون عنده دائما الاهتمام والرعاية والعطف والسماحة والود والرضا وهكذا كان قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا كانت حياته مع الناس ما غضب لنفسه قط ولا ضاق صدره بضعفهم البشري ولا احتجز لنفسه شيئا من اعراض هذه الحياة بل اعطاهم كل ما ملكت يداه في سماحة ندية ووسعهم حلمه وبره وعطفه ووده الكريم.
هذا صفوة الخلق صلى الله عليه وسلم لو لم يتصف بهذه الصفات العظيمة لما تجمع الناس حوله ولما صدقوا قوله فما بالك بمن هو دونه.
بعض الدعاة والمحتسبين عندما يرون بعض المنكرات والسلوكيات المنحرفة التي تصدر عن بعض الافراد والتي قد تغيب عنا اسبابها ودوافعها وقد يكون المجتمع برمته مسؤولا عنها يواجهون اصحابها بالغلظة والشدة املاً في قطع دابر هذه السلوكيات مما يدفع الطرف الآخر الى العناد والمكابرة وعدم الاستجابة لدعوة الحق وكثيرا ما نسمع بعض الدعاة يرددون عبارة نريد ان نقيم الحجة على الناس، وكأن هذه هي الغاية التي نسعى اليها ونريد تحقيقها بأي طريق كلا ان الواجب علينا قبل ان نفكر في اقامة الحجة على الناس ان نبحث عن افضل الوسائل والطرق لدعوتهم وتقديم النصيحة لهم متحلين بالصبر والرحمة والرفق واللين مع مراعاة الناس ومقاماتهم وهذه هي صفاتهم واخلاقهم وعلى هذه الجادة سار علماء ودعاة الاسلام العظام فكانوا ملء سمع الزمان وبصره وهدى الله على ايديهم الكثير من الناس:


فتشبهوا ان لم تكونوا مثلهم
ان التشبه بالكرام فلاح

محمد أحمد مرعي عسيري
مركز هيئة المنهل بأبها

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved