أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 22nd June,2001 العدد:10494الطبعةالاولـي الجمعة 1 ,ربيع الثاني 1422

الريـاضيـة

ما يحتاجه النصر في المرحلة القادمة
رابعاً: مفهوم الإدارة الشابة
سعود عبدالعزيز
مع انقضاء منافسات الموسم الماضي وخروج النصر خالي الوفاض رفع عدد من النصراويين شعار التجديد الإداري مطالبين بضرورة منح الدماء الشابة الفرصة في إدارة شؤون النادي للفترة القادمة وتناسوا أن النصر لأكثر من ثلاث سنوات قادته إدارة شابة نجحت في بعض المهام وأخفقت في أمور أخرى وكان من أبرز السلبيات التي سجلت ضد الإدارة الشابة تورطها في عدد من انتقالات اللاعبين الذين لم يستفد منهم النصر وحملوا ميزانية النادي مبالغ مالية ضخمة وصلت إلى أكثر من 10 ملايين ريال وهذا المبلغ حقيقي وليس مبالغاً فيه ويكفي أن نذكر أن قيمة انتقال السويلم ونهار الظفيري ومنصور الموسى والغشيان وهم الآن بعيدون عن خدمة النصر تجاوزت خمسة ملايين وهذه الملايين لو سخِّرت في مشاريع أخرى لكانت الفائدة أكبر والاستثمار أفضل والإدارة عندما تكون شابة وقليلة الخبرة فإنها تنساق خلف العواطف وتفتقد إلى تحكيم المنطق، فلو قدر للإدارة الشابة المحافظة على الملايين التي أتيحت لها مع منح الفرصة للشباب الصاعد الذي ظل لأكثر من ثلاث سنوات يحترق على دكة الاحتياط لكان العمل أفضل والنتيجة النهائية أحسن. فالإدارة الشابة التي يردد البعض إسناد المهام لها يكون عملها في كثير من الأحيان فاقداً إلى عنصر هام وهو الخبرة المطلوب وجودها وأمام هذه الأخطاء الكبيرة التي تظهر من الإدارات الشابة والمتمثلة في الدخول في صفقات خاسرة وحرمان الشباب الصاعد من تقديم نفسه للملاعب والانسياق خلف العواطف وعدم الحضور باستمرار إلى النادي لمتابعة التدريبات لعلاج كل ما يصادف اللاعبون من مشاكل كان لا بد من المطالبة بعودة رجل خبير قادر على تصحيح ما ظهر من أخطاء.
إن رفع شعار الإدارة الشابة والمطالبة بالتغيير لمجرد التغير دون تقييم كامل وشامل لما قامت به الإدارة الشابة التي سبقت أن أدارت النادي يظل شعاراً ناقصاً ومطلباً يفتقد إلى المنطق وبحاجة إلى التأني عند رفعه وطرحه للمتابع الرياضي فيجب على النصراويين أن ينظروا إلى مصلحة ناديهم من جميع الجوانب وألا يكون ردهم الوحيد عند سؤالهم عن عمل الإدارة الشابة هو نجاحها في إيصال النصر إلى كأس العالم الأولى للأندية ويتناسون أن النصر لم يستفد الاستفادة القصوى من مشاركته العالمية التاريخية، ويكفي أن نقول النصر عاد من البرازيل بدون حتى صورة جماعية تخلِّد ذكرى مشاركته المونديالية ولو قدر لنادٍ آخر المشاركة فيها لشكل فريقا إعلاميا يرافقه للبرازيل يروِّج له قبل دخول المنافسة وأثناءها وبعدها لكن مثل هذا الأمر لم يحدث وللأسف الشديد.
إن أخطاء جسيمة حدثت من الإدارة الشابة متعددة الجوانب فنية وإعلامية وأخرى إدارية ساهمت في اهتزاز صورتها أمام الرأي العام الرياضي وجعلت البعض يفضل العودة إلى الإدارة الخبيرة والمناداة بها وكانوا محقين في ذلك إلى أبعد درجة، فمع خروج الإدارة الشابة وعودة الأكثر الخبرة تبدلت الأمور كثيرا وانتظم العمل وبات كل شخص يعرف مهامه واختفت الفوضى ومعها «فر» المنتفعون والمتسلقون على حساب النصر الذين وجدوا في الطيبين أكبر الفرص لفرض إرادتهم فاهتزت صورة النصر الرائعة ولم يستطع حتى الوصول للمربع الذهبي سوى مرة واحدة فقط.
إن الفارق واضح بين عمل الإدارة الشابة والخبيرة وينصب لصالح الطرف الثاني، فمع توليها تم إبعاد العناصر متوقفة العطاء وأحضر المدرب الجيد وانتظمت المرتبات واختفت حالات الغياب بين اللاعبين وعادت الروح في صدور عناصر الفريق ومنحت الفرصة للشباب الصاعد ولم يعد للمجاملة دور، وهذه الجوانب كانت غير موجودة إبان تولي الإدارة الشابة زمام الأمور فمثلاً في عام 1417ه كان المدرب الروماني ايلي بلاتشي يقوم بالدور الفني والإداري في آن واحد لكن بعد رحيله والتعاقد مع البلغاري الشهير بناييف تدهور الوضع أكثر لأنه ليس مستعداً أن يؤدي نفس المهام التي قام بها بلاتشي فقرر الرحيل بعد أشهر عدة، والإدارة الشابة التي ينادي بها البعض لم تكن قادرة على صرف المرتبات بشكل منتظم رغم أنها تلقت دعماً مالياً كبيراً أهدرت معظمه في صفقات خاسرة.
إن من أصعب الأشياء وأخطرها هو طرح بعض الأفكار ومحاولة إقناع الآخرين بها دون أن يعرف عواقبها ودرجة مضارها على المصلحة العامة للفريق وهذا ما يجب أن يدركه رافعو شعار التغيير، المنادين بالإدارة الشابة لتولي المنصب متناسين مع سبق الإصرار التجربة السابقة التي مايزال النصر يدفع ثمنها مالياً وفنياً حتى الآن.
ومع إيماننا الكامل بأن الإدارة الشابة السابقة هي نموذج لايمثل إلا نفسه ولا يمكن تعميم تجربتها على كل جيل الشباب من أعضاء الشرف الذين للكثير منهم قدرة على تقديم تجارب مختلفة وأكثر نجاحاً ولكننا طرحنا المقارنة من خلال الإدارة السابقة كونها ذات تجربة شاهدها الجميع وتابع تفاصيلها على أرض الواقع ولا يمكننا أن نقارن نجاح الإدارة الخبيرة مع إدارة شابة لم تعمل بعد.. إلى يوم الأحد القادم يكون الحديث فيه عن حاجة النصر للتخلص من عدد من اللاعبين المحليين!!

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved