أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 28th June,2001 العدد:10500الطبعةالاولـي الخميس 7 ,ربيع الثاني 1422

مقـالات

بوح
بوح مكثف
إبراهيم الناصر الحميدان
هل من حق الكاتب ان يستأذن قارئه بين الحين والآخر؟ وعقب ملازمة طويلة في سرقة وقت قصير يفضي فيه الكاتب ببعض همومه الخاصة من باب ازالة الحواجز والغاء هالة العزلة؟
بعض القراء يضيق بمثل هذا التقارب ويعتبره استغلالا غير مشروع لطيبة القارئ ووقته الثمين ولانني بحكم العلاقة التي امتدت لأكثر من اربعين عاماً استوليت خلالها على مئات الساعات من وقت القارئ سوف اثقل عليه بدقائق ليضيفها إلى ذلك العبء والرصيد مستفيداً من عنوان الزاوية الذي يشي بالحميمية خاصة وان هذه الكلمات اكتبها ومازالت بقايا عارض صحي تقبض على اطراف عظامي اجاركم الله من كل عارض صحي مما جعل سؤالا حروناً يقفز إلى ذهني بماذا يذكرنا المرض؟ في تصوري ان لمثل هذا السؤال مشروعيته ذلك انه يجعلنا في مواجهة كافة عوامل الضعف التي تنتابنا بعيداً عن هالة التكبر الزائفة التي نتصنعها في مواجهة الآخرين وهي حالة يعرفها القريبون منا واكثرهم تحملاً لتقلباتنا المزاجية بعكس البعيدين الذين لحسن ظنهم يضعوننا في اطار فخاري يحرصون على سلامته. فمنذ حوالي العام وانا احاول رد الجميل والتحية إلى اريحية اشخاص شرفاء ، البعض منهم في مناصب رفيعة جداً احاطوني بعنايتهم الكريمة في مواقف النبل والشهامة لولا ان عجلة الزمن المتسارعة تشدني ذات اليمين وذات الشمال فتدفعني الى التأمل والحيرة في كيفية ازجاء الثناء لاصحاب هذه القلوب النبيلة والتي اعلم انها احرص الناس على كتمان ما تفعله من خير حتى لا تفقد الاجر والثواب عند الله سبحانه وتعالى مع ان رد التحية واجبة. فهؤلاء الكرام استأثروا على الكثير من تفكيري عن استحقاق وجدارة لانهم يستأهلون الاقتداء والاحتذاء وكم نحن نحتاج في هذا الزمن الكئيب إلى العناصر المؤمنة حتى تضيء لنا الكثير من دروبنا المعتمة وقد امتلأت بأكداس الرؤى الجوفاء من فلول النفاق والرياء في عصر تكالبت عليه الرزايا والمحن. اصدقكم القول بأنني اكثر الناس تطلعاً إلى مستقبل مشرق لهذه الامة التي ننتسب إليها «امة الضاد» رغم الصدمات التي توالت على ارض معركة المصير العربي من قتل غير مبرر أو مقنع على يد الوحوش الصهيونية الذين عبثوا بالمواثيق التي وقعوا عليها ثم وجهوا الحراب إلى النساء والأطفال ولا سيما استشهاد ذلك الطفل البريء «محمد الدرة» على مرأى من العالم اجمع كطلقة نجلاء استقرت في قلوبنا جميعاً ولن تبرحها حتى تستعاد القدس على الأقل بعد ان يفيق الحكام العرب من الركون إلى تحذير امريكا المخادعة والتي انكشف ارتماؤها في احضان الاخطبوط الصهيوني الذي يسيطر على توجهها وقناعاتها برموزه المتنفذة في واشنطن عاصمة الرأسمالية والعولمة!
مع اعتذاري للتأخر في رد تحية اولئك الاخيار فسوف يبقى لهم في قلبي ما حييت هذه المواقف النبيلة التي تنم عن اصالة واخلاص ليسا غريبين على رجالات هذا الوطن المعطاء. وطن الشرف والنبل والشهامة والاريحية.
2 مركز البابطين للتراث والثقافة
هذا المبنى الذي زرع في وسط مراكز اشعاع الخير على مشارف الرياض العاصمة بل وتوزيع عصارة الفكر هل يعني شيئا في نظر المتعاملين مع صناعة الكلمة في هذه المدينة؟
مركز البابطين سوف يكون ملتقى رجال الفكر حول امتداد التراث من خلال المخطوطات التي سوف يوفرها لرجال الأدب في علوم شتى جهد صاحبها البابطين الابن في جمعها من اماكن مختلفة بعيدة متناثرة فاستحق الثناء من رجال العلم في هذا الوطن وحمل المركز اسم أبيه تخليداً له. فشكراً للسادة اسرة البابطين في الكويت والرياض على جهودهم المشكورة في انعاش الحركة الفكرية بالمسابقات والجوائز وكثر الله من امثالهم لانعاش تفاعل الفكر الحديث مع مسيرته عبر ذلك الامتداد في عمق التاريخ متذكراً قول الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم المعتد بقومه وعروبته:


ملأنا البر حتى ضاق عنا
وماء البحر نملؤه سفينا

سقى الله تلك الايام الخوالي يوم كان اسم العرب يهز الشرق والغرب قبل ان تتكالب عليهم الخطوب والمحن.
فمن نحن بالنسبة لهم؟ طبعاً لا شيء.. نعم لا شيء مهما نفخنا صدورنا بالهواء.. لأن الزبد يذهب جفاء وما ينفع يمكث على الأرض ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه.
للمراسلة: الرياض ص.ب 6324
الرياض 11442

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved