أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 28th June,2001 العدد:10500الطبعةالاولـي الخميس 7 ,ربيع الثاني 1422

الثقافية

هكذا
كتابة أخرى..
فهد العتيق
«10» بالأمس حلمت بكِ..
* «ذهبت مرة إلى مكتب البريد قبل أن أتوجه إلى العمل لكنها لم تكن هناك.
وحلمت بها ذات ليلة وكانت في الحلم طويلة الشعر تجري على شاطئ بحر وهي خائفة وكأن شيئاً يطاردها ، وعندما استيقظت كان العرق يغمرني وكنت أشعر بشيء من الخوف.
قرب نهاية الاسبوع اتصل بي صديقي في التليفون وكان منفعلاً.
قال انه فعلها. انه فعلها أخيراً واستراح. قال انه كان يعتقد أن كل ما يشكو منه الصداع، الأرق، الكوابيس، نوبات البكاء كلها ترجع إلى موجات الكهرباء لكنه كان مخطئاً. سألته أية كهرباء، فقال ألا تعرف أنه في هذا البلد توجد أعاصير كهربائية في أيام معينة تؤثر في المخ؟ قلت له إنني لم أسمع بذلك فقال هذه حقيقة معروفة ألا ترى أن كل الناس يتصرفون تصرفات غريبة، قلت له إنني مندهش لأنني أراهم مع ذلك أذكياء في تدبير أمورهم، ناجحين في أعمالهم، أثرياء وصحتهم جيدة، فهل تصيب هذه الكهرباء أجزاء معينة من المخ وتترك أجزاء أخرى؟ هل تصيب أناساً وتترك آخرين، قال لي صديقي وهو ما يزال منفعلاً أنت تنظر إلى الأمور من السطح كل هذه الأشياء لعب من الكرتون.
البيوت العالية والمصانع الهائلة والطائرات السريعة والمقابر ذات التماثيل والزهور، كل هذه لعب من الكرتون لا تخدع سوى الأطفال. انظر إلى الداخل ولن تجد سوى خرائب».
* هذا جزء من قصة بهاء الطاهر المتيمزة جداً «بالأمس حلمت بكِ» التي صدرت عام 1984م عن مختارات فصول بالقاهرة وقالت عنها الدار: «مجموعة جديدة للكاتب الكبير بهاء طاهر الذي يعرفه سائر المثقفين العرب بعطائه الأدبي المتميز في مجموعته القصصية الأولى «الخطوبة»، ويتميز فن بهاء طاهر القصصي بأسلوب خاص تشيع فيه العذوبة والدفء والسخرية المبطنة المثيرة للابتسام». وكانت مجموعته الأولى «الخطوبة»، قد صدرت بتقديم للناقد المعروف إدوار الخراط أو هي قراءة نقدية ضمن المجموعة.
* حصلتُ على الكتابين الأولين لبهاء طاهر «الخطوبة» و«بالأمس حلمت بكِ» عام 1986م في زيارة للقاهرة، وكان قد صدر له روايته الأولى «شرق النخيل» عن مظاهرات الطلاب في القاهرة في السبعينات الميلادية، وأذكر بعد ذلك أن حديثاً دار مع بعض الأصدقاء ذات مساء عن القصة القصيرة وقلت إن قصة «بالأمس حلمت بكِ»، مازالت أجمل قصة قرأتها في حياتي، ومائة عام من العزلة أفضل رواية، وكان هذا في عام 1989م، بعدها سافرت إلى دمشق في نفس العام، وحصلت صدفة على روايتي الكاتبة التشيلية لإيزابيل الليندي «بيت الأرواح» و«إيفالونا»، وقرأتهما هناك، وبعد أن وصلت كتبت عن هاتين الروايتين في جريدة الرياض عام 1990م انطباعات قارئ جديد لهذه المبدعة الجديدة، التي تعود لأصول عربية كانت هاجرت من الشام قبل قرن من الزمان، وهي منذ بداية الثمانينات تعد أبرز كتّاب وكاتبات أمريكا اللاتينية.
* وبالأمس قرأت في موقع «الزومال» الجاد خبراً عن صدور رواية جديدة للكاتب الكبير بهاء طاهر اسمها: «نقطة النور»، كتب الخبر الزميل فراس عالم موضحاً أن «نقطة النور مغامرة الانفتاح على أفق الروح والرغبة في قول شيء مختلف بنكهة صوفية تنزع إلى البساطة ولا تخلو من الفلسفة.. تجربة تستحق القراءة»، ونرجو من الزملاء المسئولين عن هذا الموقع استمرار متابعة الكتب العربية والمترجمة الصادرة حديثاً.
* فازت رواية «الحب في المنفى»، لبهاء طاهر في عام صدورها 1996م بجائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب لأفضل عمل روائي، وفي عام 1989م حصل بهاء طاهر على جائزة الدولة التقديرية في الآداب، أرفع الجوائز الأدبية في مصر على أعماله القصصية والروائية الهامة وكتبه في النقد المسرحي والمقالات الأدبية والقضايا الفكرية وأعمال مترجمة له، وفي يوم الأربعاء 7 رجب 1421ه صدر كتاب في جريدة «ملحق خاص بالتعاون مع اليونسكو»، عن بهاء طاهر وهو يحمل عنوان: «بالأمس حلمت بكِ وقصص أخرى»، النقاد المصريون والعرب كتبوا كثيراً عن أعمال بهاء طاهر الأدبية لأنها تستحق الاهتمام ولا ننسى روايتيه اللتين سبقتا «الحب في المنفى»، الرائعة، «نقطة النور»، الجديدة وهما: «خالتي صفيه والدير» و«قالت ضحى»، وفي لقاء سابق مع الكاتب نشرته إحدى الصحف المحلية قال إنه لا يحب «الزخرفة اللغوية»، في الكتابة وأذكر أنني ضمّنت حديثه الواسع عن هذا الموضوع أحد المقالات السابقة في «هكذا» عن الشكل والمضمون في النص السردي منذ ثلاثة أعوام ضمن كتابة عن أدب هذا المبدع الكبير الذي يجد حفاوة دائمة من الإعلام المصري والعربي وهو حاضر على الدوام من خلال أعماله ومن خلال الكتابات النقدية المتواصلة عن أدبه والحوارات المستمرة معه ومع كتاب الرواية المعروفين من جيل الستينات المصري ومن ضمنهم: إبراهيم أصلان، محمد البساطي، جمال الغيطاني، ويوسف القعيد من بعدهم وغيرهم من الأدباء المميزين فعلاً، ورغم أن بهاء طاهر يعيش خارج مصر، في مدينة جنيف العاصمة السويسرية منذ الثمانينات الميلادية ويعمل في «اليونسكو» مترجماً إلا أن روحه العربية الصافية ما زالت تبدع المزيد من الأعمال الأدبية القوية الهامة.
* نواصل في الأسبوع القادم ما انقطع من الكتابة الأخرى عن السفريات الأولى ونحن «خام» لم ننضج بعد كما تتواصل أفكار كتابة أخرى جديدة.
ص.ب 7823 الرياض : 11472
fahad-ateq@hotmil.com

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved