أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 29th June,2001 العدد:10501الطبعةالاولـي الجمعة 8 ,ربيع الثاني 1422

مقـالات

خبر وتعليق
د. حمد بن محمد الفريان
نشرت احدى الصحف المحلية خبراً جاء فيه: «عقد مجلس إدارة مركز الترجمة بجامعة الملك سعود جلسته الرابعة للعام الجامعي 1421/ 1422ه . حيث اطلع المجلس على كتابين تمت مراجعتهما من قبل المحكمين، وذلك بعد التحقق من التزام المترجمين بالملاحظات التي اقترحها المحكمون وأوصى المجلس بنشر الكتب التالية:
كتاب: «العصب والعضلة» وهو كتاب مرجع ترجمه الدكتور عبدالرحمن طحان من كلية الطب.
كتاب: «مقياس الضغط» وهو كتاب مرجع ترجمه كل من الدكتور عبدالحفيظ الشيناوي والدكتور طلال عبيد الرفيعي من كلية الهندسة.
كتاب: «أطلس بيركنز وهانسل لأمراض العين» وهو كتاب ثقافة عامة ترجمه الدكتور محيي الدين حميدي من كلية اللغات والترجمة والدكتور عثمان محمد العمر من كلية الطب والدكتور محمد طارق سعيد من مستشفى الأمير سلمان بن عبدالعزيز.
كتاب: «مبادئ الليزرات وتطبيقاتها» وهو كتاب مقرر ترجمه كل من الدكتور محمد بن صالح الصالحي والدكتور عبدالله بن صالح الضويان من كلية العلوم.
كتاب: «الإدارة الحديثة للرصف» وهو كتاب مرجع ترجمه كل من الدكتور عبدالرحمن السحيباني والدكتور عبدالله المنصور من كلية الهندسة.
كتاب: «هندسة الزلازل الجيوتكنيكية» وهو كتاب مرجع ترجمه الدكتور عوض بن علي القرني من كلية الهندسة. كتاب: «معين طبيب الأطفال للتوعية الصحية» الذي ترجمه الدكتور حسين العابد من كلية الطب. انتهى. وبهذه المناسبة نقول للقائمين على جامعة الملك سعود: أحسنتم ونقول لهم أيضا: شكر الله لكم هذا المسعى الجاد النافع المفيد، فقد وضعتم أقدامكم في هذا الخصوص على الطريق الصحيح، ذلك أن اغناء اللغة العربية بالمراجع والبحوث في الطب وفروعه وفي الهندسة وفروعها وفي العلوم المتعلقة بالتقنية بوجه عام مطلب ملح للغاية، وهو هدف سام لا غبار عليه إذ المصلحة العامة تقتضيه .
والمتعلمون والمهتمون بهذا الشأن متعطشون للحصول على المراجع وكتب المقررات باللسان العربي، فتلك أمنيتهم وهي الملاقية لمدركاتهم اللغوية باعتبار أن اللغة وعاء المعاني وإذا كانت أمم العالم وفي مقدمتها الدول السبع الصناعية والغنية تسعى ما وسعها السعي لترجمة العلوم الهامة إلى لغاتهم بصفة فورية وبسخاء وباستيعاب وتلهف فإن الأمة العربية أشد احتياجا وأكثر افتقاراً لاغناء لغتهم وسد عوز لسانهم بما هو مفيد وما هو مهم وما هو ضروري من العلوم والمعارف وفي مقدمتها العلوم التطبيقية من طب وهندسة وغيرهما من العلوم الهامة التي لا غنى عنها للبشرية بعامة وللأمة العربية بخاصة في وقتنا الحاضر في مواجهة التحديات التي لا تخفى. ونقول أيضاً إذا كانت العلوم المطلوب ترجمتها ستساهم مساهمة فعالة في جوانب مهمة من دعائم القوة للبلاد، وتقتضيها متطلبات المنعة للأمة وتستدعيها ركائز حماية أمن الوطن ونموه وازدهاره فهي مطلوبة شرعاً كما أنها مطلوبة عقلاً وفي هذا المعنى يقول علماء المسلمين: «إن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب» . ويقولون: «إن صلاح الأحوال يقتضي إقامة الدين وإقامة الدنيا التي يحتاج إليها الدين» ويقولون: «إن الإحسان إلى الأمة فعل ما ينفعهم في الدين والدنيا»، وقد ذموا الإعراض عما لا يتم الدين إلا به من أمور الدنيا، كما قال معاذ رضي الله عنه: «يا ابن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج». ولقد تضافرت الأدلة والبراهين على أن القوة العلمية أساس للقوة المادية.
وحينما تستوفي الأمة نصيبها من العلوم النافعة يقوى جانبها وتثبت أقدامها في مواجهة من يناوئها أو يتحداها، وسوف لا تكون عالة على الغير في علومه وصناعاته ولسانه. وبهذا تخرج من دائرة الأقل علماً وتقدماً إلى دائرة الأكثر تقدماً والأزكى علماً، ولا مرية في أن للسان الأمة شأناً كبيراً في تقدمها ورقيها إذ في اثرائه وغناه تكمن القدرة والتفوق في استيعاب العلوم ونقل التقنية وتوطينها. ولاشك أن الأمة حينما تتجه هذه الوجهة فإنها تسلك سبيل الرشاد، ويمكن القول بثقة إن كل ما يبذل من مال ويقر من اعتمادات وما يسخر من وسائل لاغناء لسان الأمة فهو في الحقيقة بذل وجهد في محله وواقع موقعه وعاقبته بتوفيق الله حميدة ومشكورة. وبما أن نظام الجامعات يسمح بقبول الهبات والتبرعات والأوقاف الخيرية من المواطنين فإن الباب مفتوح للمؤسسات المالية ولذوي اليسار من المواطنين ليجودوا في هذا السبيل لكي تلتقي الجهود الرسمية البناءة مع الجهود الأهلية الخيرية في سبيل تحقيق الأهداف السامية النبيلة وفي مقدمتها توفير المراجع والكتب العلمية في التخصصات التي تفتقر إليها اللغة العربية ويحتاجها لسان الأمة، والبذل في هذا الجانب شرف ورفعة وذكر حسن للمنفق، وهو فوق ذلك حسنة يرجى ثوابها وعين جارية لمن أسهم في دعم واغناء لغة القرآن. )فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره(.
وختاماً لرواد وفرسان الترجمة ممن ذكرت أسماؤهم ومن لم يذكروا المزيد من الثناء والتقدير.


نبني كما كانت أوائلنا
تبني ونصنع فوق ما صنعوا


أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved