أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 29th June,2001 العدد:10501الطبعةالاولـي الجمعة 8 ,ربيع الثاني 1422

مقـالات

تركيا.. علامة استفهام ؟
د. سليمان بن عبد الرحمن العنقري
لست من أهل السياسة، ولا من جهابذتها، ولا أدعي أني من رجالها ودهاتها وإن كان لي قراءات متواضعة في أطرافها دون أعماقها، حيث إن السياسة غور لا قرار له، وهرولة قد تكون بائسة عبر دهاليزها و مفازاتها، وهي بالتالي مواجهة بائسة مع معلومها ومجهولها وصحيحها ومتشابهها وظاهرها ومستترها .
ولذلك كانت جل مساهماتي الكتابية المتواضعة بعيدة عنها كل البعد.. ولكن مما اضطرني للخوض فيها ذلك الهجوم السياسي الشرس الموجه للمملكة بصفة خاصة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والعالم العربي بصفة عامة من جل الصحف التركية دون مبرر او دوافع مفهومة على الرغم مما يربط بين المملكة و تركيا من صلات قوية دينية و تاريخية ومصالح مشتركة .
وعلى الرغم مما تبذله المملكة من دور مهم لبناء علاقات متينة مع تركيا باعتبارها إحدى الدول الإسلامية التي يفترض ان يكون لها نفس الدور في خدمة هذا الدين والدفاع عن قضاياه المصيرية.
إن هذه الهجمة الشرسة من الصحافة التركية على المملكة ليس لها مايبررها إذ إنه على حد علمي لم يصدر من المملكة سواء على المستوى الرسمي او الصحفي ما يسيء الى حكومة تركيا او شعبها .
رغم كل مايحدث في تركيا من حرب معلنة على الاسلام والملتزمين، به وهو مالم يحدث في اي دولة في العالم بما في ذلك أعتى الدول العلمانية اضافة الى تلك العلاقة الحميمة المشبوهة مع دولة البغي والعدوان وعدوة الاسلام والمسلمين اسرائيل، تلك الدولة التي لايجهل احد مخططاتها وعدوانيتها على المقدسات الإسلامية والحقوق العربية في فلسطين ارض النبوة والمقدسات التي من المفترض ان تكون تركيا الدولة الاسلامية من أول الدول المدافعين عن مقدسات الإسلام والمسلمين والذائدين عن حياض الإسلام ودين محمد صلى الله عليه وسلم لا أن ترتبط بتحالفات مشبوهة ومخططات حربية موجهة لجيرانها من العرب والمسلمين ومناورات عسكرية سنوية مكشوفة.
إن مشكلة ساسة تركيا انهم يأتون على آخر موائد السياسية الدولية لحساسيتهم المفرطة مع الآخرين ومشكلة عسكر تركيا انهم لايستطيعون ان يعيشوا دون اعداء يصطنعونهم يخترعون لهم المآزق.
تركيا تدرك ان مصالحها مع المملكة تفوق عشرات المرات مصالحها مع حليفتها وصديقتها اسرائيل وتعرف ان مايربطها بالعرب والمسلمين اقوى مما يربطها بدولة البغي والعدوان اسرائيل..
اما الديمقراطية التي تدعي تركيا انها تطبقها فهي من اغرب الديمقراطيات في العالم من حيث تناقضها وأوربا التي تعمل تركيا جاهدة دخول وحدتها تعرف ذلك وتحتقر ممارسات تركيا الانتقائية للديمقراطية، ولذلك لم تعترف بديمقراطيتها فضلا عن ضمها للعائلة الاوربية .
ولعله من المناسب أن اورد شيئا مما يحدث في تركيا الإسلامية لمعرفة مدى ما وصلت اليه تلك الحرب الشعواء على كل ماله علاقة بالإسلام والمسلمين وبصفة خاصة الملتزمين منهم، فلعل الكثير منا يتذكر قصة تمزيق القرآن الكريم بالحفلة الماجنة التي اقيمت في القاعدة الحربية 1420ه . وشارك فيها عشرات العسكريين الإسرائيليين والأمريكيين والأتراك حيث إن الحفلة بدأت بالخمر والنساء والرقص الماجن من قبل الراقصات اليهوديات المجلوبات من إسرائيل والراقصات التركيات العلمانيات وأنه في أثناء هذه الحفلة الماجنة طلب جنرال تركي علماني إحضار القرآن الكريم فأحضره ضابط برتبة «نقيب» فكلفه الجنرال بقراءة القرآن الكريم فقرأ بعض الآيات..
ثم طلب منه تفسير الآيات التي قرأها فاعتذر النقيب عن تفسيرها لعدم معرفته بتفسيرها، ثم أخذ الجنرال التركي القرآن الكريم ومزقه وألقى به تحت أقدام الراقصات الخليعات اليهوديات و التركيات قائلاً :
«أين الذي أنزل هذا القرآن وقال فيه» إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون» فأين هو ليحفظه ويدافع عن قرآنه؟ تعالى الله عما يقول علواً كبيراً.. وماهي إلا لحظات حتى بدأ انتقام الجبار من هذه الشرذمة الفاسدة شرا انتقام بدأ بضوء شديد لونه زهري غطى المنطقة التي توجد بها القاعدة ثم شق الله البحر فتصاعدت منه نيران ملتهبة رافقها انفجار شديد، ثم طوق الله عز وجل المنتقم الجبار تلك القاعدة البحرية الحربية بنيران ملتهبة ثم امتد الزلزال الى المناطق الأخرى وحتى تاريخه لم تستطع فرق البحث من الدول المعنية انتشال الجثث او معرفة مصيرها.
حادثة اخرى لقد حاربت تركيا الحجاب وأمعنت في إذلال أي امرأة متحجبة ومنعت الطالبات المسلمات المتحجبات دخول الجامعات التركية وأقفلت مدرسة بنات لإصرار طالباتها على ارتداء الحجاب الإسلامي .
وقصة عضوة البرلمان التركي حينما دخلت قبة البرلمان متحجبة فقامت قيامة تركيا العلمانية ولم تقعد حتى تم فصل تلك المرأة المتحجبة لا لشيء إلا لأنها التزمت بأمر شرع الله..
اما ثالثة الأثافي فهي قصة فريق الكرة الرياضي التي جرت الشهر الماضي حينما فاز ذلك الفريق في مباراة كرة القدم داخل تركيا «الدولة الإسلامية» فقاموا بأداء الصلاة جماعة بل قيل انهم سجدوا فقط لله شكراً على فوزهم وصعودهم للدرجة الثالثة في الدوري التركي فماذا حدث لقد تمت اقالة مجلس الادارة واجبرت الشركة الراعية على التخلي عن التزاماتها لأن لاعبي النادي )لاديك كومبنسبور( جاءوا بفعل عنصري ضد العلمانية ورجعية الى الإسلام.
أمر في منتهى الغرابة ان يحارب المسلم في بلاده على التنكر لدينه بحجة ان صلاته والتمسك بحجاب شرعي يهددان المبادئ العلمانية!!
حتى إن الذين اخترعوا العلمانية في البلاد غير الإسلامية لم يبلغ بهم الشطط هذا المبلغ فلم يصادروا حرية الإنسان في ممارسته شعائر دينه، فالعسكري في الهند من السيخ لايجبر على نزع سلواره الديني، وهي مايشبه العمامة حتى لو وصل الى اعلى الرتب العسكرية بالرغم من ان الهند دولة علمانية وبوذية .
وفي بريطانيا معقل العلمانية يسمح للنساء المسلمات العاملات في الشرطة بارتداء الحجاب وهو ماحدث مؤخرا وكذلك في الجامعات كما هو الامر في اوربا وامريكا..
إن هذا الإغراق في الانسلاخ من الهوية الاسلامية التي تفرضه السلطات التركية على الشعب التركي المسلم احفاد محمد الفاتح وسليمان القانوني وعبدالحميد الثاني لايحسن السكوت عليه بل أضعف الايمان استنكاره و استهجانه من الشعوب الاسلامية .
فاذا كانت تركيا تدعي كذبا الديمقراطية فمن أوجب واجبات الديمقراطية ترك الشعب يمارس حريته كما يشاء، ولاسيما الحرية الدينية او على الاقل تمنح المرأة المتحجبة نفس القدر من الحرية التي تعطى للمرأة المتعرية اي لا يتدخل احد بشؤونها الشخصية .
وحيث إن الحديث مستمر عن انقلاب الموازين والمعايير أشير الى قصة حدثت في بلد إسلامي عربي يطبق نفس المبادئ العلمانية التركية والديمقراطية الانتقائية هذا البلد يحرم تعدد الزوجات .
وحدث ان رجلا تزوج بامرأة اخرى فاستدعي من قبل وزارة داخلية ذلك البلد للتأكد من صحة زواجه الثاني وانه له علاقة بامرأة اخرى فأقر ذلك الرجل بانه له فعلا علاقة بامرأة اخرى ولكنها ليست زوجة، وانما صديقة وعشيقة فأخلي سبيله إذ إنه لم يرتكب مخالفة في عرفهم ولم يجمع بين زوجتين بالحلال وكونه بالحرام فهذه حرية شخصية..!!؟
لقد تساءل اللاعب الياي اوزلان نجم المنتخب التركي والمحترف في نادي استون فيللا البريطاني في حديث له قائلا:
إنني أتمتع بحرية ممارسة العبادات في بريطانيا، واخرج من التدريب لأداء الصلاة ويشجعني مدربي على ذلك ويضيف قائلا:ً
إنني إذا نسيت ناداني مدربي الصلاة جامعة، وقال: إن مدربي مقتنع تماما بأن التزامي بشعائري الدينية يعني ان سلوكي كلاعب سوف يكون على مستوى عال اخلاقيا، وانني سوف أجتهد لرفع مستواي الفني بل انه يطالبني بالدعاء له في صلاتي وللفريق بالفوز ليتساءل اللاعب في نهاية حديثه هل من المعقول ان يتمتع التركي بممارسة شعائره الدينية في بريطانيا غير المسلمة، ولا يتمتع بها في تركيا المسلمة!! ونحن بدورنا نتساءل ونتساءل فهل من جواب؟
اما قصة محاربة الأحزاب الدينية في تركيا وحظرها الواحد تلو الآخر من حزب السلامة الى حزب العدالة ومن حزب الرفاه الى حزب الفضيلة فهذا لا مجال للحديث فيه او الحديث عنه لأسباب لا تخفى على فطنة القارئ الكريم والله الهادي الى سواء السبيل.
وقفة:
لكل من تلطف بالاتصال عليَّ بالهاتف او الفاكس او البريد مثنياً على مقالاتي السابقة وكنت اتمنى لو ان مساحة النشر تتسع لشكرهم جميعا بالاسم وعلى طريق الكلمة الهادفة الصادقة نلتقي دائما.
للتواصل 56165
الرياض 11554

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved