أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 29th June,2001 العدد:10501الطبعةالاولـي الجمعة 8 ,ربيع الثاني 1422

عزيزتـي الجزيرة

«الليل يعقبه الصباح»
الليل مهما طال، يعقبه الصباح، يا آل إسرائيل من دمائكم، ستدفعون ثمن الجراح، لأننا لأرضنا، سوف نعود رغم تحصيناتكم، ورغم دباباتكم، ورغم كل ماتكدسون من سلاح.
فالحق لا يموت، والزمن المقبل يا أيتها الدويلة المصطنعة، آتٍ إلى صالحنا، وكل ما تشيِّدون في ربوع أرضنا، مستوطنات واهية، أضعف من نسيج عنكبوت.
من وطأة المقاومة، صار الذين حلموا، بالوطن الموعود من اتباعكم، في وضح النهار يهربون، صاروا من الموت الذي لا يستسيغون إلى أماكن مأمونة، في الليل يذهبون، واكتشفوا أنهم، بالوهم مخدوعون، واكتشفوا أنهم إذا بقوا في أرضنا، ودون أن نقبلهم، فإنهم لحتفهم للموت يسرعون.
يا أيها الثوار يا، خميرة الأرض ويا، إشراقة الضياء، يا أملاً نرقبه بلهفة الغريق للنجاة يا، تدفق العطاء، تمسكوا بأرضكم، لا تتركوها لخُطة تغيب عن عيونكم، لأنكم بدونها، في عالم الضياع تسبحون، وأنكم إذا تمكنتم من تحريرها فسوف تفلحون.
شقوا عصا الطاعة في وجه دعاة الوطن المزعوم، وسارعوا لنجدة الملهوف والمظلوم، لا تيأسوا، ولا تغرنكم الحضارة الملمعة، لأنها حضارة تظل في مقياسنا مصطنعة، مثل هشيم يابس، قد بعثرته زوبعة.
الخير كل الخير في بقائكم كشجر الزيتون والتفاح والليمون، كصخرة القدس وأحياء الخليل وجبال الناصرة، كمنبع الضياء أو مثل الأكف حينما تضرع للسماء، وكلها رجاء.
يا أيها الأطفال والرجال والنساء، يا من بلا ذنب يريدون لكم أن تدفعوا من دمكم مقابلاً لما جناه غيركم، فغيركم يرتكب الأخطاء، وما عليكم غير أن تقدموا الدماء، فهل بهذا المنطق اللعين شيء من العدل أيا قضاء؟
لكنه إذا بدا لكل ذي بصيرة، في قدسنا الحبيبة، في أرضنا السليبة، أن لا مفر من دخول معمعان الحلبة فلا تخافوا أبداً من طائرات الجبناء، لا تخافوا أبداً من قصف دباباتهم ولا من الأسر ولا التعذيب، لأن هذا ثمن الحرية يا أيها الأبطال يا أكرم شعب لا يهاب صرخة للنية، لأنها نفوسكم أبية، وأن تسديداتكم موجعة قوية، فهي التي أرهبت الأعداء، فبادروا من خوفهم للانسحاب خلسة، بحالة الخفاء، وبالغ الإرهاق والإعياء، لأنهم جاءوا كما قالوا لهم، لجنة وروضة غناء، فانصدموا واكتشفوا مقدار ما عندهم من شدة الغباء.
الأرض ليست أرضهم فكيف يزرعونها وكيف يأكلون من ثمارها، وهي لشعب عربي عاش فيها قبل أن يدخلها الغزاة، لأمة تريد أن تعيش في النور ولا تبقى على هوامش الحياة.
رضا مصطفى عبده
«سوريا»

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved