أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 29th June,2001 العدد:10501الطبعةالاولـي الجمعة 8 ,ربيع الثاني 1422

عزيزتـي الجزيرة

فلنحقق مدينة نظيفة
ديننا أمرنا بنظافة البدن والمكان
عزيزتي الجزيرة تحية طيبة
ترجل العامل الآسيوي من سيارةزميله واتجه يحمل في يده علبا فارغة توقعت أن يرميها على الأرض ولكنه كان يعرف بوجود برميل صغير ذهب اليه ورمى فيه هذه العلب، وعندما قلت بأنني توقعت بأنه سيرميها في أي مكان على الأرض فذلك لأن غالبيتنا قد اعتاد على ذلك وأصبح لا يهمه أن يرمي القاذورات في أي مكان يصل إليه سواء أكان متنزها أم متسوقا بل وحتى عندما يكون من شباك سيارة مسرعة، وأمام نواظر أبنائه الصغار الذين يلتقطون هذه التربية منه وتصبح مع الوقت شيئا اعتياديا لا يخجلون من القيام به، هذا الآسيوي الذي يعمل في شركة كهرباء ورغم أنه له سنوات طويلة وهو يعمل بيننا ويقال من عاشر القوم أربعين ليلة صار منهم إلا أنه ورغم ما يشاهده كل يوم أمام عيونه من مناظر وسلوكيات مرفوضة إلا أنه وكما يبدو لم يتأثر بذلك وفضل أن يكون أديبا في تعامله وسلوكه فنزل من السيارة وقام بتأخير زميله خمس دقائق لانتظاره أن يرمي هذا الحمل الخفيف جدا والذي لا يأبه به ربعنا كثيرا ولكنه إذا تجمع من هذا وذاك فقد يؤدي إلى ملء الشوارع والأحياء بالنفايات ويصورنا أمام الجاليات التي تعيش بيننا بأننا شعب غير نظيف ولا يبالي بهذه التصرفات رغم أننا أصحاب دين أمر بالتطهر ونظافة البدن والمكان، البلديات بصراحة لم تقصر وهي تقوم بعملها على أكمل وجه وان وجد تقصير فهو من عند أنفسنا لان اليد الواحدة لا تصفق، والذي يدهشني أن الكثير يحافظ جدا على نظافة كل جزء بسيط في منزله ولكنه يتهاون ولا يهتم أبدا بنظافة الشارع الذي يمر من أمامه ولا الحي الذي يقطنه، بل حتى أبناء هؤلاء ظهروا متأثرين بهذه التربيات من آبائهم والدليل ما يحدث داخل مرافق المدارس وأثاثها من تشويه وإتلاف متعمد لا يقوم به الابن أبدا داخل المنزل خوفا من «عقال» الأب أو عصا الأم.. و إن الكثير من السياح والعمالة التي تعيش بيننا تستنكر بلاشك هذه التصرفات التي لا تجوز أبدا وتؤثر سلبا على البيئة من حولنا إذا مسحنا في مناديل رميناها من شباك السيارة، واذا تناولنا طعاماً سريعاً في أحد المتنزهات قمنا وقد تركنا كل شيء وراءنا نحن لا نبالي أبداً، ولانهتم بما يصرف سنوياً على البلديات لتحقيق «مدينة نظيفة» بينما نستغرب كثيراً حينما نزور بعض الدول ولا نشاهد فيها أي سيارة نظافة تجوب الشوارع أو عمالا هنا وهناك، وذلك لان كل فرد في هذا المجتمع عرف دوره وتيقن أهمية ما يقوم به حفاظاً على صحته وصحة أسرته وأبنائه وجيرانه في الحي، ومتى عرفنا نحن ما يجب علينا واعترفنا بصحته انعكس ذلك بلاشك إيجاباً على تربية أطفالنا منذ الصغر.
محمد بن راكد العنزي
محافظة طريف

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved