أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 29th June,2001 العدد:10501الطبعةالاولـي الجمعة 8 ,ربيع الثاني 1422

عزيزتـي الجزيرة

كيف يصبح المفهوم التربوي تجارياً؟
إلى عزيزتي الجزيرة مع فائق التقدير والاحترام:
ترد كلمة التربية أو التربوي كصفة جميلة وطموحة للعديد من فروع العلم أو التخصصات، إشارة إلى ما لهذه الكلمة من مدلول تتفق عليه جميع الفروع المنعوتة به من تهذيب لسلوك الإنسان ونشاطه خلال تفاعله مع البيئة المحيطة وفق أساليب علمية، فنجد مثلاً علم النفس التربوي، والتربية الإسلامية والإعلام التربوي والتربية الخاصة والتربية والتعليم والتربية الاجتماعية والفكرية... إلخ وجميع هذه التسميات السابقة وغيرها ألفناها ويرد لفظها بين وقت وآخر من حولنا.
ولكن عندما يرد لفظ الإعلان التربوي، يتبادر إلى الذهن من تركيب هاتين الكلمتين أنه الإعلان من أجل التربية، ورغم ذلك لم يتضح لنا المفهوم منها، هل هو فرع جديد من العلوم التي لم نسمع بها أم أنه الإفصاح أو إظهار نواح معينة من التربية الخاصة أو العامة؟... لا أدري!!
وهذا ما احترت فيه شخصياً في ذلك الصباح عندما دخلت مع بوابة المدرسة مع بداية الدوام المدرسي لذاك اليوم، ووجدت لوحة ناصعة البياض تقف شامخة أمام مدخل المدرسة الداخلي وعلى أسفلها عبارة «الإعلان التربوي». «سمة باقي المدارس» وفي كل يوم، ومع بداية كل دوام أسأل نفسي ومن حولي عن مدلول هذه العبارة ولم نتفق على شيء.
حتى ذاك اليوم الذي غطى ذاك البياض الناصع في اللوحة ما يجيب عن تساؤلي طيلة الأيام السابقة حيث وجدت أحد المنتوجات الاستهلاكية التجارية، وعرفت فوراً أن هذه اللوحة إحدى وسائل الإعلان التجاري المؤجرة، لعرض السلع التجارية عليها فقط لا غير.
وهو أمر جيد أن يصل الإعلان التجاري إلى الجمهور المناسب في المكان المناسب وبالوسيلة المناسبة بل إن فيه فائدة جيدة للمستهلك حتى يتعرف ويصل إلى السلع التي يرغبها ويريد معرفة المزيد عنها من خلال الوسائل الإعلانية التي بداخلها ولكن أليس من المعقول والمنطق أن نُبعد كلمة «التربوي» عن مدلول هذه اللوحة التي اتضح للجميع أنها إعلان تجاري لا يمُت للتربية بصلة. وحتى لا يكون لدى النشء «الطلاب» خلط بين مفهوم التربية الذي نسعى لتأصيله فيهم مع الهدف التجاري الصرف.
أرجو أن يتسع صدر من يهمه الأمر لرأيي في هذا الموضوع، فأنا لم أقحم نفسي لمناقشته إلاّ أنني من منطلق تخصصي العلميين «الإعلام والتربية» أحمل كلا الهمين.
عبداللَّه الحجي - الرياض

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved