أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 29th June,2001 العدد:10501الطبعةالاولـي الجمعة 8 ,ربيع الثاني 1422

عزيزتـي الجزيرة

لتتسع مداركنا لاستيعاب المتغيرات
ما أكثر ما يتحدثون عن بيع القصائد الشعرية وشرائها نتيجة للشك في شعرية بعض الشعراء الذين لا يعرفونهم أو لا يعرفون لهم خلفية في ميدان الشعر أو ربما لتبرير عدم الرضا عن بعض الإنتاج المحلي، ولا يدري أحد من أين بدأت هذه الإشاعة أو من هم الذين يروجون لها ويحاولون أن يجعلوها حاضرة في كثير من كتاباتهم. والذي اعتقده أن هذه الإشاعة هي من البعض من قبيل الظن السيىء، أما البعض الآخر فإنه يرددها من قبيل: )مع الخيل يا شقرا( أي أنه يسمع الناس يقولون شيئاً فهو يقوله على سبيل التقليد للآخرين في كتاباتهم وأقوالهم، أما الفئة الثالثة التي تردد هذه المقولة فهم بعض الشعراء المعروفين الذين اهتزت مكانتهم بعد بروز هذا العدد الكبير من أصحاب القرائح الجديدة بحيث لم يعد الشعراء الذين يقرأ الناس لهم يعدون بالأصابع كما كان الحال في السابق ولكن الشعراء الآن صاروا بالعشرات وربما بالمئات بفضل انتشار التعليم والمعرفة وبفضل زيادة السكان، فالبلدة التي كان سكانها يعدون بالمئات أصبحوا الآن من الكثرة بحيث يعدون بالآلاف المؤلفة ولم يعد مستغرباً أن يوجد في البلدة الواحدة عشرات الشعراء.
هذا فيما لو نبغ من كل ألف نسمة شاعر واحد فقط، ثم ما بالك بأبناء البادية المعروفين بفطرتهم بمثل هذا النبوغ أباً عن جد. هذا عن السبب في كثرة الشعراء وافتراضية أن يكون كل من ينشر قصيدة أن يكون هو قائلها بنفسه وهذا هو الأصل ما لم يثبت بالبرهان القاطع خلاف ذلك خاصة وأن من يروجون لهذه الإشاعة أو بالأحرى يتحدثون عنها لا يقولون لنا من هم الذين يبيعون الشعر هل هم من الشعراء المعروفين فإن كانوا كذلك فلابد أن تكون القصائد المباعة جيدة والقصائد الجيدة ما الذي يمنع من نشرها أو تداولها سواء كان ناشرها هو صاحبها الحقيقي أو غيره لأن الفائدة متحققة من نشر القصيدة أو تداولها بصرف النظر عن قائلها الفعلي. لكن هذه الإشاعة التي لا تحدد شعراء بعينهم قد تسيىء إلى سمعة الشعراء جميعهم بما فيهم الشعراء المعروفون، كما أن في هذا تشويشاً وارباكاً لمحرري الصفحات الأدبية الذين يفترض أن لهم معاييرهم الواقعية للتمييز بين الغث والسمين من الشعر وهم لا ينشرون إلا ما يصلح للنشر وما يصلح للنشر لا يمكن اعتباره مما يسيىء للإنتاج المحلي أو يبرر وصف الشعر بأنه يعاني حالة من التدهور.
وأخيراً فإن الحكم على قصائد الشباب وأصحاب القرائح الجديدة على الساحة من خلال وجهة نظر الشعراء المعروفين قد لا يكون هو المعيار الصحيح لتقييم القصيدة لأنهم لا يأخذون في اعتبارهم إلا مستواهم ولا يأخذون في الاعتبار أن الشعر كأي انتاج أدبي أو حتى مادي آخر له مستويات كثيرة منها الرديء والجيد والجيد جداً والممتاز وليست المستويات محصورة في نوعين إما ممتاز أو رديء أو غث أو سمين تماماً كما أن الألوان ليست فقط أسود أو أبيض، ثم إن للناس المتلقين أذواقهم وميولهم المختلفة وعلى الشعراء ومن يتصدون للنقد أن يأخذوا في الاعتبار تطور الأذواق وتنوعها وأن الصحافة المحلية تنشر لتلبية كافة الأذواق والميولات. ومن هنا كان اهتمامها بنشر قصائد من الشعر الحر إرضاء لبعض الأذواق والمهتمين بهذا النوع من الشعر الحديث.
وتفاعلاً مع المتغيرات الثقافية وما يسميه البعض تدهوراً في حالة الشعر من وجهة نظره يسميه البعض الآخر تطوراً. فهل تتسع مداركنا لاستيعاب هذه المتغيرات أو بالأحرى هذه المتناقضات.. أرجو ذلك.
محمد الحزاب الغفيلي
محافظة الرس

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved