أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 30th June,2001 العدد:10502الطبعةالاولـي السبت 9 ,ربيع الثاني 1422

مقـالات

وسميات
أوصاف غزلية
راشد الحمدان
تحتاج القلوب الى ما يذهب عنها عناء الحياة.. ومرارة الأيام.. ونكد الليالي فكان في الشعر باب الغزل.. يقوله المتولهون.. والعشاق والمحرومون.
يطرقونه برقيق اللفظ.. ورائع التعبير.. ودقة الوصف وصدق المعاناة. وكما أن القلب يكون أقسى من الحديد لدى البعض فإنه يكون أرق من النسيم لدى كثيرين.
وعندما قال .. الحصري.. يا ليل.. الصب متى غده. عارضه أكثر من ثلاثين شاعراً في قصيدته تلك التي سرت مع الأيام والليالي.. وحفظها الكثيرون خاصة من كوي بنار العشق والحب.. ولقي من الحبيب قسوة الصد والحرمان.. فقال آخرهم شوقي
مضناك.. جفاه مرقده. لكن يظل الحصري هو الغالب في هذا المجال. لكونه قال. ما قال. وهو فعلا مدنف ومولع.. حتى بلغ به اليأس مبلغه.. فتساءل.. بعد أن قال. يا ليل. الصب متى غده.. قال بعد ذلك.. أقيام الساعة موعده؟! ثم بدأ في شرح واقعه لغيره من العشاق لعلهم أن يواسوه.. قال:


رقد السمَّار.. وأرَّقه..
أسف للبين يردده
فبكاه النجم.. ورق له
مما يرعاه.. ويرصده
كلف بغزال ذي هيف
خوف الواشين يشرده

وحاول مجاراته أكثر من ثلاثين شاعرا.. امتدت تلك المحاولات مع الزمان حتى.. لحق بهم شوقي.. فقال: مضناك جفاه مرقده.. وما كان ذلك التقليد إلا لكون قصيدة الحصري قد أحدثت صدى في الأذهان والقلوب.
والعشق يحمل الذهن على التفتق عن رائع التصوير.. وأحيانا يحمل العشاق على الهذي والهلوسة. كما حدث لأبي العتاهية عندما سمع المغني مخارق وهو يغني بعبارات أثرت في قلبه. فقال من غير شعور عبارته الخالدة.. «بادواء المجانين.. لقد رققت حتى كدت أن أحسوك..» قال زكي مبارك.. «هذه العبارة.. جذوة من جذوات التشبب».
وقد ولع العرب بالأوصاف الدقيقة لمن يحبون ويعشقون.. فقال أحدهم :«ابغني امرأة بيضاء البياض سوداء السواد طويلة الطول.. قصيرة القصر..» وهو طلب فيه تلاعب بالعبارات.
وقال أعرابي دخلت بغداد. فرأيت فيها عيونا دعجاً.. وحواجب زجاً يسحبن الثياب. ويسلبن الألباب».
فماذا يقول عشاق اليوم؟؟ إنهم يقولون ولكن ربما تساوت الجداول وزالت الحجب فضعف سلطان العشق.. ومات وهو في مهده.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved