أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 30th June,2001 العدد:10502الطبعةالاولـي السبت 9 ,ربيع الثاني 1422

مقـالات

«رب كلمة قالت لصاحبها دعني» !!
عبد الله العبد العزيز القنيعير
ينشر بعض الكتاب عن المملكة العربية السعودية مغالطات تحمل في طياتها الكثير من التجني.. والافتراضات التي لا سند لها في الواقع.. أو ركيزة من حق نجعلهم في عداد اللاهثين وراء ثغرات لا وجود لها الا في أذهانهم ما يفقدهم الصدقية.. ويضيفهم إلى قائمة الكتاب غير المرحب بهم لدى الرأي العام السعودي.. بعض هؤلاء الكتاب يعلقون على الأخبار ثم يقفزون إلى النتائج وفقاً لرؤيتهم وتحليلاتهم دون أن يكلفوا أنفسهم مشقة البحث.. والاستقصاء.. والتأمل!! والمتأمل للساحة الصحفية يصدم لهول وفظاعة بعض ما يكتب!!
* كتب الأستاذ عبد الله باجبير في صحيفة «الشرق الأوسط» 26/3/1422ه 18/6/2001م.. تحت عنوان «عن الجوال سألوني» حول إحصائية اصدرتها الهيئة العامة للاتصالات مؤداها أن عدد الرسائل التي تم تناقلها عبر الهاتف الجوال بلغ 48 مليون رسالة شهرياً.. بمعدل 5.1 مليون رسالة يومياً.. وقد فسر باجبير هذا الاقبال تفسيراً يخرج عن السياق الطبيعي والموضوعي للخبر حيث أرجع ذلك الى «الفراغ المخيف الذي يعيشه الشباب للتفريج عن الكبت العاطفي الذي يعانيه.. والحصار الاجتماعي المفروض عليه»!!
* باجبير بهذا التحليل غير المنصف لم يذكر كيف توصل إلى هذه النتيجة بعيداً عن التفسيرات المرتجلة.. وإلقاء الكلام على عواهنه!! واذا كان من حق الكاتب أن يتناول ما شاء من مواضيع فليس من حقه أن يطلق الأحكام.. والتعميمات دون وجه حق!! وهي في النهاية مجازفة غير محسوبة.. وادعاء في غير محله وإلا فليذكر كيف يعاني شبابنا من فراغ مخيف وكبت عاطفي.. وحصار اجتماعي!!
* الشباب السعودي ولله الحمد والمنة لا يعيش فراغاً بالصورة المريعة التي اعتسفها الكاتب لأن معظمهم مرتبط بمدارس.. ومعاهد.. وأعمال.. ينتمون إلى مؤسسات دينية وثقافية.. وتربوية.. وفنية.. ونواد رياضية.. ومراكز صيفية.. وجمعيات خيرية.
* واذا كان باجبير يغمز من قناة الثوابت الدينية والأخلاقية التي تؤطر السلوك الانساني وتصهره في بوتقة التعاليم الإسلامية فانه يتجنى على الحقيقة.. ويفتري على الواقع لأن هذه الثوابت التزام فطري ومثار اعتزاز وفخر كل من ينتمي لهذا الكيان الطيب يحسدنا عليها القريب قبل البعيد وشرف نعرفه عن أنفسنا لا نفاوض عليه أو نساوم.
* ولا يحق لعبد الله باجبير.. أن يعمم على الشباب كلهم تجربة أحد أقربائه الذي أنفق على حد قوله أكثر من أربعة آلاف ريال على الهاتف الجوال!! والمعلومة التي أضيفها له نقلاً عن موقع IDG COM تقول: إن عدد الرسائل القصيرة التي أرسلت بواسطة الهاتف الجوال نظام CSM بلغ في جميع أنحاء العالم أكثر من 50 مليار رسالة خلال الربع الأول من عام 2001م محققاً زيادة بلغت 500% عن نفس الفترة من العام المنصرم، وهي مرشحة للزيادة اضعافاً مضاعفة فهل يعني هذا ان الملايين الذين بعثوا هذه المليارات من الرسائل الهاتفية يعانون من الفراغ المخيف.. والكبت العاطفي والحصار الاجتماعي؟
* نسي باجبير.. أو تناسى أن نسبة لا يستهان بها من مستخدمي الهاتف غير سعوديين بعد أن خفضت رسومه ووفرت خدمة رسائل الاتصال بأقل تكلفة، وهذا ما يفعله بعض السعوديين من مختلف الأعمار، ولأنها أحياناً تغني عن مكالمة!! وتجاهل.. أن كل جديد في حياة اليوم.. وفي كل مكان في العالم يحظى بإقبال كبير في بداية عهده لا يلبث أن يصبح مع مرور الأيام أمراً عادياً.. ومألوفاً.. واذا كان البعض يستخدم هذه الخدمة للمرح والتسلية وحبك المقالب فهم قلة لا يعتد بها.. ولا يصح أن تكون مؤشراً لاطلاق احكام جائرة على مجتمع بكامله.
* وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: «رب كلمة قالت لصاحبها دعني».


أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved