أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 30th June,2001 العدد:10502الطبعةالاولـي السبت 9 ,ربيع الثاني 1422

الثقافية

جمعية حماة اللغة العربية تحاول الإجابة
كيف نربي أبناءنا على حب اللغة العربية؟
* القاهرة مكتب الجزيرة محمد سامي:
حول الدور الواجب علينا لحماية لغتنا من التحريف بعد شيوع استخدام الشباب لبعض الكلمات الأجنبية بديلاً عن العربية عقدت جمعية حماة اللغة العربية ندوة في المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة حضرها عدد كبير من أساتذة اللغة العربية وأعضاء المجمع اللغوي ورجال الاعلام والمهتمين بأمور الثقافة والفكر وكان اللقاء محاولة للإجابة على سؤال جوهري «كيف نربي أبناءنا على حب اللغة العربية»؟.
تعد هذه الندوة الأولى في سلسلة لقاءات «مع لغتنا العربية» التي تنظمها جمعية حماة اللغة العربية وهي الجمعية الأهلية الأولى التي تجعل من حماية اللغة العربية هدفاً أساسياً لها وسبباً في إنشائها حيث كانت المبادرة من الإذاعي المصري طاهر أبو زيد الذي طرح الفكرة في برنامجه الإذاعي «أسبوعيات طاهر أبو زيد» واقترح أن تدخل الجهود الأهلية في محاولة لحماية اللغة وألا يقع عبء هذه المهمة الكبيرة على الحكومات فقط كما أن الجهود الأهلية لديها من المرونة ما يجعلها أكثر قدرة على مواجهة الغزو الثقافي الغربي للغتنا الجميلة، وبالفعل تم إشهار الجمعية وتسجيلها في وزارة الشئون الاجتماعية المصرية منذ شهر نوفمبر 2000 ويبلغ عدد اعضاء الجمعية الآن مائتين وخمسين عضواً ويرأسها الدكتور كمال بشر عضو مجمع اللغة العربية بينما تولى الدكتور صلاح فضل منصب نائب رئيس الجمعية والإذاعي طاهر أبو زيد أميناً عاماً لها.
في بداية الندوة تحدث الدكتور كمال بشر رئيس الجمعية معرباً عن سعادته بحضور كل هذا العدد من المهتمين بأمر اللغة، وأوضح أن هناك أبعاداً كثيرة تشمل كل جوانب حياتنا اليومية ويجب أن نتمثلها ونحن نحاول أن نحافظ على لغتنا، وانتقد الدكتور بشر تمسح الشباب العربي في اللغات الأجنبية بإقحام كلمات منها في حديثهم العادي كنوع من التعالي على العربية واظهار مدى الثقافة التي يتمتعون بها واعتقادهم بأن ذلك يحقق لهم مكاسب اقتصادية. وهنا يجب أن نُفهِم شبابنا أن تمسكهم بلغتهم الأم يعلي شأنهم أكثر من ذلك ويجب أن يعتز كل منا بلغته الجميلة.
كما طالب الدكتور كمال بشر الحكومات العربية بإصدار تشريعات تحمي اللغة العربية أسوة بما فعلته فرنسا في قانونها الشهير الذي ألزم الفرنسيين في وسائل الإعلام وفي الأماكن العامة بعدم استخدام أية كلمة أجنبية لها مرادف في اللغة الفرنسية.
لغة القلب
ثم تحدث الدكتور صلاح فضل نائب رئيس الجمعية مؤكداً أننا في تربيتنا للشبيبة العربية يجب أن نحاول تحقيق هدف جوهري هو أن تبدأ علاقتهم مع اللغة العربية من الحب وليس الخوف وأن تبدأ هذه العلاقة من القلب وليس من العقل فقط لأن اللغة هي وعاء الذكاء وبنك المعرفة ومجلى القومية كما أنه لكي يكون الشاب ناجحاً فعليه أن يتقن لغته لأن العقل هو خلاصة التفاعل الخلاق بين طريقة التفكير واللغة التي يتم بها هذا التفكير.
ويواصل الدكتور فضل كلمته بأننا نحن العرب نتميز عن غيرنا من الشعوب التي تتحدث نفس اللغة وهذا التميز يتمثل في أن الشعور الديني شيء متأصل فينا وانه لا يمكن لمتدين ان يعرف الدين بدون ان يتذوق حلاوة لغته في القرآن الكريم، فضلا عن الارتباط الوطني والانتماء القومي فالوطن صورة في القلب لكلمة لغوية أولا وحقيقة تجسدها هذه الكلمة، ولذلك فعلينا ان نخرج ببرنامج عمل متكامل يحبب أبناءنا في لغتهم وأن يبدأ هذا البرنامج من تعليم الأمهات ليرضعن أبناءهن حب اللغة العربية كما فعلت حليمة السعدية التي أرضعت الرسول صلى الله عليه وسلم ليكون أمير بيان هذه اللغة، وذكر الدكتور صلاح فضل أنه في معظم أحاديثه الودية مع كثير من الشعراء والأدباء أكدوا جميعا أنهم تلقوا ولعهم الأول بالحرف والكلمة من أمهاتهم وجداتهم، فالأم تفتح حضنها لأبنائها وتغذي روحهم وتنمي ملكاتهم في البداية ثم يأتي دور المدرسة والمدرس الذي يجب أن يكون قدوة حسنة لأن السنوات الأولى في حياتنا سنوات حاسمة في تكوين شخصياتنا.
دور الإعلام
من جانبة أكد الإذاعي طاهر أبو زيد أن لوسائل الإعلام دوراً مهماً جعل أبناءنا يحبون اللغة ويقبلون عليها، وقال أبو زيد ما زلت أظن أن برنامجاً إذاعياً واحداً مثل برنامج لغتنا الجميلة الذي يقدمه الشاعر الاذاعي فاروق شوشه يقوم في خدمة اللغة العربية بما يمكن أن تقدمه كتيبة من المعلمين، وانتقد فرض وسائل الاعلام اللغات الاجنبية على الناس، وأكد على اهمية ان نجعل الشعوب العربية محبة للعربية الفصيحة لتصبح سداً في وجه المتعالين علينا وفي وجه العولمة حينما تحاول ان تتعرض لثقافتنا وتراثنا ولغتنا أو لديننا وطالب وزارات التعليم العربية أن تدرك مدى الخطر الذي تتعرض له اللغة العربية وأن تتدخل الدول لتفرض اللغة العربية في مدارس اللغات.
وأشار طاهر أبو زيد إلى أن إهمال وسائل الاعلام للغة العربية يعتبر اكبر تهديد لها فبينما كانت القصيدة الشعرية تتصدر الصفحات الأولى للجرائد في الماضي لم تكتف الصحافة الحديثة بتأخيرها إلى الصفحات الداخلية بل أسقطتها من حساباتها وأطالب بأن نوظف تراثنا الشعري الجميل ليفتن الشباب بجمال لغتهم من خلال الكلمات العذبة والأخيلة الجميلة.
وفي كلمته اعترف الدكتور حسام بدراوي رئيس لجنة التعليم في مجلس الشعب المصري بقصور المناهج التعليمية فيما يتعلق باللغة العربية وأعرب عن مشاركته في القلق على ما يمكن أن تصل إليه اللغة والثقافة بعد التدهور الذي تشهده في مراحل التعليم المختلفة، وأنه إذا كانت اللغة هي وعاء الفكر فإننا نستطيع أن نقول إن تراجع لغة أمتنا يوازي تراجع الفكر فيها، وأشار الدكتور بدراوي إلى مسألة ارتفاع نسبة الأمية بين الإناث اللاتي تمثلن أمهات الغد ويقع على عاتقهن الجانب الأكبر في تحبيب أبنائنا في لغتنا العربية.
ثم تحدث الدكتور محمد حسن عبدالعزيز أستاذ النحو عن التحدي الأكبر الذي يواجهنا ويتمثل في الوصول إلى نحو مطبق غير محفوظ وأن ننتقل في دراسة اللغة العربية من الحفظ إلى المهارة، وطالب بأن ننظر إلى العامية والفصحى على أنهما لغتان عربيتان وأن نحاول التقريب بينهما حتى لا يتخبط الطفل بينهما حيث يكتسب الطفل العامية في البيت وحينما يذهب للمدرسة يجد لغة أخرى مغايرة هي اللغة الفصيحة مما يجعله يعاني من الصراع والثنائية بين اللغتين.
كما أشار الدكتور محمود فهمي حجازي في كلمته إلى خطورة وضع اللغة العربية في اطار التعليم حيث يتعلمها الطلاب من أجل النجاح في الامتحان فقط، وطالب بالاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتطوير طرق تعليم اللغة العربية حيث إن اللغة يجب أن تكون مسموعة ليتعرف الطفل على النطق السليم للكلمات والحروف.
وفي نهاية الندوة خرجت بمجموعة كبيرة من التوصيات قرأها الإعلامي فؤاد فهمي تتعلق بالمدرس والكتاب وضرورة اعتماد خطة ذات جوائز تشجيعية للطلاب على القراءة الجهرية، كذلك احتساب درجات مادة الخط العربي واعتباره مادة فنية، ومناشدة علماء التربية وعلم النفس وحثهم على استمرار الأبحاث، والاكتفاء بتعليم لغة اجنبية واحدة للأطفال حتى لا يتشتتوا بين اللغات الكبيرة التي يدرسونها، كما طالبت الندوة وزارات الثقافة العربية بأن تهتم بالعربية فيما تقدمه للأطفال، من أعمال فنية، كذلك الإذاعة والتلفزيون ومحاولة الارتقاء بلغة الإعلامي كما أكدت الندوة على ضرورة تطوير مواقع اللغة العربية على شبكة الانترنت بما يخدم كل مستخدم عربي لشبكة المعلومات الدولية.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved