أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 1st July,2001 العدد:10503الطبعةالاولـي الأحد 10 ,ربيع الثاني 1422

مقـالات

بوح
براءة الأطفال
إبراهيم الناصر الحميدان
من المواضيع التي تلح على ذهني باستمرار هي مرحلة الطفولة تلك التي عشناها جميعاً في ظروف مختلفة ورغم ذلك التباين تبقى محفورة في أذهاننا نستمد منها ذلك المخزون الذي تضاعف مع مرور الأيام إلا أن تلك المرحلة تبقى هي المتألقة لأنها حفرت واستقرت في أعماقنا.
أعرف أن بعض الناس عاشوا فترة منها ليست جميلة وربما خلفت في بعضهم الكثير من ندوبها لاسيما إذا ما كان الأبوان ليسا على اتفاق أو تثور بينهما الخلافات الجانبية التي تسبب التوتر داخل المنزل لأن أياً منهما لم يحاول أن يتغلب على أنانيته وتمسك بوجهة نظره التي أدت إلى ذلك التشاحن وفي هذه الحالة فالأطفال يرقبون كل تلك الخلافات ببراءة لا يدرون من هو صاحب الرأي السليم بحكم السن وعدم الوعي وان كان الأطفال يميلون في الغالب بطبيعتهم إلى جانب الأم التي أعطتهم الحنان والرعاية بعكس الأب بما عرف عن بعض الرجال من العنجهية والتكبر. حتى أن الأطفال يتألمون بصمت وهم يشهدون ذلك التطاحن الذي لا يعرفون له سبباً وجيهاً لذا فإن الوالدين ان كانا يقدران الموقف وتأثيره على أطفالهما يتجنبان سماع الأطفال لتلك التعابير النابية إنما يجعلانها فيما بينهما بعيداً عن اسماع الأطفال.. هذه الرؤى تفد إلى ذهني كلما اتيح لي أن أرى الأطفال في أماكن حريتهم سواء في الحدائق العامة أو على ضفاف الأنهار في بعض المصايف وهم يمرحون على سجيتهم وبراءتهم فأتذكر العشرات بل مئات الأطفال الذين يعانون في بعض الدول من الظلم والقهر بسبب واقع حكوماتهم أو الجهات الأخرى التي تحاول فرض سيطرتها على البلدان الصغيرة فيكون الأطفال أكثر الفئات قهراً أو ظلماً بل الأسوأ من ذلك أن ينكل بهم أويتم استغلالهم في أمور لا أخلاقية كما نقرأ في الصحافة ونرى أحياناً على شاشات الفضائيات ولعل مشهد الطفل العربي محمد الدرة الذي اغتاله الارهاب الصهيوني آخر ضحايا البطش الظالم من دولة تدعي الحضارة والديمقراطية بينما ممارساتها تنفي تلك الصفة عنها والشيء المروع ما تقوم به بعض الجهات من القتل للأطفال بقصد استغلالها لبعض أعضائهم الجسدية مما يدخل الأسى إلى قلوب من يسمع أو يقرأ عن تلك الممارسات اللاإنسانية نحو فئة بريئة لم ترتكب ما يدعو إلى مثل هذا العقاب الظالم فمتى يتحرر أطفال العالم من هذه الممارسات حتى يعيشوا حياتهم الطبيعية بعيداً عن هذه المظالم المروعة؟ الله وحده يعلم بذلك.
للمراسلة: ص.ب 6324 الرياض 11442

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved