أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 1st July,2001 العدد:10503الطبعةالاولـي الأحد 10 ,ربيع الثاني 1422

عزيزتـي الجزيرة

يا حوتري.. من أي الجنرالات أنت؟!!
في وقت سابق بعد العملية الاستشهادية الأخيرة على شاطئ تل أبيب فجر يوم السبت 2 يونيو 2001م اعترف شمعون بيريز )بطل مجزرة قانا( ووزير خارجية إسرائيل، أن دولته تعيش أصعب وأسوأ أوضاعها منذ نشأتها، حتى أن المحللة السياسية شيرلي غولان تحدثت عن أجواء الاحباط التي يعيشها اليهود والأوضاع النفسية المتأزمة في ظل خوف وترقب مستمرين لدرجة أن الذين يقومون باسعاف المصابين في العمليات الاستشهادية هم أيضاً يعانون من اضطرابات نفسية، فالكل يتوقع الكارثة القادمة، ومن سيكون الضحية التالية، لذلك لا نستغرب أن صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أقامت خطوط هواتف ساخنة على مدار الساعة لتقديم المساعدة النفسية والحلول العلاجية لضحايا الخوف والقلق، قالت إنها تلقت المئات والمئات من الاتصالات خلال وقت قصير، وأن معدل هذه الاتصالات يزداد كلما ضرب أبطال الانتفاضة ضربتهم في العمق الإسرائيلي.
هذا وغيره كثير من مؤشرات الحالة السيئة التي يعيشها اليهود تؤكد على أن الانتفاضة جلبت الهلع والرعب المتواصل لليهود الذين راحوا يراجعون حساباتهم بالنسبة للاقامة أو الهجرة خارج إسرائيل!! كما أن العمليات الاستشهادية التي تخفي حكومة إسرائيل العدد الحقيقي للقتلى والمصابين صارت تشكل معول هدم في بنيان هذا الكيان الخبيث خاصة تلك التي نفذها الشهيد الفذ سعيد الحوتري «22 سنة» المشار إليها سلفاً.
فهذه العملية الموجعة لليهود لها اعتبارات خاصة سواء في موقع الحدث كونه على شواطئ الكيان الخبيث وطالت أكثر ما طالت أبناء المهاجرين اليهود الروس الذين يعيشون في مستوطنات بنيت على أنقاض منازل أهلنا في فلسطين، أو بحكم أنها تمت فجر يوم سبتهم بعد «الجمعة» عيدنا الاسبوعي!! أو لأن منفذها شاب صغير تدل ملامح محياه على الوداعة والهدوء، غير أن جبينه يضيئ بنور الكرامة على درب عزة هذه الأمة.
كما أن حدة النظر في عينيه توحي بقلب أسد يقبع بين جوانح صدره، وقبل ذلك إيمان راسخ وعقيدة ثابتة على مبدأ الجهاد طريق النصر، جعلته جنرالاً من طراز فريد، غير الحسابات في المنطقة ودفع الإدارة الأمريكية وخلفها العالم المتحضر هكذا يقولون إلى نجدة إسرائيل من قبضة أمثال هذا الجنرال الذي خرج من نسل جنود سيف الله المسلول الذي قال مخاطباً جيش عدوه: جئتكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة!! وهي معادلة قاتلة بالنسبة لليهود إذا استمرت في الدوران على درب الأحداث.
وهذا يذكرنا بما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن اللحظات الأخيرة في حياة الجنرال الحوتري، ذلك أن شهيدنا حينما وقف وسط جموع اليهود «بنين وبنات» قرب باب أحد المراقص الليلية جعلن الفتيات اليهوديات يغازلن الحوتري بالابتسامات والكلمات العابرة وهن لا يعرفن انهن يخاطبن الموت القادم، بينما اكتفى جنرالنا بتقرير ساعة الصفر التي ستضع إسرائيل على كف عفريت، فكانت ضربة الحوتري الجنرال امتدادا لتاريخ يحيى عياش وأبو هنود ومرمش وغيرهم كثير من ركب الخالدين، هذا ما كان والله المستعان..
محمد بن عيسى الكنعان

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved