أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 3rd July,2001 العدد:10505الطبعةالاولـي الثلاثاء 12 ,ربيع الثاني 1422

القرية الالكترونية

شبكة معلومات جديدة للمهام الصعبة تحل محل الإنترنت
* جنيف - د ب أ:
في نفس الوقت الذي وصلت فيه شبكة الإنترنت إلى عصرها الذهبي بدأ علماء الكومبيوتر في التفكير جديا في خليفتها، شبكة معلومات أخرى اسمها «داتا-جريد».
وتصمم هذه الشبكة الجديدة بحيث يمكن من خلالها تلافي أوجه القصور الحالية في الإنترنت وإتاحة الفرصة لشكل جديد تماما في مجال العلم.
ويحمد للانترنت أنها قربت بين 380 مليون شخص وأحدثت ثورة في وسائل الاتصال ونقل المعلومات التقليدية.
غير أنها تظل خاضعة لعدة قيود منها أنها لا تنقل سوى النصوص أو الصور المجهزة سلفا بين كومبيوتر وآخر وهو ما لا يرضي طموح العلماء ويطمح باحثون مثل هانز هوفمان خبير تكنولوجيا المعلومات الأوروبي في تحطيم كافة الحواجز القائمة الآن في عالم الإنترنت من خلال الشبكة الجديدة «داتا-جريد». ويقول هوفمان: الشبكة الموجودة حاليا تنقل وثيقة جاهزة من مكان ما حتى يمكن لشخص ما قراءتها هذا كل ما تفعله.
وقد يكون لهذا الاتصال بالمعلومات الموجودة بالفعل فوائده إلا أنه غير كاف لاجراء التجارب في مجال فيزياء الجسيمات ويقول: إن فكرة داتا-جريد أكثر شمولية بكثير من الإنترنت.
ويتوقع هوفمان أن يشارك بنفسه في تصميم الشبكة الجديدة التي وافق الاتحاد الأوروبي على تمويلها بمبلغ 8.9 ملايين يورو في الاعوام الثلاثة المقبلة.
وكان باحث من نفس المعهد الذي ينتمي إليه هوفمان المختبر الأوروبي لفيزياء الجسيمات «سيرن» هو الذي أحدث ثورة في الإنترنت قبل عشر سنوات تقريبا بعد أن كانت قاصرة في استخداماتها على الاكاديميين وكان هذا الباحث تيم بيرنرز-لي البريطاني وذلك في عام 1989.
ويكمن سر شيوع استخدام الإنترنت في أنها لا تتطلب مهارة عالية أو معلومات متخصصة فالانتقال من صفحة إلى أخرى يتم بنقرة واحدة على فأرة الكومبيوتر أيا كان نوع الكومبيوتر أو مكانه وكان أن احتاج معهد سيرن إلى شبكة نقل معلومات لتبادل البيانات بين مؤسساته البحثية النووية من جهة والباحثين في أطراف العالم المختلفة من جهة أخرى.
لكن داتا جريد لن تنقل المعلومات من النقطة «أ» إلى النقطة «ب» فحسب بل ستنقل معها كافة البرمجيات اللازمة لاستخدام هذه البيانات المنقولة بل وسعة ذاكرة إضافية لاستيعاب محتوياتها ولاجراء العمليات الحسابية المرتبطة بها. انها إمكانيات عالية وليست متاحة في نطاق شبكة الإنترنت القائمة حاليا كما يوضح العلماء.
وفي قلب شبكة الكومبيوتر الجديدة هذه ثمة بنية معلومات جديدة بالكامل بحيث تصمم النصوص والاسماء والصور ونتائج البحوث وغيرها بشكل أكثر تطورا.
ويقول هوفمان انه من الطبيعي أن يبدو الامر الان وكأنه من ضروب الخيال مضيفا اننا في نفس المرحلة التي واجهتها الإنترنت عام 1991.
ففي ذلك الوقت من كان يحلم بشبكة المعلومات القائمة اليوم كان الناس يظنونه أنه يمزح وقد منح برنامج داتا-جريد بالفعل اسما هو «ميدلوير».
وسيشارك في تصميم برمجيات ميدلوير الباحثون الذين يتولون مهمة تصميم الشبكة المعلوماتية الجديدة وسيسمح لكل من يرغب في الاشتراك في هذه المرحلة بلا مقابل كما حدث عند تصميم نظام التشغيل لينوكس.
كان عدد ضخم من المتطوعين قد شارك في تأليف برمجيات نظام لينوكس الذي يفضل استخدامه الاكاديميون والباحثون والمتخصصون في مجالات علمية.
ويقضي العرف في هذه الحالات أن يترك مؤلف البرنامج فرصة أمام الجميع لادخال تعديلات عليه وذلك بأن لا يفرض عليه رمزا شفريا سريا.
ويوضح هوفمان الوضع بعبارة أخرى إذا أردت أن تنتشر في العالم بأسره فأمامك خيار من اثنين - إما أن تكون مايكروسوفت أو أن تتبع نظام الطريق المفتوح.
ويريد المختبر والمعاهد المتعاونة معه في هذا المشروع وعددها 500 معهد تقريبا أن ينتقل سيل البيانات من أجهزة الكومبيوتر في «سيرن» بعد أن يتم تصنيفها وفقا لمعايير مختلفة ويفترض أن انتقال البيانات هذا سيصاحب بالبرمجيات اللازمة لاستخدامها ومن المرجح أن يصل حجم البيانات إلى البيتابايت الواحد وهو ما يعادل 3 تريليونات بايت أي أن قوة الشبكة ستعادل قوة 300.2 قرص صلب ل300.2 جهاز كومبيوتر شخصي تبلغ قوة كل منها 40 جيجابايت.
وتجري نفس الجهود في الولايات المتحدة من خلال شبكة «جريد فيزيكس نتورك».
وتتشابه مهمة الفريق الامريكي مع نظرائهم الاوروبيين وهي إماطة اللثام عن المزيد من التحديات غير المحسومة إلى الان في تحليل المعلومات العلمية المعقدة من كميات ضخمة من البيانات.
ويشكو هوفمان من عدم فاعلية الكثير من أجهزة الكومبيوتر الحالية وهو ما يجعله أكثر تطلعا لوقت تبدأ فيه شبكة داتا-جريد في العمل.
ويقول: الناس في حاجة لانجاز ما هو أكثر بواسطة أجهزة الكومبيوتر الخاصة بهم من مجرد البريد الإلكتروني والاخبار. إننا في حاجة لان نجعل هذه الالات تعمل لحسابنا ليل نهار.
ويشير هوفمان إلى أن المخ الانساني يلتقط كميات هائلة من البيانات التي لا يحتاج لها وأن الشبكة الجديدة من الممكن أن تساعد على فرز وترتيب هذه البيانات وإخراج المعلومة المطلوبة فحسب ويضرب مثلا على ذلك فيقول إن مجرد النظر إلى طاولة يتضمن كل البيانات التالية «طاولة، بيضاء، فوضى، أقلام رصاص، هاتف، كومبيوتر محمول، ماسحة».
ويضيف: ثمة بيانات لا نهائية لست في حاجة لها لان البيانات الواردة معقدة أكثر من اللازم.
ويتابع قائلا: إننا نختنق من كثرة البيانات ولا ندري كيف نستخرج منها المعلومات المطلوبة وبالامكانيات الفنية المتاحة من قبل الشبكة سيمكن للانسان توسيع مداركه.
ويضيف: إلا أن هذا ليس متاحا الآن، ليس بعد.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved