أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 3rd July,2001 العدد:10505الطبعةالاولـي الثلاثاء 12 ,ربيع الثاني 1422

محليــات

مستعجل
مليارات .. في أراضٍ جرداء..!!
عبدالرحمن بن سعد السماري
قبل أيام.. رافقت أحد الأصدقاء من الذين يبحثون عن أرض مناسبة لبناء مسكن في أحد أحياء مدينة الرياض..
ووجدنا أن أسعار الحي خيالية للغاية.. ففي مخطط بعيد حيث لا ماء ولا كهرباء ولا هاتف ولا أي شيء من أشكال الخدمة.. ولا حتى سكان.. يصل المتر إلي ما فوق ستمائة ريال... هذا إذا كان الشارع «15» غربي.. أما غيره.. فلا تسأل عن السعر..
وفوراً.. توجهنا لحي آخر في منطقة مأهولة بالسكان.. وتتوفر فيها سائر الخدمات بدون استثناء.. وبوسعك أن تبني وتسكن على الفور.. لكننا وجدنا أن سعر المتر هناك.. لا يجاوز الثلاثمائة ريال فقط لاغير..
قطعة أرض تقع وسط الحي.. وقد بني كل جدرانها الثلاثة.. لايتجاوز سعرها هذا المبلغ..
لماذا؟!.. وماهو السبب.. ولماذا الفرق في الأسعار؟
وتمشي قليلاً من هذا الحي والأسعار متدنية للغاية.. حتى تدخل في حي آخر مجاور له.. لايفصلهما سوى شارع فقط.. لتقفز الأسعار مرة أخرى إلى ما يقارب الثمانمائة ريال وربما أكثر.. مع أن هذا الحي أو ذاك لايشهد حركة عمرانية.. ولأول مرة ينعكس المثل الشعبي ويكون «الحيا» جنوب؟!
وهناك أحياء أخرى مشابهة.. يفصل بينهما شارع صغير أو ربما شارع كبير ولكن المسافة أمتار بسيطة فقط.. ليقفز السعر من ثلاثمائة ريال إلى ما فوق الألف.
لقد اختلفت التفسيرات في أسباب هذا الفارق السعري من مكتب لآخر ولكن.. هناك شبه اتفاق على أن الحي الذي أصله «منح» يكون سعره متدنياً.. والحي الذي خططه أحد التجار وباعه بطريقته يصل إلى أرقام فلكية.. مع أنهما متجاوران.. بل ربما كان الحي الرخيص أفضل موقعاً.. وأكثر ارتفاعاً.. وهنا.. جاء «الحيا جنوب».
ويبدو لي.. ان أسعار العقار.. ليس لها ضوابط دقيقة على الاطلاق.. بل إن المتحكم فيها.. هم أصحاب «هذه المخططات» فقط.. فقد يوصلون هذا الحي إلى ما فوق الألف ريال.. وقد يتركون الحي الآخر.. ليظل دون الثلاثمائة ريال.. مع أن الفارق لصالح الحي الرخيص.. لكن بعض أصحاب المخططات وكما يقولون «لو يمدح محروله أعرست».
في الشمال.. صار «الحيا شمال».. هناك ينتشر مئات المكاتب .. وقد استؤجرت جميع الدكاكين والعمائر والشقق..
من أجل مكاتب ومؤسسات وشركات عقارية.. بل ربما كانت المكاتب العقارية أكثر من عدد الأراضي المطروحة للبيع.
يشترون ويبيعون يومياً.. وهؤلاء.. هم الذين يقفون وراء هذا الارتفاع الكبير في أسعار بعض الأراضي.. حيث يرتفع السعر بشكل يومي..
إن مشكلة بعض تجارنا.. هو وضع «فلوسهم» في مشاريع غير منتجة.. وغير نافعة ولا قيمة لها.. مثل وضعها في العقار بدلاً من مصنع منتج أومشروع حيوي نافع.. أو استثمارها فيما ينفع الوطن والمواطن.
مليارات الريالات في أراضٍ بيضاء جرداء.. يصل سعر المتر فيها إلى ألف ريال.. مع أن سعره الحقيقي مائتا ريال أو أقل.
مساهمات ومخططات وتوسع لا مبرر له.. حتى الأرض التي بيعت بسعر المتر ريال أو ريالان أو ربع ريال.. صار سعر المتر ثلاثمائة ريال بفعل هؤلاء.
لنضع هذه المليارات في مشاريع منتجة.. ولنستثمر أموالنا بطريقة صحيحة..

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved