أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 5th July,2001 العدد:10507الطبعةالاولـي الخميس 14 ,ربيع الثاني 1422

عزيزتـي الجزيرة

هذا الموقف أبلغ من ألف كلمة
قطع الإشارة فشلَّ نفسه وقتل غيره
عزيزتي الجزيرة
حوادث المرور تعد القاتل الثاني في المملكة العربية السعودية بعد الأمراض المعدية، واعتقد انه ليس هناك عائلة إلا فقدت احد افرادها في حادث مرور وتشير احصائيات المرور ان ضحايا الحوادث بلغت «50000» حالة وفالة خلال العشرين عاماً الماضية، ومازالت حوادث المرور تحصد ما يقارب من 8000 شخص كل عام، وكذلك تشير الاحصائيات الى ان ثلث اسرّة المستشفيات يشغلها مصابو الحوادث المرورية، والكثير منها يصابون بعاهات مستديمة تحد من نشاط الفرد وتؤثر سلباً على انتاجيته فيصبح عضواً مستهلكاً لا يساهم في عملية تطوير وبناء مجتمعه، وأوضحت التقارير الرسمية ان حوادث المرور تكلفنا اكثر من 21 بليون ريال سنويا بسبب الإصابات وتلف السيارات والممتلكات العامة والخاصة، هذه الخسائر تقدر بحوالي 4% من الناتج القومي للمملكة العربية السعودية.
إن الإنسان يقف حائرا أمام ما يشاهده في الشوارع، وما تطالعنا به الصحف يوميا عن حوادث الطرق وما تؤدي اليه من وفيات واصابات خطيرة تهدر مواردنا البشرية وتستنزف مكتسباتنا الوطنية.
أما أسباب الحوادث فكثيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر، السرعة الزائدة، التجاوز الخاطئ، قطع الاشارة، عدم التزام او معرفة السائق بالانظمة المرورية، تهور بعض السائقين وخاصة صغار السن والحيوانات السائبة على الطرق السريعة بالاضافة الى بعض العوامل الأخرى مثل حالة الطقس والطريق والعربة بالاضافة الى هذه الأسباب والعوامل فاعتقد ان هناك عاملاً هاماً يغفله الكثيرة من الناس وهم يناقشون ويتحدثون عن اسباب الحوادث وهو عامل الوقت الذي قيل عنه: «الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك» وأنا أكاد اجزم لو ان قائل هذه الحكمة او المثل يعلم بما يدور في شوارعنا وطرقنا من حوادث مميتة لقال: «الوقت كالسيف ان لم تقطعه قتلك».
عزيزي القارئ.. ومن اجل توضيح علاقة الوقت بالحوادث دعنا نتصور ان احداً من الناس لديه موعد عند الساعة 30.8 صباحا، طبعا الشيء المنطقي والذي يفترض ان يحصل هو ان يخرج هذا الشخص قبل موعده بوقت كاف فمثلاً اذا كان الطريق يحتاج الى 15 دقيقة فانه من المفترض ان يخرج الشخص قبل الموعد بنصف ساعة تحسباً لأي طارئ ولكن للأسف قالواقع هو عكس ذلك، ان كثيراً من الناس هداهم الله ينام ملء جفونه واذا بقي على موعده بضع دقائق قام كالذي تتخبطه الشياطين فيركب سيارته على عجل ونظراً لانه بقي على موعده أقل من عشر دقائق بينما يحتاج الطريق الى 25 دقيقة فإن اخانا هذا يحاول ان يعوض الوقت الضائع بالسرعة الزائدة والتجاوز الخاطئ وربما قطع الاشارة ويكون عدواني السلوك فلا يعطي افضلية المرور لأحد فهو في صراع مع الوقت ومع كل من يقترب منه وكلما اقترب الموعد زاد في سرعته وبتصرفاته الطائشة التي قد تؤدي الى مالا تحمد عاقبته.
وفي الختام عزيزي القارئ دعني اضرب لك مثالاً حياً وواقعياً على ارتباط الكثير من الحوادث المرورية بعامل الوقت: لقد سألت شخصاً قد تعرفت عليه مؤخراً عن سبب اصابته فقال: كنت متأخراً عن المحاضرة «فحطيت رجلي» وعندما حاولت ان ألحق إحدى الاشارات قبل ما تحمر فجأة طلعت لي سيارة فحصل حادث توفي على اثره سائق السيارة الأخرى واصبت انا بشلل نصفي، اعتقد ان هذا الموقف ابلغ من ألف كلمة لأنه يصور لنا ارتباط بعض الحوادث وربما الكثير منها بعامل الوقت.
عزيزي القارئ لا تنس ان تعطي نفسك متسعاً من الوقت لكي تصل الى المكان الذي تريده بأمن وسلام.
د. سليمان الجربوع
الحرس الوطني

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved