أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 6th July,2001 العدد:10508الطبعةالاولـي الجمعة 15 ,ربيع الثاني 1422

أفاق اسلامية

نبض المداد
فادع الله ألا أتكشف!!
أحمد بن محمد الجردان
نعم هي تكره العري والتكشف!!، فها هو الصحابي عطاء بن أبي رباح يقول قال لي عبدالله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين : ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فقلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف، فادع الله تعالى لي، قال: )إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله تعالى أن يعافيك( فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف، فادع الله ألا أتكشف، فدعا لها: متفق عليه.
لقد قرنت رضي الله عنها صرعها بتكشفها فقالت: )إني أصرع وإني أتكشف( ولم تقل: )أني أصرع( فقط وذلك يعني أنها لا تحمل همّ الصرع وحده بما فيه من الألم الجسدي المترتب على ذلك المرض على الجسد كله فمن الرأس إلى أخمص القدم يهتز من أثر الصرع ثم يقع بدون اختيار ومن ثم لا حراك، وبما فيه أيضاً من الرهق النفسي المترتب على نظرة من لا خلاق لهم من تنقص وغيره أو نظرة شفقة قاتلة ممن يرون أنهم يحسنون وإذا هم يفسدون ولكن لا يشعرون، بل تحمل معه هماً آخر يماثله ألا وهو التكشف!!.
إنها تتكشف ولكن بغير إرادتها وتشتاق إلى الستر شوق الأرض العطشى للماء وتكره العري ولو كان رغم أنفها وتراه رذيلة تفر منه فرارها من الاسد!!.
وبعض نسائنا اليوم يتكشفن بإرادتهن بل يتبارين أيهن تبدع تكشفاً وتبرجاً!!، إنه تباين واضح سره وجوهره الإيمان الذي قد رسخ رسوخ الجبال في قلبها رضي الله عنها حتى غدت ترى الستر فضيلة، أما بعض نسائنا اليوم فقد غاب عنهن ذلك الإيمان غياب القمر عن ليالي أواخر الشهر حتى غدت إحداهن ترى الستر رجعية وتخلفاً والعري تقدماً وتطوراً!!، إنه انتكاس المفاهيم وفساد الفطر ونتاج متوقع لاتباع خطوات الشيطان وأتباعه!!
نهار وليل
قال الشاعر:


نهارك يا مغرور سهو وغفلة
وليلك نوم والردى لك لازم
يسرك ما يفنى وتفرح بالمنى
كما غُر باللذات في النوم حالم
وشغلك فيما سوف تكره غبّه
كذلك في الدنيا تعيش البهائم
وفعلك فعل الجاهلين بربهم
وعمرك في النقصان بل أنت ظالم
فلا أنت في اليقظان يقظان حازم
ولا أنت في النوام ناج وسالم
فلا تحمد الدنيا ولكن فذمها
ولا تكثر العصيان إنك ظالم


أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved