أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 6th July,2001 العدد:10508الطبعةالاولـي الجمعة 15 ,ربيع الثاني 1422

أفاق اسلامية

رياض الفكر
سلمان بن محمد العُمري
خطبة الجمعة.. المسؤولية الكبيرة
الجمعة في الإسلام لا تخفى أهميتها على أحد، وصلاة الجمعة صلاة مفروضة، يقول جل جلاله: «يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع..» الآية، ولصلاة الجمعة أهمية استثنائية، فهي تمثل عموداً كبيراً في البنيان الإسلامي، فعدا الصلاة والعبادة والاجتماع الحاصل، هناك خطبة الجمعة، تلك الخطبة التي بنيت عليها أحداث التاريخ الإسلامي، والتي كانت درساً دائماً خالداً يوجه المسلمين الى الصحيح في دينهم وعبادتهم، ويقوم سلوكهم، ويهذبهم، ويرشدهم لما فيه صلاحهم، ولما يحبه الله ويرضاه، لقد أعطت خطبة الجمعة المسجد في الإسلام مكانة أسمى وأرقى، وزادته وقاراً وهيبة، ومن هنا كان الحرص كل الحرص - في كل العصور الإسلامية - على ان تحظى خطبة الجمعة بما يليق بمكانتها، وعظيم شأنها من تقدير واحترام ومكانة سامية رفيعة.
إننا - والحمد لله - نعيش في ظل بلد رضع الإسلام وتربى عليه وله، وفي كنف حكومة جعلت القرآن الكريم دستورها، وحفظت سنة خير المرسلين - صلى الله عليه وسلم - وتمسكت بها، وجعلتها رائدة، كما اننا أبناء شعب مسلم عريق نبيل ساهم، ويساهم في نصرة الإسلام والمسلمين في كل زمان ومكان.
لا عجب - والحال هذه - أن نرى امتداد اليد المسلمة الخيرة في بلادنا مقدمة الخير كل الخير للمسلمين في أصقاع الأرض قاطبة، ولا عجب ان رأينا الاجتماع بالمسلمين، والاهتمام بشؤونهم يتجاوز حدود المملكة الحبيبة ليصل الى كل بقعة على وجه البسيطة، ومن بين تلك الشؤون قضايا المساجد وبنائها والسهر على همومها وتزويدها بالدعاة والأئمة وعشرات الملايين من المصحف الشريف وترجمات معانيه إصدار مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، والكتب الدينية المتنوعة، وما الي هنالك من أمور ساهمت وتسهم في نصرة الحق والإسلام في كل أرجاء المعمورة، وإذا كان هذا ما يحصل بعيداً، فما بالك بداخل المملكة، لقد أصبحت بلادنا مجتمعاً إسلامياً مثالياً، وقدوة يحتذى أثرها في كل أرجاء المعمورة بفضل الله، ثم بما قامت به قيادتنا الراشدة، وأبناء شعبنا الغيورون من جهود لإثراء العمل الإسلامي، وإعلاء راية الدين الحنيف، وكان للمسجد نصيبه الذي يستحقه من الاهتمام، وبنفس الوقت تحمل المسجد دوره الكبير في إطار هذا النهج العظيم.
لقد انتشرت المساجد في كل المملكة من أقصها لأقصاها، وجهزت بكل ما يلزم، وسهر عليها أولو الأمر وأبناء المجتمع الغيورون على دينهم ومعتقدهم، فكانت المساجد عندنا انموذجاً للحالةالإسلامية وتطبيقاً أميناً وصحيحاً لنهج السلف الصالح، عليهم رضوان الله تعالى.
ومما لا شك فيه أن الحياة لا يوجد بها كمال، فالكمال لله سبحانه، فهناك دوماً مستجدات وقضايا قد لا يتوقعها الإنسان، ولذلك جاءت الذكرى النافعة لتذكير المؤمنين كمطلب في الحياة الإسلامية.
نلاحظ أحياناً ان الخطيب قد يتأخر لسبب طارئ خارج عن إرادته، والتأخير وارد ومعذور صاحبه ما دام عذره وجيهاً، وخطيب المسجد لدينا معروف من هو؟ ولذلك نستبق - والله أعلم - أن يكون العذر غير وجيه، ولكن قد يحصل أن يغيب الخطيب كلية، وأيضاً لسبب طارئ، وهذا أيضاً ممكن ووارد، ويجب توقع حدوثه، وقد حصل لي أن رأيت حالات حصل فيها هذا، حيث أذكر في إحدى المرات كنا في المسجد بانتظار خطبة الجمعة والصلاة، وتأخر الشيخ طويلاً، ومن ثم تشاور بعض الأشخاص الطيبين مع بعض من حوله، وخرج بعدها من المسجد لعيود بأوراق يتصفحها فهمت أنها خطبة جمعة، وصعد الي المنبر جزاه الله عنا كل الخير - وألقى الخطبة -، ولم يخف علينا أنه قد أصيب ببعض الارتباك وقتها، فالموقف صعب، ويحتاج لمران وتدريب، ولكن ندعو الله له بالثواب الجزيل على طيب فعله وجميل عمله، وإنني إذ اقترح ان يكون هناك خطب جمعة جاهزة ومعدة سلفاً تناسب أيام الجمع خلال السنة، ويحتفظ بها في المساجد لحين الضرورة ولوقت طارئ كالذي ذكرت، وعندها يمكن للمؤذن أن يقرأها، لأن صاحبنا - جزاه الله كل خير - عمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه أتى بخطبة قوية في أسلوبها، عميقة في معانيها، صعبة في ألفاظها، وكانت طبيعة الحال في غاية الصعوبة على قارئها الذي ظهر عليه الارتباك كثيراً، وهو - إن شاء الله - مأجور على فعله الطيب المبارك.
وبهذه المناسبة نتمني ان يكون كل المؤذنين على قدر المسؤولية، وان تعذر على المؤذن ذلك، فيمكن لأي شخص قادر على ذلك أن يقرأ الخطبة المدروسة والمعدة مسبقاً.
وأولاً وأخيراً يبقى رجاؤنا ألا تتكرر هذه القصص، ولكن الواقعية تفرض علينا ان نتنبه للحظات كهذه، وخصوصاً اننا بلد يحتضن الإسلام وكل المسلمين، ولكي تبقى بيوت الله عندنا كما أرادها - الله تعالى - «في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة...». والله المستعان.
alomari1420@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved