أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 7th July,2001 العدد:10509الطبعةالاولـي السبت 16 ,ربيع الثاني 1422

مقـالات

كل سبت
الأقربون أولى بالمعروف
عبدالله الصالح الرشيد
تلقيت رسالة بالفاكس من مواطنة تشكو بعض همومها، وتقول انها تقوم على رعاية أبنائها وبناتها بعد ان فقدت زوجها قبل ثلاثة عشر عاما، وان أمورها المادية على ما يرام وتمتلك منزلاً مناسباً ولكن أكبر أبنائها بلغ به الاحتساب ومسايرة أنداده إلى الانقطاع عن دراسته والاسترسال والانهماك بكثرة السفر معهم هنا وهناك بحجة تفقد احوال المسلمين والاطلاع على أوضاعهم رغم انه صغير السن نسبيا الأمر الذي جعله بالتالي يغيب شهوراً والضحية كما تقول امه هم إخوته وأخواته الذين يفتقدونه مما أثر على انتظامهم في الدراسة وإهمالهم لواجباتهم وتساهلهم حتى في واجباتهم الدينية والأسرية، وتقول أيضاً انه عندما يعود يكون مرتبطا بنظرائه ليل نهار ولا يجلس في البيت إلا فترات قصيرة، وانها طلبت منه المواءمة والموازنة بين واجباته المنزلية والتطوعية فلا تجد منه الا اجابات شفهية غير واقعية الأمر الذي اضطرها بالنهاية إلى الاهتداء إلى اسم الشخص الذي يوجهه هو وزملاءه وفاتحته بالأمر وشرحت له الحال لكنها جوبهت بنصائح صارمة مفادها ان ابنها يقوم بأعمال خيرية لخدمة المسلمين ولرفعة شأن الدين وانها وبقية اولادها وبناتها لهم الله يحميهم ولم يشفع لها ما شرحته من تردي الأمور في حالة غيابه وتركه واجباته تجاه والدته واخوانه الذين هم في حالة يرثى لها وأحق بالرعاية والعطف والشفقة كما يقال «الأقربون أولى بالمعروف» وفي القرآن آية يقول الله فيها «وبالوالدين إحسانا» وتقول في ختام رسالتها انها عرضت الأمر في النهاية على بعض العلماء الأجلاء وأيدوا موقفها ولكن ابنها ورفاقه وحتى كتابة هذه الرسالة لا تدري أين يقيمون وتقول ربما انهم كما تعودت من قبل في إحدى الدول الافريقية، وتسألني ماذا تفعل.. وقد احسنت الظن بي وفقها الله وحيث ان الفقير إلى الله الضعيف بجهده وجهاده محرر هذه السطور ليس من اهل الفتوى ولا من أصحاب الرأي ولست والحق يقال ملما بعلم النفس ولا علم الاجتماع ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه ولكن كما يقول احد الحكماء ان تضئ شمعة واحدة ولو ضعيفة احسن من ان تستسلم للظلام او تشمت به، فأنا أقول لهذا الشاب المتحمس المندفع كما أقول للشخص الذي يوجهه هو ورفاقه طوال العام، ما قاله سيد البشرية وخاتم الأنبياء والمرسلين الهادي البشير الذي لا ينطق عن الهوى حين «أقبل رجل إليه صلى الله عليه وسلم وقال له: انني اشتهي الجهاد يا رسول الله غير اني لا أقدر عليه، فقال عليه الصلاة والسلام هل بقي من والديك احد؟ قال الرجل نعم: بقيت امي فقال له النبي عليه الصلاة والسلام قابل الله في برها فإذا فعلت ذلك فأنت حاج ومعتمر ومجاهد، وما أكثر ما ورد في طاعة الوالدين والبر بهما في القرآن والسنة وسيرة السلف الصالح، وفقنا الله وهدانا جميعا إلى طريق الخير والصواب.
للتواصل فاكس 2786864 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved