أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 7th July,2001 العدد:10509الطبعةالاولـي السبت 16 ,ربيع الثاني 1422

عزيزتـي الجزيرة

على نمط المقولة المشهورة
وراء كل شاب منحرف أب مهمل
عزيزتي الجزيرة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أحمد الله انني من قراء هذه الصفحة التي تعتمد على المبدأ الرصين، وعلى تجاوب الآخرين فكانت صفحة مليئة بما هو حيوي، ويهم بالاخص المجتمع السعودي ادام الله عليه الامن والراحة.. وارجو بعد ان كنت من المشاركين فيها بالقراءة ان اكون من المشاركين كتابة، فاقول وبالله التوفيق.. إنه يجب على كل فرد من الجنسين ان يقر بحكمة الله في الكون وان جاءت النتيجة على ما احب فإن لذلك حكمة وعليه ان يحفظ النعمة ويشكر الله على تيسير الامور له.. اما ان جاء الامر على مايكره بعد فعل الاسباب فليرض بما قسمه الله له، وليؤمن بحكمة الله، فلربما يكون في ذلك صالحه في الدنيا وأجره في الآخرة، والمرء المؤمن بكفالة الله سبحانه لن يسخط ولو تكالبت عليه المحن ولكنه في الوقت ذاته يجب عليه ان يراجع حساباته، ويبحث في سبب الخلل، وان يحاول جاهدا اصلاح نفسه ومن يعوله وما التوفيق والهداية الا من الله تعالى..
لقد تابعت بنهم ماعرضه التلفزيون السعودي مشكورا في برنامج «دين ودنيا» فحمدت الله ان تلفزيوننا مازال بخير وأخص بشكري مقدمه الفاضل «عبدالمحسن البكر» له من الله الشكر ومتعه بجنته.. لقد كان هذا البرنامج يدور حول موضوع الانحراف وخطر المخدرات، وكم اقشعر بدني وجاشت عبرتي لما رأيته من مناظر كئيبة لشبابنا الذين سقطوا في آفتها، وكم أسعدني ايضا ما رأيته من جهود حول معالجة هذه الآفة معالجة وقائية متمثلة بدائرة مكافحة المخدرات ومعالجة عضوية ونفيسة متمثلة بمستشفى الامل، وهذا يعود لفضل الله تعالى ثم لإحساس الحكومة اعزها الله ولأفراد هذين الجهازين وعلى رأسهم وزير الداخلية سمو الامير نايف بن عبدالعزيز حفظه الله ذخرا وعونا لشباب الامة الاسلامية.. وقد أتحفنا البرنامج بآراء عدة في هذه القضية وهي قضية الانحراف وكل أدلى بدلوه بنية خالصة. وكل ارجع الاسباب ودوافع الانحراف الى التربية او السفر للخارج او رفقة السوء او عدم الوعي، وهكذا وجميع هذه الاسباب يجمعها سبب واحد الا وهو انعدام الوازع الديني.. ولكن اريد ان أضيف سببا واحدا ولا اريد ان يغضب مني الأباء.. فأقول: إننا في وقت يحتاج فيه الاب الى اب بمعنى ان اولياء الامور حاليا يحتاجون إلى اولياء امور وبكل صراحة اقولها: ان آباء هذه الايام يفتقدون الى ابسط صور التربية حتى لو أرادوا التربية فمصيرهم الفشل الا بقدرة قادر، فكما يقال «وراء كل رجل عظيم امرأة» فأنا اقول: «وراء كل شاب منحرف اب مهمل» وعلينا قبل ان نعالج المنحرف ان نعالج اب المنحرف، ان اب اليوم ولا اعمم انيطت به اعظم مسؤولية وهو يفتقر الى مقومات نجاحها، فكيف ننتظر من اب او فتاة تشاهد اباها مدخنا.. ومتكاسلا بفروضه ومتكرر الاسفار للخارج ويتوج اعماله بأن يسمح بدخول القنوات الفضائية من كل مكان ويتناوب الابناء على مسك «ريموته» وماذا ننتظر ايضا أوكل السائق على ابنائه في كل شيء حتى يتسنى له «الانبطاح» في الاستراحة او في المقهى مع اصدقائه ونسي او تناسى ان هناك رجلا اجنبيا متربعا في بيته، وقد تولى امور البيت والاولاد وبمنتهى الصلاحية المطلقة.. انا لا اقول هذا تشمتا او افتراء ولكنه الواقع الذي نشاهده وما خفي كان اعظم.. اذا فليسمع الآباء ناقوس الخطر إن لم يبادروا الى إصلاح انفسهم قبل اولادهم، فصلاح الابناء من صلاح الآباء وفسادهم من فساد الآباء.. اقول قولي هذا وأسال الله الكريم ان يحمي شبابنا وشاباتنا من آفة المخدرات وغيرها من الشرور، وان يديم علينا مثل البرامج النيرة، والله من وراء القصد.
عبدالله المشيقح
بريدة

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved