أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 7th July,2001 العدد:10509الطبعةالاولـي السبت 16 ,ربيع الثاني 1422

تحقيقات

إطلالة من قصر خراش على مرابع زيد الخيل
اكتشافات أثرية جديدة تجعل من فيد عروساً أخرى في الشمال
كهوف ومغارات على عمق 25 متراً تؤكد وجود حياة سابقة تحت الأرض
* * حائل/ عبدالعزيز العيادة وناصر الرابح:
أدت الاكتشافات الأثرية المتتالية في مدينة فيد التاريخية إلى بزوغ اسمها من جديد في عالم اليوم كأحد أهم المدن الأثرية بمنطقة حائل وتعود مدينة فيد إلى عصر ما قبل الإسلام والشاهد على ذلك قصر خراش الذي ما زال يحكي جزءاً من ذلك التاريخ وقد سميت ب(فيد بن حام بن نوح) كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اقطع فيد لزيد الخيل لما قدم إليه وكانت تشتهر فيد بأنها في منتصف طريق الحاج العراقي من الكوفة إلى مكة المكرمة ويعد حمى فيد من أشهر الاحماء في عصره وأول من حماها عثمان بن عفان رضي الله عنه وتشتهر فيد بالكعك الذي يضرب به المثل وبالعديد من المواقع الأثرية المشهورة مثل قصر خراش وبركة زبيدة الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة التي أنشأتها زبيدة زوجة هارون الرشيد وأم الخليفة الأمين، وكان جلالة المغفور له بإذن الله الملك فيصل بن عبدالعزيز قد وجه بتجديدها آنذاك.
مواقع أثرية أخرى
وهناك مواقع أثرية أخرى مثل عين النخلة التي احتفرها عثمان بن عفان رضي الله عنه وبئر الخيمة وبئر الخويمة التي تعد كأحد العجائب الباقية في فيد حيث أنشئت وكأن الهدف من إنشائها ايجاد حياة تحت الأرض ب(25) متراً حيث قام مراسل (الجزيرة) بالنزول في أعماق هذه الآبار وداخل الكهوف تحت الأرض التي تكتسيها طبقة شبه حجرية وأجواء رائعة تلطفها رطوبة متوسطة نسبياً ويوجد بالداخل سراديب متصلة بالآبار الأخرى تحت الأرض ويشكل طول أحد هذه السراديب أكثر من كيلو مترين ويقال انه يتصل بقصر خراش من أسفل بحيث يخرج منه الذي يسير فيه إلى وسط بهو قصر خراش القديم كما قيل ان هذه التجاويف تحت الأرض كانت تستغل بذكاء من شجعان فيد لحمايتها بحيث كان لا أحد يستطيع التغلب عليهم لقوتهم ولقدرتهم على المخادعة واستغلال هذه التجاويف والانقضاض على الخصوم بغتة وإبادتهم ولأهمية هذه الآثار ولغنى فيد بالمواقع الأثرية وأهمية اكتشاف أسرارها ونقل ما حصل لنا من رحلة مثيرة تحت أعماق الأرض ب52 متراً وما واجهناه من صعوبة في الوصول إلى المواقع الأثرية وسقوط أحد العمالة من السلم وتمكن المرشد السياحي من الإمساك به قبل أن يهوى صريعاً إليكم هذا الاستطلاع الذي يحكي قصة الكرم في فيد وعشقهم للتحدي من زمن زيد الخيل إلى زمن عبدالرحمن العباس ورفاقه في لجنة تحسين فيد الذين أخذوا على عاتقهم تطوير فيد وجعلها واحة غناء تستقبل المهتمين بالآثار والماضي العريق وتكرمهم في ظل دعم ورعاية حكومتنا الرشيدة واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة حائل اللذين يوليان اهتمامهما بالمنطقة عموماً وفيد كإحدى المدن القابلة للتطوير والنماء بما تكتسبه من أهمية وما تحتويه من مناظر طبيعية خلابة ومن مواقع أثرية غنية.
زعفران وشجاعة
ففي البداية نورد قولهم الفيد هو الزعفران وكأن فيد تخبر عن أهلها وكرمهم وهو الجانب الأول المضيء في أهلها ويعبر عن طيبتهم.
وقال ابن منظور: الفيد الموت. وهو الجانب الآخر لشجعان فيد، فليس لأعدائهم سوى الموت إذا عادوهم ولهذا عرفت فيد بقوتها ومنعتها وكانت مصدر أمان للحجاج وبها يتركون أمتعتهم حتى يعودوا من بيت الله الحرام راجعين إلى ديارهم وهي إشارة إلى أمانة أهالي فيد وسمو أخلاقهم من قديم الزمن.
وتقع فيد جنوب جبل سلمى الشرقي بقرب الدرجة 30َ42ه طولا و10َ 27ه عرضاً شمالياً تقريباً.
وقد قال الشاعر العربي المعروف زهير بن أبي سلمي:


ثم استمروا وقالوا ان مشربكم
ماء بشرقي سلمي: فيد أوركك

وقال لبيد:


مدية حلت بفيد وجاورت
أهل الجبال فأين منك مرامها

كما قيل شعراً:


ألا ليت شعري هل إلى فيد أوبة
فأرتاح بعد البين من ما عرانيا
أحنُّ إلى فيدٍ وأصبو لذكرها
وكنت امرأً غريباً شامياً
إذا ذكر السماء نجداً ذكرتهم
وهاج الشجى منى فأجرى المآقيا
سقى الله إياماً بأفياء حائل
وأكناف سلمى زاهيات حواليا

لهذا لا يستغرب أن يتوارث الجيل الحالي من أهالي فيد هذه السجايا الكريمة الرائعة وأن تستمر ديرة الزعفران وزعفران الديار بهكذا قالب لا يشاركها فيه إلاّ فيد نفسها ولكن آثار فيد في مواقعها المختلفة تختلف عن بعضها البعض في كثير من الأشياء ولهذا سوف نقسم هذه المواقع إلى أقسام وكل موقع سوف نتحدث عنه باستقلالية عن المواقع الأخرى.
قصر خراش الأثري
مبنى متهدم لم يبق منه سوى أساساته الضخمة المبنية من الصخور الحجرية السوداء بأحجام مختلفة وهو محمي الآن من الدولة ويحيطه شبك وله حارس يقوم على الحراسة ليل نهار وقد تم أخذ العديد من المقتنيات الأثرية منه قبل حمايته وتعتبر إعادة بنائه على أساساته القديمة وحسب إنشائه القديم مهمة وخصوصاً أن طريقه بنائه مختلفة ولها دلالات من الممكن من خلالها أن يقرأ الزائر معالم الأمس بكل وضوح وبهذا تتضاعف أعداد الزائرين لفيد مستقبلاً حيث لم يخف أحد سكان فيد إمكانية استثمارة للموقع بحيث يقوم بإعادة إعماره كاملاً على أن يقوم هو بتشغيله ووضع رسوم رمزية على الزائرين مع وضع الخدمات اللازمة.
مياه زبيدة ومعالم أخرى
منها بركة زبيدة الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة والتي أنشأتها زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد وقد جددها المفغور له الملك فيصل رحمه الله. صعانين: جبل مشهور معروف بهذا الاسم من العصر الجاهلي غرب القفيل ويبعد عن فيد 10كلم.
الجماهير: تضاريس في الحرة الجنوبية ويعمل منها النجر لدق القهوة.
عين النخلة: وهي عين النخل المشهورة قديماً احتفرها عثمان بن عفان رضي الله عنه.
عين الحارة: وهي عين معروفة بالحارة القديمة في وسط الحصن والسوق واحتفرها المنصور.
عين الباروه: وهي العين المعروفة بالباردة قديمة على طريق خارج المنزل حفرها المهدي.
بئر المرجوم: بالمرجوم حي من أحياء فيد
بئر النقيب: في غياض بفيد.
بئر الخيمة: من الآبار الأثرية في وسط الحصن.
بئر الخويمة: من الآبار الأثرية تحت الأرض.
البديعة: من مزارع فيد المحيطة في الحصن.
المالحة: شمال غرب فيد خارج الحصن.
المنيسي: شمال فيد.
حظيف: وهو حظيف اللينة وحظيف العباس وهي آبار قديمة.
الرومي والعماري: بئران أثريتان من فيد القديمة شمال فيد الآن.
العربيس والصبخاء والجرهدي: أثرية قديمة بجوار حصن خراش.
البديع والقطيعة: بجوار عين العباس.
سينان وأبو شجرة: بئران قديمتان جنوب شرق فيد.
غتار وغزيرة: البئر المشهورة بالقدم بحي غزيرة وجنوبها غتار.
طريفات: عبارة عن عدة آبار قديمة باسمها القديم جنوب فيد.
وكلها آبار وعيون قديمة ما زالت تحكي قصص الماضي لتكون شاهداً على عراقة هذا المكان، ويتخلل فيد عدة أودية منها شعيب عمرو بن عباس وأبو كروش والزقدي ووادي فيد والسريحات والتربة والفحل والغويل وأبو مصران بالإضافة إلى مجابي المياه المسماة بالقيعان ومنها قاع الموز وقاع أم عزيز وقاع البقر والقريعا والشنفاوية والبقعاوية وحمى فيد وهي أم برقاء والمفتقر وشناين فيد والوبرية والصدر وجبل دخنا والرتيق.
باحث يدرس فيد
أبلغ أحد المواطنين بمدينة فيد أن أحد الباحثين هو الباحث فهد صالح الحواس يقوم بإجراء دراسات عن العمارة الإسلامية من أجل الحصول على درجة الدكتوراه واختار مدينة فيد لإجراء الدراسات عن العمارة الإسلامية المبكرة في فيد والذي يشد الباحث أن فيد كانت في بداية العصر الإسلامي وخاصة العصر العباسي حيث كانت من المدن التي تقع في منتصف درب الحاج (عين زبيدة) ويعتبرها المؤرخون الرحالة آنذاك من المدن الهامة بعد الكوفة ومكة من حيث الأهمية حيث كان الحجاج القادمون من بلاد فارس والعراق متجهين إلى الديار المقدسة يتوقفون أثناء مسيرهم في مدينة فيد للاستراحة وأخذ ما يحتاجونه حيث كانت رائجة ومزدهرة في ذلك الوقت.
وفيد حالياً ما هي إلا بقايا أو أطلال تدلنا على أنه كان هناك فعلاً سوق رائج وموقع مزدهر وهذا تؤكده الآثار الموجودة من قصور وحصون وبرك وقنوات مائية تغذي الحاج والتي ما زالت معالمها واضحة إلى يومنا هذا.
وهذا مما شجع الدارسين الباحثين بالقيام بدراسات ميدانية بالتعرف عن كثب عن دور مدينة فيد التاريخي الحضاري وهذا ما يقوم به أحد أبناء المنطقة الذي زار الموقع عدة مرات وقام بمسح شامل لمعرفة ما تبقى من مبانٍ وقصور تدل على أن مدينة فيد إحدى المدن الإسلامية المبكرة التي كانت في بداية العصر العباسي مدينة مشهورة ولها دورها الهام في ذلك الوقت.
حيث استطاع الباحث الكشف عن بعض الآثار التي كانت مطمورة في باطن الأرض فقد تم الكشف عن الكثير من التفاصيل المعمارية التي تعود إلي بداية العصر الإسلامي والتي توضح النسيج المعماري لمدينة فيد التي هي متطابقة إلى حد كبير مع ما هو موجود في المدن الإسلامية المبكرة حيث تم العثور على مصنوعات مثل أوان فخارية وأوان زجاجية وأوان حجرية وعملات حيث صنعت الأواني بدقة متناهية بعضٌ منها زخرف بزخرف هندسية متعددة الأشكال بالإضافة إلى وجود بعض المؤشرات والدلائل التي تعطينا معلومات عن دور فيد التاريخي الحضاري، علما أن الباحث سبق أن حصل على درجة الماجستير من جامعة الملك سعود وكان عنوانها العمارة التقليدية بمنطقة حائل وها هو اليوم يعد رسالة الدكتوراه عن مدينة فيد.
فيد الآن
استطاع أهالي فيد أن يجعلوها مدينة حضارية صغيرة وكانت لهم جهود واضحة وبارزة فقد قاموا بإنشاء لجنة تحسين وتطوير مدينة فيد ودعمها مالياً لتطويرها من ناحية النظافة العامة حيث قاموا بشراء سيارات خاصة لجمع النفايات وتخصيص عمالة وتشجير الشوارع وهذا تم على حساب صندوق لجنة التحسين ولكن ما زال الأهالي يتطلعون إلى العديد من الخدمات الهامة منها:
ايجاد مخفر للشرطة والسبب للكثافة السكانية العالية وتوافد أبناء البادية من أجل الالتحاق بالمدارس وتغيير شبكة مياه المشروع الداخلية التي مضى عليها أكثر من 26 سنة وعمرها الافتراضي انتهى وهذا يشكل خطراً صحياً على مستخدميها ولذا يناشدون وزارة الزراعة بتغييرها. كما أنها بحاجة إلى إيجاد تحلية مياه المشروع لأنه لا يصلح للاستعمال الآدمي بشهادة مديرية الزراعة. وبحاجة إلى برج جوال لأن المشتركين أكثر من أربعمائة شخص، لذا يناشدون شركة الاتصالات تلبية الطلب. وبحاجة إلى مكتب خدمات بلدية ودعمها بعمالة النظافة وسيارة خاصة وإنارة الشوارع الرئيسية والفرعية. بالإضافة إلى تزويد المستوصف بطبيب أسنان وفني مختبر وطبيبة نساء حيث قام الأهالي بشراء كرسي للأسنان ومختبر التحاليل ويناشدون وزارة الصحة دعمها بالكوارد الطبية.
وتأسست متوسطة وثانوية فيد 1395ه وحيث ان المبنى الحالي مستأجر ولا يخفى ما يعتري المبنى المستأجر من النقائص التي تكون ضرورية لخدمة الطالب لذا يناشدون وزارة المعارف اعتماد إنشاء مبنى حكومي خاص.
ونشير إلى قيام الأهالي بإنشاء طريق فيد تخاييل على حسابهم الخاص وبمشاركة بعملية الردم من قبل إدارة الطرق بحائل إنه قوبل باهمال الصيانة من إدارة الطرق بحائل التي سبق أن وعدت الأهالي بصيانته بل إنه يفتقد جميع وسائل السلامة المتعارف عليها عالمياً، والمدينة عموماً بما تحتويه من آثار قديمة وقيمة بحاجة ماسة إلى الجهات المعنية للاهتمام بها لتكون معلماً أثرياً ينهل منه كل باحث وزائر وهذه المطالب جديرة بتلبيتها تشجيعاً للجهود التي قام بها الأهالي من خلال إنشاء لجنة التحسين والتطوير.
فيد في عيون أهلها
يقول عبدالرحمن مطر العباس رئيس لجنة تطوير وتحسين فيد: كانت فيد منذ نعومة أظفاري لا تغيب عن بالي، اقلب المعاجم وكتب البلدان لأملأ نظري من زهرة الزعفران رقة وجمالا وجحفلة الفرس إباءً وعزة.
ويضيف في كتابه الذي ألفه عن (فيد): إن الشيخ حمد الجاسر أشار إلى وصف موزل لفيد عندما مر بها سنة 1915م الموافق 1336 فقال: وقرية فيد لقبيلة أسلم وهي تتألف من ثلاثين كوخاً وكان زعيمهم ابان زيارتنا يدعى ناصر وقد مرت فيد بتغيير كبير عندما بدأ الحجاج السفر بطريق حائل وعندما اتخذت القوافل الطريق المار بواحة العدوة وذلك قبل القرن السابع عشر الميلادي.
وقال ابن بليهد بعد 1366ه: فيد بلد قديم جاهلي وهو باق على اسمه إلى هذا اليوم يقع شرق سلمى وقد ذكروا في تقسيم الطريق بين مكة والكوفة أنها في نصف المسافة بين مكة والكوفة.
وقال الزجاجي سميت بفيد بن حام بن نوح وأهلها ثلاثة أثلاث ثلث للعمريين وثلث لآل أبي سلامة من همدان وثلث لبني نبهان من طيء وهي من ملحقات جبلي طيء ولا يحتاج إلى شواهد على هذا الاسم. فيما أكد محمد جزاع الرضيمان أن مدينة فيد من أعرق المدن فتاريخها ممتد إلى العصور القديمة قبل الإسلام وهي إحدى المدن المزدهرة في العصور الأولى لظهور الإسلام وتبوأت مكانة عالية عندما كانت واحة يرتاح فيها الحجاج في قدومهم وذهابهم إلى ديارهم مشيراً إلى جهود لجنة تحسين فيد في العمل على تكامل الخدمات فيها عبر تبنيها تنفيذ عدد من المشاريع التنموية المهمة بدعم أبناء فيد وبجهودها الذاتية مؤكداً أن ما تحقق سابقاً من إنجازات في فيد يجعلنا نتفاءل بمستقبل أفضل وخصوصاً أن فيد اليوم تحظى بدعم واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة مؤملاً أن يأتي اليوم الذي تتكامل بفيد جميع الخدمات الرئيسية الهامة لتنطلق فيد من جديد وبكل قوة ولتكون كما كانت همزة وصل بين ماضينا العريق وحاضرنا الباسم.
أما فهد ناصر المثيب فقد أشار إلى أن فيد أحد أجمل المدن الزراعية بالمملكة وفيها تزرع محاصيل كثيرة أهمها التمور والفواكه والخضار وقد أبى ألا أن يقدم لنا إهداء خلال هذا الاستطلاع عبارة عن عينات من صناديق انتاجه الزراعي فغمرنا بكرمه غير المستغرب امتدادا لكرم أهالي فيد وألمح إلى أنها تحظى بزيارات الكثير من الباحثين عن الآثار وأن زوارها كثيرون من مختلف المستويات وقال ان آخر من زارها بهذا الخصوص أحد أصحاب السمو الأمراء الذي جاء فقط للتعرف على آثارها وقد امتدحها وامتدح طبيعتها الساحرة، كما أشار إلى أن وكيل وزارة المعارف لشؤون الآثار قد زارها مؤخراً بعد اكتشاف مواقع أثرية جديدة نتيجة لعمليات التنقيب التي أجراها أحد الباحثين من أبناء المنطقة.
وقال إن المنطقة بحاجة لمزيد من عمليات التنقيب والاهتمام بآثارها وكذلك من المهم اقامة متحف كبير فيها وكذلك الاهتمام بالكهف أسفل بئر الخويمة وإنارته ووضع سلالم كهربائية وكذلك ايجاد مركز ضيافة وترفيه بالقرب من هذا الموقع لكي يجد السائح كل وسائل الترفيه والارشاد السياحي عن الموقع.
أما تركي محمد المهنا فقال إن مدينة فيد تعد من أغنى مدن منطقة حائل بالمواقع الأثرية المهمة التي يحكي فيها كل موقع عن حقبة زمنية مختلفة عن الأخرى وهي من المدن الجميلة وطبيعة أهلها أهل الكرم تؤهلها لأن تكون إحدى أهم المدن الأثرية بحائل إذا لم تكن بالمملكة وقال يكفي أنها كانت إحدى ثلاث أهم مدن بعد مكة والكوفة وهذا دلالة على تميزها وأهميتها وطالب كافة الجهات الخدماتية المعنية بالنهوض بمدينة فيد بأن تقوم بتطوير خدماتها فيها لتكون واحة لزوارها من جديد إن شاء الله الذين سيجدون فيها ما لم يروه من قبل.
رحلة المتاعب
عندما حكى لي أحد الزملاء عن فيد وآثارها وعن بئر الخويمة والكهف أسفل البئر وما يحتويه من سراديب وأشكال غريبة وصخور لم أصدق كما لم أكن أتصور أنه بهذا الشكل العجيب والجو الرائع.. إنها كانت لحظات مثيرة منذ أن وضعت رجلي الأولى على سلم يهتز يكاد يسقط أمهر مستخدمي السلالم وحتى وصلت إلى قاع البئر ورطوبة منعشة وظلام دامس لم نستطع الرؤية إلا من خلال مصباح كبير للإضاءة حول الظلام الدامس إلى نهار فتجلى أمامنا منظر مهيب لا يشبهه منظر ولقد حدث لنا أثناء النزول موقف صعب تمثل بسقوط أحد العمالة المرافقين من السلم إلا أن عناية الله انقذته ثم قدرة المرشد السياحي بالإمساك به في آخر لحظة وبقي متعلقاً حتى اجتمع الجميع وأخرجوهما سوياً وهما بصحة وسلامة.
فسرنا في أسفل البئر نستطلع المكان ونحن نلحم بأن يكون مكاناً لمتحف أثري كبير يجمع كل القطع الأثرية القديمة بمدينة فيد وكذلك بعض الخدمات الضرورية والتحسينات الجمالية بالإضافة إلى عمل بعض اللوازم الأخرى لجعل السراديب مواقع لإقامة أنشطة ومسابقات رياضية متنوعة لإحياء هذا الموقع الأثري وكذلك حفر بعض السراديب الأخرى وتوسيعها التي توصل هذه البئر بقصر خراش الأثري.
لقد قال أحد المرافقين اننا نعيش الآن تحت 25 متراً في عمق الأرض وكأنه أراد التأكيد على الأمان الذي نعيشه وكأنه يلمح إلى الهدف من إنشاء هذا الكهف لحماية أهالي فيد أما السراديب فهي توصل بمعظم الآبار فيها وهي تنبىء إلى هدف آخر وهي سهولة مرور شجعان فيد منها وقدرتهم على خداع الآخرين خصوصاً الغزاة ليتمكنوا من القضاء عليهم بغتة.
مرت الساعات ونحن نتجاذب الحديث والمتعة تحت عمق 25 متراً ثم كانت رحلة الصعود إلى سطح الأرض باستخدام السلم.
وبعد
ها هي فيد الحاضر الزاهر والماضي العريق الغنية بالمواقع الأثرية المهمة والمواقع الأثرية الممتعة والخضرة وجمال القرى البكري وبساطة أهلها وطبيتهم وحبهم لإكرام الضيوف انها فيد التي لا تقل عن الكوفة أهمية ولا عن مدائن صالح قوة في بنيانها فها هو قصر خراش شاهد ماثل أمام العيان ولا يحتاج إلا إرادة فولاذية تعيد لشموخ هذا البنيان رونقه ولبئر الخويمة متعتها وللخدمات الرئيسية بمدينة فيد بعض احتياجاتها المهمة لتنعم فيد بكل الخدمات ولتعود من جديد مدينة أثرية تاريخية مهمة تربط الحاضر بالماضي وتعيد الماضي ليعانق الحاضر والمستقبل.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved