أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 10th July,2001 العدد:10512الطبعةالاولـي الثلاثاء 19 ,ربيع الثاني 1421

فنون تشكيلية

أبها تتباهى بقرية المفتاحة التشكيلية
القرية معلم حضاري ومرجع للفنانين وعلامة بارزة في ثقافة المنطقة وفنونها
بعد نظر الأمير خالد تجاه السياحة أنقذ القرية من النسيان وأحالها قطعة فنية
* قرية المفتاحة التشكيلية معلم حضاري وإبداعي وثقافي تتباهى بها ابها من بين بقية المدن هذه القرية لم تكن وليدة صدفة بقدر ما هي نتيجة لبعد نظر رجل يعرف ما في مستقبل السياحة وما يعنيه استباق الزمن فكان للفن التشكيلي وللفنانين موقع قدم وحضن يستقبلهم تتهيأ فيه سبل الراحة ليستلهموا من جمال أبها ما يشبع أحاسيسهم ومشاعرهم ويحرضهم على الإبداع. هذه القرية لها قصة مع الأمير الشاعر والمبدع بالريشة خالد الفيصل هذه القصة ينقلها لنا الزميل محمد القحطاني عبر مكتب الجريدة بأبها بعد زيارته لها والتعرف عن قرب على هذا الإنجاز الذي أثرى الثقافة والفنون السعودية برحيق ازاهير جبال أبها ووديانها يأتي هذا الاستطلاع بعد أربعة عشر عاما هي عمر القرية منذ ولادة الفكرة وحتى هذا اليوم الذي أصبحت فيه القرية بدراً في سماء الوطن
قصة ميلاد قرية المفتاحة التشكيلية
زيارات تفقدية متكررة قام بها صاحب السمو الملكي الأمير خالدالفيصل لقرية المفتاحة في الصيف وفي بداية عام 1408ه.. القرية مهجورة متداعية.. نزعت ملكيتها لتكون مع بعض ما يجاورها من المزارع متنزها ومتنفساً عاماً.. من المتعذر ابقاء القرية على وضعها السابق لصعوبة معالجتها وصيانتها.. لا بد من إزالتها.. لكن ماذا سيحل محلها!؟
لابد أن يحل محلها مركز جذب سياحي داخل المدينة.. مركز الجذب يجب أن يتميز وظيفياً..
يجب أن يحمل خصوصية فن المعمار في المنطقة.. الساحة خالية من مرفق يختص بالحركة الفنية التشكيلية، والفوتوغرافية.. مرفق يحفظ بعض المهن والحرف والمشغولات اليدية المحلية من الاندثار.. أثار هذا الوميض حس الفنان خالد الفيصل ومستشاريه وألهمهم ضرورة التميز الوظيفي للقرية.. وأوحت القرية القديمة لابنها الفنان المعماري صالح حسين قدح بأفكار التخطيط وأسلوب ولغة المعمار وخصوصية هذا المشروع.. فبرزت للوجود قرية قديمة حديثة في مبناها ومعناها.. تقام على نفس الموقع السابق بأبعاد القرية القديمة وطرقاتها ومساحاتها.. تجسد عبر المعمار الحديث مداميك الماضي ورقته، ومصاريع بيبانه ونوافذه وزخرفتها وشرفات بيوته وميازيبها..
الأمر الأهم أنه لا ميزانية لهذا المشروع الطموح من أي جهة رسمية لكن الإصرار انطلق بالعمل في خطوط متوازية وأخرى متشعبة.. وجهت الدعوات إلى القطاع العام والقطاع الخاص موضحة فكرة مشروع قرية المفتاحة التشكيلية والهدف منها.. تسابقت الجهات الحكومية مساندة القطاع الخاص من شركات ومؤسسات وبنوك وأفراد في الاستجابة لهذا العمل الجماعي. والكل يبذل المال والجهد والوقت والفكر بقناعة وبسخاء.. وتشكلت اللجان خلايا عمل دؤوب لاتعرف الكلل..
وما انتصف ربيع الثاني من عام 1408 حتى أبرم عقد بين بلدية مدينة أبها وجمعية البر بالجنوب لاستثمار موقع المشروع لمدة ثلاثين عاماً لقاء أجر رمزي.. فيما تشكلت لجنة عليا للقرية برئاسة سمو الأمير خالد الفيصل راعي المشروع وعضوية مدير عام الشؤون البلدية والقروية، ورئيس بلدية مدينة أبها، ومدير عام الشؤون الاجتماعية، ورئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية، وأمين عام جمعية البر بالجنوب، ورئيس نادي أبها الأدبي، ومدير جمعية الثقافة والفنون بأبها ومدير إدارة التطوير السياحي..وانبثق منها لجان عمل للإشراف على مشروع القرية ومتابعة اعماله.. منذئذ لم تتوقف عجلة العمل عن دورانها الحثيث في جميع المجالات والاتجاهات سوى لافتتاح المشروع عندما أصبح حقيقة ماثلة في بداية صيف عام 1410ه..
افتتاح القرية مفتاح مفاجآت تطويرها
على مسرح القرية المكشوف وخلال إحدى فعاليات ملتقى أبها الثقافي المسائية، في صيف عام 1410ه.. البهجة تشع في وجوه ضيوف ملتقى أبها من رجال الفكر والثقافة والأدب والقلم ومن الفنانين والشعراء لافتتاح أول قرية تشكيلية في المملكة.
ويتنامى بينهم الشعور بالسعادة وهم يستمعون إلى الأمير خالد الفيصل وهو ينقل بتأثر بشرى استحسان خادم الحرمين الشريفين ومباركته لتضافر الجهد والبذل الذي تمخض عن انجاز هذه القرية العروس.. وترقى السعادة إلى ذروتها حينما ينهي سموه إلى سماع الحضور أمر رائد مسيرة العلم والثقافة أيده الله بتحويل القرية إلى مركز ثقافي أطلق عليه في حينه مركز الملك فهد الثقافي بأبها واعتبار قرية المفتاحة التشكيلية نواته وأهم مرافقه.. وتتوج تلك الفرحة رغبة الوالد الكبير في دفع تكاليف هذا المنجز من حسابه الخاص..
كانت تلك المكرمة قوة دافعة لمرحلة جديدة قد تسبق اكتمال المرحلة الأولى.. تضاعف الجهد وشحذت تلك القوة الهمم.. ورفع لمقام خادم الحرمين الشريفين أيده الله في وقت وجيز مخطط متكامل لمركز الملك فهد الثقافي بأبها..
في عام 1411ه رؤي أن المشروع في مرحلته الراهنة يفتقر إلى مرفق هام هي صالة عرض كبيرة خلاف صالات المعارض التشكيلية.. صالة تمكن القرية من استقطاب معارض الكتاب ، والمعارض الثقافية والعلمية والانتاجية والتجارية.. ومعارض المنجزات.. الخ. فتحمس سمو الأمير خالد كعادته حفظه الله وتبنى تشييد صالة المعارض تلك على نفقته الخاصة كي لا يثقل على القطاع الخاص بدعوة جديدة للتبرع من أجل إقامتها.
وما كاد ينتهي صيف عام 1413ه حتى فاجأنا صاحب السمو الأمير خالد بمشروع آخر لتوسعة مرافق القرية تلمساً منه لزيادة دخل القرية يحفظه الله.. ولاسيما أنه أدرك كرئيس لمجلس إدارتها أن القرية لم تعد قادرة على الاعتماد على نفسها مالياً في إدارة وصيانة تلك المرافق.. فكانت التوسعة بنفس مساحة القرية تقريباً.
إنجازات في جبين الإبداع
قدمت القرية الكثير من المناسبات ولمختلف الفنون المسرحية والتشكيلية والفنون الشعبية، أقيم بها العديد من المناسبات الرسمية واستقبلت العديد من الضيوف واستضافت الكثير من الفنانين.
كما أقيم فيها معارض متنوعة لمختلف الفنون البصرية منها التشكيلية او الفوتوغرافية او معارض الكتاب وما زال العطاء مستمرا.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved