أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 11th July,2001 العدد:10513الطبعةالاولـي الاربعاء 20 ,ربيع الثاني 1422

الريـاضيـة

في منتصف الأسبوع
الإعلام الغائب... وحراس المرمى
عبدالله الضويحي
- جعفر باقر ورمزي المحروس حقق كل منهما الميدالية البرونزية «كل في وزنه» في بطولة العالم السابعة والعشرين للشباب في رفع الأثقال التي اقيمت مؤخراً في اليونان.
- حسين السبع حقق المركز الثاني في مسابقة الوثب الطويل في لقاء روما الدولي لالعاب القوى «المرحلة الأولى - الدوري الذهبي».
- بعد ذلك بأسبوع حقق اللاعب نفسه «السبع» المركز الثاني بنفس المسابقة في لقاء باريس سان دوني الدولي «المرحلة الثانية - الدوري الذهبي» والذي ينظمه الاتحاد الدولي لألعاب القوى.
- في نفس اللقاء حقق هادي صوعان الميدالية البرونزية في سباق 400م حواجز.
- قبل ذلك باسبوع حقق هادي صوعان نفس الميدالية الذهبية في سباق 400م حواجز في لقاء براغ الدولي لالعاب القوى.
وفي نفس اللقاء حقق حمدان البيشي الذي اختير كأفضل لاعب ناشئ في العالم عام 2000م المركز الأول في سباق 400م.
هذه بضعة أخبار وقعت عليها عيناي «لا أبالغ ان قلت صدفة»، وانا اتصفح صحافتنا الرياضية خلال الاسبوعين الماضيين .. حيث تم نشرها في مساحات صغيرة لا تتناسب وحجم هذه الانجازات..ولا ترتقي إلى مقدار هذه العطاءات.. في الوقت الذي كانت فيه هذه الصفحات مشغولة ب «المسلسل المكسيكي المدبلج!!».
مدرب الهلال.. ، ولاعبيه.. ومن سجل.. ومن سيسجل ، وما قصته ما الفيفا.. وبطولة اندية العالم.. ريا ل مدريد، ومشغولة بنادي الاتحاد .. والعضو الداعم والعضو الفعال..
وبالنصر ومن سيستمر من لاعبيه .. ومن سيجدد عقده..
وبمدرب الرياض .. ولاعبي الشباب الأجانب.
- جاسم الياقوت ونادي القادسية..
- و... و... حتى مع الأندية الصغيرة .. اعني في ترتيب الدوري .. أو تصنيفها.!
نعم .. انا لا اقول ان مثل هذه الاخبار لا تستحق النشر أو المتابعة فهي «فاكهة الصيف»، بالنسبة للصحافة.. ولكن بشرط ان تكون على حساب العطاءات المكتسبة للوطن وهي الأهم .. خصوصاً وانها موثقة .. واخبار صادقة .. وليست نوعاً من الترويج الصحفي.. أو التسويق الاعلامي..
وفي العرف الصحفي فإن مثل تلك الأخبار «المكتسبات» والإنجازات تعتبر مطلوبة ويبحث عنها القارئ.. أي أنها ايضا إلى جانب كونها واجب تمليه الوطنية .. والامانة الصحفية.. فإنها اخبار تساهم في الترويج الإعلامي للمطبوعة.
لم أقرأ .. تصريحاً لأي من هؤلاء الابطال في صحافتنا المحلية.
ولا تحليلاً لنتائجه..
ولا تعليقاً عليها..
وقضية الوفد الإعلامي وان كانت مطروحة كأحد الأسباب ... إلا انها ليست سبباً رئيسياً في قدرة الصحافة على متابعة الحدث في ظل الانفتاح الاعلامي الموجود حالياً .. والتقنية الموظفة لخدمة ذلك.
نقرأ كثيراً وعبر صحافتنا عن اتصالات هاتفية اجراها محررون مع مسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم .. وسماسرة عقود لاعبين .. ومدربين ولاعبين اجانب للحصول منهم على تصاريح تجاه احداث معينة .. لكننا لم نر أن أياً من هؤلاء كلف نفسه مشقة الاتصال بأحد هؤلاء الابطال أو تابع أخباره.
ومما يؤسف له ايضا ان جميع تلك الاخبار والانجازات كان مصدرها وكالة اعلام اجنبية هي «وكالة الأنباء الفرنسية».
ومن المؤكد أن وكالة الانباء الفرنسية ليست وحدها التي غطت الحدث .. ولكن غيرها من وكالات الانباء العالمية.. ومن المؤكد انها بثته في نشراتها.
وعندما تقوم هذه الوكالات بنشر هذه الأخبار فإنما هي تنطلق في ذلك من اعتبارات ثلاثة:
1 - انها جزء من تغطيتها للحدث ككل.
2 - ان الرياضة السعودية بصورة عامة اصبحت محط الانظار .. وتحتل موقعاً هاماً على خريطة العالم الرياضية.
3 - انها تتعامل مع الخبر.. كونه خبراً صحفياً يستحق النشر... فالإنجاز الذي يحققه الرياضي السعودي بهذا الحجم .. وهو الاعب قليل الخبرة في هذه الميادين قياساًَ بمنافسيه.. يستحق أن يكون خبراً صحفياً بمعني الكلمة .. ويستحق ان يعلن عنه .. ويتصدر النشرات.
ومما يؤسف له ايضا أن يظن اعلامنا بعيداً عن مثل هذه الاحداث .. خصوصاً الإعلام الرسمي الذي لا يتناولها أو يتابعها ونظل نستقي الخبر من مصادر أخرى .. .. وإن تواجد هذا الاعلام فإنما يكون هذا التواجد لمتابعة جوانب أخرى من الحدث... بعد وقوعه.. والإعلام عنه.
ولهذا حديث آ خر .. فيما بعد بإذن الله.
***
قبل ايام تناول احد الزملاء في احدى الصحف موضوعاً يتعلق بابرز حراس المرمى في تاريخ الكرة السعودية «لاحظوا تاريخ»، ويبدوا انه اعتمد على بعض المصادر الانترنتية .. حيث اشار إلى أن أبرز هؤلاء: «أحمد عيد، مبروك التركي، سالم مروان، ابراهيم اليوسف، علاء رواس، عادل رواس، عبدالله ومحمد الدعيع، وأخرون لا تحضرني اسماؤهم ممن لعبوا في العقدين الأخيرين».
والمتابع للكرة السعودية يدرك أن هذه الأسماء هي التي مرت على تاريخ الكرة السعودية الحديث .. وربما في الثلاثة عقود الأخيرة، في حين أننا عندما نتحدث عن «تاريخ»، فإنما نعود إلى ما يقرب من الثمانين عاماً.. وحتى لو اعتمدنا التنظيمات الرسمية والمسابقات اساساً لمثل هذا التقييم فإن هذا يجدر بنا العودة إلى نصف قرن تقريباً، وهذا يعني اننا نظلم آخرين برزوا خلال هذه الفترة عندما نتحدث عن «تاريخ»، الكرة السعودية امثال «عبدالله حجازي، عبدالله سوا، ياسين صالح، جوهر السعيد، تركي بافرط، حامد نقادي، عثمان باطون، على داود، طارق التميمي، أحمد داود.. وغيرهم.
رحم الله من توفاه منهم.. ووهب لمن ابقاه الصحة والعافية.
ولا اعتقد بان المرء بحاجة لأن يكون معاصراً للتاريخ حتى يعطي حكماً كهذا .. فهناك «شهود العصر»، والتاريخ المكتوب، وسعة الاطلاع .. وغيرها من مصادر يمكن أن تعين الشخص على إصدار الاحكام... أو على الأقل اعطاء الرأي في امور كهذه.
انني لا انكر ان بعضا ممن حواهم التقرير يعتبرون بالفعل من ابرز حراس المرمى الذين مروا على تاريخ الكرة السعودية .. لكن آخرين منهم لا يمكن أن يرتقوا إلى مستوى أولئك الذين اشرت لهم.. وربما إلى نصف مستواهم..، وحتى نكون منصفين لابد ان نتحرى الدقة سواء في اختيار الاسماء أو على الأقل في تحديد الفترات الزمنية التي نصدر خلالها مثل هذه الاحكام.
إن الاسماء المطروحة في التقرير هي فقط التي مثلت المنتخب الوطني كحراس مرمى أساسيين خلال الربع القرن الأخير من تاريخ الكرة السعودية وتحديدا منذ انطلاق الدوري الممتاز الذي يمثل التاريخ الحديث للكرة السعودية باستثناء أحمد عيد الذي مثل المنتخب في دورات الخليج الثلاث الأولى وعاصر بدايات الدوري الممتاز وهناك آخرون لم تتح لهم الفرصة بالتمثيل ربما كانوا افضل مستوى من اولئك الذين شملهم هذا التقرير.
لقد اشرت أكثر من مرة ،... وهو مايدركه الجميع أن التوثيق والكتابة عن التاريخ امانة تستوجب الدقة و الحذر .. ذلك ان ما يطرح عبر وسائل الإعلام .. يمكن ان يعتمد عليه كوثيقة رسمية أو كمعلومة دقيقة وصحيحة .. لانها «أي وسائل الاعلام»، تعتبر أحد مصادر المعرفة والمراجع المعلوماتية ، ومن هنا يلجأ البعض إلى الاحتفاظ ببعض ما يكتب أو ينظر فيها في سجلات أو ملفات خاصة يعود إليها عند احتياجه لمثل هذه المعلومات.
كما ان التقييم لابد ان يراعي اموراً كثيرة.. فمن الصعب ان نلجأ إلى الجيل المعاصر لاعطاء رأي أو استفتاء يحكم من خلاله على افضلية نجم ما.. في أي مجال من مجالات الحياة.. ومنها الرياضة.. على مدى تاريخ.. أو عقود لم يعاصرها هو.. ولا يستطيع أن يعطي فيها رأياً دقيقاً.. في حين أن مثل هذه الأمور يفترض أن تتعلق بخبراء عاصروا هذا التاريخ عبر مراحله المتعددة .. ناهيك عن الأخذ في الاعتبار الظروف الاجتماعية .. والامكانات الفنية سواء لدى الفرد نفسه.. أو ما يتاح له بما يساهم في نجاحه وعطائه من خلال تسخيره هذه الامكانات واعتماده عليها في ابراز قدراته الذاتية، وهي عوامل تتداخل فيما بينها.. وتؤثر في بعضها البعض.. بما ينعكس سلباً أو ايجاباً على الفرد.. وصعوده نحو النجومية إلى جانب - وهذا هو الأساس- موهبته.. وقدرته على تطويرها والمحافظة عليها.
والله من وراء القصد.
البريد الالكتروني
RASEEL@LA.COM

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved