أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 12th July,2001 العدد:10514الطبعةالاولـي الخميس 21 ,ربيع الثاني 1422

الثقافية

على ضفاف الواقع
جئت في وقتك
غادة عبدالله الخضير
(1)
* لا جديد في الكلمات..
نعتقد احياناً ان لا جديد في الكلمات..وان كل ما يكتب ليس الا رصفاً لحروف منهكة..
لا جديد في الكلمات..
نعتقد احياناً ان لا جديد في الكلمات..كأنها غسلت ومن ثم جففت..واعيد تشكيلها..كتابة واحساساً..لم يعد ينقصها شيء سوى الترحاب بها!!
لا جديد في الكلمات..
نعتقد ان لا جديد في الكلمات..سوى زيادة مملة في التكرار..زيادة ملحة في الصراخ..
لا جديد في الكلمات..
نعتقد ان لا جديد في الكلمات..هي استهلكت حد الشبع، وشبعنا منها حد التخمة..لم يعد بها ما يغري..سحرها انقلب..ليجعلنا نشعر أن شيئا اختلف..او ربما شيء بداخلنا اختلف.
لا جديد في الكلمات..
نعتقد ان لا جديد في الكلمات..فيما نكتب..فيما نقرأ..فيما نعبر..فيما..
لا جديد في الكلمات..
اعتقد..ان لا جديد في الكلمات..
(2)
«تؤمن..ان قلة اولئك الاشخاص الذي يأتون في وقتهم في حين انهم كثرة اولئك الاشخاص الذين يزاحمون فراغ الوقت ويملؤونه بشيء من السخافات..معتقدين «خطأ» انهم يفعلون لنا شيئاً او يمنحون حياتنا..بعض ملامح البهجة..
يأتون في وقتهم اولئك الذين يعلمون تماماً..معنى إقدامهم..او عطائهم..او نبرة صوتهم او رؤية ملامحهم..شفافية تدفع بهم الينا..تدفع بهم في هذه اللحظة بالذات وحاتمية مفرطة..مغرقة تجعلنا نشعر ان نوافذ الحياة بدأت تجرب حلاوة الاتساع!!
جئت في وقتك..ترى لمن نقولها؟ من يستحقها؟ من هذا الذي يحسب وبدقة متناهية زمن احتياجنا.. فيصبح كمارد علاء الدين..عندما تداعب مصباحه انامل حانية..يخرج هذا المارد..وينتشلنا من احتياجاتنا..او ربما من هملايا احلامنا الشاهقة..
جئت في وقتك..لمن نهمس بها؟! اي ملامح تستطيع اختراق زحمة الذاكرة..ودون ان نحس تتسلل بهدوء وتأتي في وقتها؟!
جئت في وقتك..من يفوز بها؟! من؟!!
صعبة!! الاجابة صعبة لان اولئك الذين يمتازون..بدقة الحضور..لا يحضرون الا في تلك اللحظات التي نغفل فيها عن اشياء عدة..رافعين اعلام هزائم..وانكسار ومتوقفين عن ممارسة الحياة..كأن النهاية تحط رحالها فوق رؤوسنا!! المدهش..انه مثلما هنالك اشخاص يأتون في وقتهم هنالك ارواح تستطيع ان تغيب في وقتها..تختار زمن الغياب مثلما تختار تماماً وقت الحضور..تمتلك خامة واسعة من حكمة..الحضور والغياب..اظنهم الاذكياء..بل اظنهم.. العقلاء!!
(3)
الآن..
هذه اللحظة الحالية..أتأملها بعمق، ساكنه ..هادئة بطيئة..لاشيء يحرك ركودها.. كل الاصوات التي حولي.. تصل عند حدود إحساسي بها..ومن ثم تتلاشى..تختفي كأنني اعيش في تلك اللحظة اعيش بمفردي..فقط انا..وهذا الفضاء، يحدث لي كثيراً ان اتساءل في تلك اللحظات..ترى ماذا سيحدث لي الآن؟!
ترى من سيطرق أبواب صبري ويخرج المفاجأة المذهلة من قدري؟! وينعش هذه اللحظة الفارغة تماماً؟!
ترى من سيمنح أزمنتي التي اعيشها مجتمعة الآن..من سيمنحها قفزة شيقة للفرح..أيجود الزمان..بهكذا قفزة؟! لنرى!! دون ان ننتظر!! دون ان نحسب الزمن..دون ان ندخل في صراع مع الدقائق..باختصار نمارس الحياة دون توقع!! لكن ما الذي يحدث؟ ماهذا الذي يحدث خارج تنظيمي وخططي؟ ماذلك الذي يبرق في لحظاتي؟ من هذا الذي يزأر في خوفي فيمزق توقعي.. وانتظاري؟! انه حاتم الزمن ذلك الحاتم الذي يجيء في وقته..يعرف بذكاء كيف يجيء في وقته ويعرف كيف يوزع كرمه دون ان يسرف!! يجيء في زمن احتياجنا لملامح ترطب جفاف مشاعرنا..لملامح تصلح بداخلنا ما أفسده فقر أن نجد..اليد التي تعطي..والدفء الذي يحتوي برودة هكذا..حياة..
دوماً أنتظر هذا الحاتم ليجيء في وقته!! ويجيء دوماً في وقته..صهيل خيوله..في اذني..لم يخذلني لحظة حاجة، كل هذا يتم في مشهد يشبه الخيال..دون ان أعلم..دون ان انتظر دون ان اتوقع..يأتي في غفلة الغفلة..يطرق بابي..فيجدني امامه..حال قلبي يبتهل حمداً لك..ان في حياتي ما يأتي في وقته..ومن يأتي في وقته.
(4)
أجمل الاشياء هي تلك التي تجيء في وقتها..حتى وان تكبدنا زمناً من الانتظار..زمناً من ذلك البوح اليائس..ان الحياة اصبحت فقيرة حد التسول!

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved