أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 14th July,2001 العدد:10516الطبعةالاولـي السبت 23 ,ربيع الثاني 1422

الاقتصادية

رؤية اقتصادية
شركة الاتصالات بين الترغيب والترهيب
د ، محمد بن عبد العزيز الصالح
ذكرت صحيفة الجزيرة في عددها الصادر يوم الثلاثاء الماضي 19/4/1422ه خبراً مفاده أن احدى شركات الاتصال المحلية قد طرحت شريحة جوال جديدة للاتصال الدولي يطلق عليها الشريحة السويسرية حيث تبلغ قيمتها ثلاثمائة ريال وسعتها خمسون دقيقة من الاتصال الدولي، حيث يبلغ سعر المكالمة للدقيقة الواحدة ستة ريالات لأي مكان في العالم ، كما ذكرت صحيفة الاقتصادية في عددها الصادرة يوم الجمعة 28/4/2000م الخبر التالي: «قررت مؤسسة الاتصال السورية الغاء رسوم الاشتراك الشهري في خدمة الهاتف الجوال والبالغة 3 دولار إلى جانب منح دقائق اتصال مجانية بما يعادل 30 دولاراً شهرياً، وتم كذلك تخفيض اجرة دقيقة الاتصال المحلي على الجوال بنسبة 50% بحيث تصبح 5 ،3 ليرة سورية «سبعة قروش سعودية» ،
وفي الوقت الذي تطالعنا مختلف الصحف بالعديد من الأخبار الدالة على وجود سياسات تنافسية متبعة من قبل العديد من شركات الاتصالات في دول العالم المختلفة رغبة من تلك الشركات في الاستحواذ على حصة أكبر من سوق الاتصالات، أقول على الرغم من ذلك، نجد بأن مصدراً في شركة الاتصالات السعودية يصرح محذراً من استخدام أو شراء شرائح الجوال السويسرية ومندداً بأن الشركة لن تغفل عن مطاردة مثل هذه المخالفات التي تقتحم منطقة امتياز الشركة، ومؤكداً بأن شراء المواطنين لتلك الشرائح غير المكلفة عليهم سوف تتسبب في وقوع خسائر للمملكة أمام الدول الأجنبية، ومشيراً أيضاً بأن شركة الاتصالات السعودية سوف تستخدم حقها القانوني لمنع مثل هذه الممارسات ،
كنت أتوقع أنه في الوقت الذي نجد فيه أن تكلفة الدقيقة الواحدة عن طريق البطاقات مدفوعة القيمة من وسط العاصمة البريطانية لندن الى المملكة تبلغ عشرين بنساً «ريال واحد تقريباً» مما يعني أن ما يتحمله المتصل من بريطانيا الى المملكة لا يتجاوز 20% مما يتحمله المتصل من المملكة إلى بريطانيا، وهذا يرجع بالطبع الى فتح المجال لأكبر عدد ممكن من الشركات المتنافسة لتقديم تلك الخدمة دون حكرها على شركة واحدة، نعم كنت أتوقع من قبل الأخوة في شركة الاتصالات بأن يقوموا بدراسة ذلك جيداً وأن يعدوننا بالعمل على تخفيض رسوم المكالمات الهاتفية بدلاً من تهديدنا بعدم شراء أو استخدام تلك البطاقات ذات التكلفة الأوفر على جيوبنا ،
وكنت اعتقد بأن الأخوة في شركة الاتصالات حريصون على عدم الحاق الأضرار باقتصاد جيوبنا بقدر حرصهم على عدم الحاق الأضرار بالاقتصاد المحلي للمملكة خاصة وانهما مكملان لبعضهما البعض ،
وكنت أعتقد أيضاً أنه في الوقت الذي تسعى فيه الدول جاهدة لاستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية للمملكة، نجد بأن شركة الاتصالات ولمغالاتها غير المنطقية في تقديم خدمات الاتصالات تسهم وبشكل ملحوظ في هجرة الأموال الأجنبية للخارج من خلال قيام ذوي الوافدين في المملكة بالاتصال بهم من بلدانهم بدلاً من قيام الوافدين في المملكة بذلك خاصة اذا ما وضعنا في الاعتبار بأن أعداد الوافدين والعمالة الأجنبية في المملكة تفوق الستة ملايين وافد، علماً بأن تلك الفئة هي الأكثر حرصاً على شراء واستخدام كروت الاتصال السويسرية التي تحاربها شركة الاتصالات السعودية ،
اعتقد بأنه يتوجب على شركة الاتصالات السعودية ان تدرك بأننا نعيش في عصر عولمة الاقتصاد أو بمعنى أدق نعيش مرحلة الأسواق المفتوحة وبالتالي فان السلعة أو الخدمة ذات التكلفة الأقل والأكثر جودة هي التي ستفرض نفسها في تلك الأسواق بغض النظر عن الشركة أو المؤسسة وما اذا كانت محلية أم أجنبية ،
كما أن على الأخوة في شركة الاتصالات السعودية أن يدركوا أن المنافسة في سوق الاتصالات ستكون قوية جداً خاصة في ظل قيام العديد من شركات الاتصالات العملاقة في الدولة المجاوة والتي بكل تأكيد ستلجأ إلى توفير خدمات الاتصالات بأقل تكلفة رغبة منها في الاستحواذ على حصة أكبر من الأسواق بما فيها أسواق المملكة، وعلى شركة الاتصالات الانتباه الى ذلك من خلال العمل على اجتذاب الجمهور لاستخدام خدماتها بدلاً من ترهيبهم وتهديدهم من استخدام الاتصالات المقدمة من شركات أخرى، كما أن على المسؤولين في شركة الاتصالات ان يدركوا بأنهم اذا كانوا حريصين على تعزيز ربحية الشركة كما أنهم حريصون على عدم تضرر الاقتصاد المحلي، فان الزبون حريص على عدم انهاك ميزانية جيبه الخاص بدفع رسوم أكثر مما يجب على خدمات توفرها شركة محلية في الوقت الذي يمكنه ان يحصل على خدمات افضل وبتكاليف أقل حتى لو كانت الشركة المقدمة لتلك الخدمات ليست بشركة محلية ،
اخواني المسؤولين والعاملين في شركة الاتصالات السعودية: أرجو أن لا أكون قد قسوت عليكم في طرحي هذا، ولكننا نعمل جميعاً من أجل مصلحة وطنية واحدة، وقد رأيت انه من المصلحة أن تكون المكاشفة والصراحة هي الأساس الذي انطلق منه في طرحي هذا، قبل أن يأتي اليوم الذي لا نجد فيه أحد يستخدم خدمات الاتصالات السعودية، عندها ستكون الخسارة الوطنية فادحة ،
dralsaleh@yahoo ،com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved