|
| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
لم يغفل الاسلام امر العمالة والعمال بل اعطاه حقه ومستحقه وفصل القول في كثير من احكامهم وقضاياهم. ولقد انعم الله على هذه البلاد بنعم كثيرة من ابرزها نعمة المال مما جعل افواجا كثيرة تفد الى هذه البلاد لكسب الرزق وطلب العيش.. ولجأ كثير من التجار لجلب العمال لتيسير تجارتهم وتشغيل مصانعهم. ونظرا لكثرة العمال في هذه البلاد مع الجهود المبذولة لتقليص اعدادهم نجد ان الحديث عن هؤلاء العمالة وما يتعلق بهم امر هام ولا بد منه، فمما ينبغي التنبه له والتذكير به أمور منها:
1 ان يحرص المسلم ان لايجلب من العمالة الا ما اضطر اليه، سواء كان هذا العامل سيعمل في السوق التجاري او في المنزل كالخدم والسائقين، ولا يكون جلبهم من أجل التفاخر امام الناس او التباهي بهم او من اجل التكسب من هؤلاء العمالة كما يفعل بعض ضعاف النفوس حيث يستقدمون العمال ثم يتركونهم في الشوارع ويطالبونهم بمبالغ عند نهاية كل شهر سواء وجد هذا العامل عملا او لم يجد، ومن الناس من يجلب من العمال اكثر من حاجته، ولا شك ان كثرة العمالة السائبة التي تعيش البطالة تسبب في المجتمع اموراً لا يحمد عقباها من انتشار الجريمة وتفشي السرقات وزرع الحقد في قلوب هؤلاء على اهل هذه البلاد.
2 ان يحرص المسلم على استقدام العمال المسلمين ويبتعد كل البعد عن الكفار لقوله صلى الله عليه وسلم «أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب» هذا وهم اهل الكتاب الذين يعتبرون اقرب من غيرهم من الوثنية وعباد الابقار والبوذيين، وللاسف ان البعض يحتج بان الكفار اكثر نشاطا واكثر امانة ومع علمنا بان هذا الحكم ليس منضبطا، فلنفرض جدلا انهم كذلك هل يدفعنا ذلك لاحضارهم مع ما في ذلك من مخالفة لشرع الله واعانة للكفار على المسلمين، فلنتنازل من اجل ديننا عن نسب ضئيلة من الفروق التي لا تتجاوز 20% بين المسلمين والكفار من حيث النشاط في العمل واتقانه والتفرغ له، بل ان البعض وبكل اسف يقول ان المسلم سيأخذ من وقت العمل نصف ساعة اربع مرات يوميا لاداء الصلاة مما قد يقلص المكاسب، ونسي هذا الجاهل ان الصلاة هي التي تعين العبد على القيام بشؤونه اليومية وكذلك سائر العبادات فالبركة قريبة من المسلم بعيدة من الكافر.
3 ان يؤدي المستخدم والكفيل حق الله في هؤلاء العمالة من حيث المعاملة الحسنة وعدم بخس الحقوق أو إرهاقهم بأعمال شاقة جدا لاتتناسب مع مايتقاضونه من مرتبات او تخالف الشروط التي وقعوا عليها في مكاتب العمل، قال صلى الله عليه وسلم «قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه اجره»، فأين من يحرم العمال حقوقهم لأشهر عديدة، ان لم تكن سنوات ويزعم انه يحفظها لهم وان كان ذلك من غير اذنهم، وانني كلما قرأت الحديث السابق تذكرت «عمال النظافة، نعم انني اتساءل عن شركاتهم ومؤسساتهم ألا يخافون الله فيهم، وكم قابلت من عامل من عمال النظافة يشكو الضيم والظلم وتأخير الرواتب وسوء المعاملة، يأتي السائق وقد امتلأت سيارته بهم ثم يضعهم في الحواري والطرقات وربما وبخهم بكلمات نابية قبل ان يودعهم وثيابهم بالية وحالتهم بائسة، افطارهم لدى المحسنين فالشركة لا يهمها ذلك، فاتقوا الله يا من جلبتم هؤلاء العمال والله سيقفون بين يدي الله عز وجل يحاجونكم فما لكم من مفر في يوم ليس فيه دينار ولا درهم فتحللوا منهم الآن قبل فوات الأوان.
4 ينبغي على المسلمين عامة حسن معاملة العمال والتلطف معهم بلا استغفال ولا استكبار ومن ذلك إفشاء السلام عليهم والبشاشة في وجوههم والسؤال عن احوالهم والحرص على حقهم ما امكن.
ويذكر لي أحد الاخوة أحد الرجال الاتقياء في محافظة عنيزة لما توفي حضر جنازته جمع كبير من العمالة من شتى الجنسيات فلما بحثوا في الامر وجدوا ان هذا الرجل قبل وفاته كان يتعاهد هؤلاء العمالة بالأكل والشرب حتى انه يوزع عليهم البطيخ في موسمه ويتعاهدهم بالتمور وغيرها من الخضروات والفواكه.
5 الحرص على دعوتهم الى الخير ان كانوا مسلمين وللإسلام ان كانوا غير ذلك فالأمر الذي يؤسف له ان العمال يأتون الى هذه البلاد بلاد التوحيد ومهبط الوحي ومنبع الرسالة المحمدية ومع ذلك يمكثون سنوات ثم يعودون الى بلادهم فالكافر يعود بكفره والمسلم لم يتعلم شيئا من امور دينه، فيا لها من نعمة عظيمة ان يأتي العمال من كل اقطار العالم الينا لندعوهم ونرشدهم، وحكومة هذه البلاد لم تنس هذا المجال بل فتحت مكاتب لتوعية الجاليات لدعوتهم، فما عليك اخي المسلم الا ان تتصل باقرب مكتب من منزلك وتخبرهم بجنسيات من لديك من العمالة وديانتهم وهم يزودونك بما يلزم لدعوتهم. وقبل ان أنتقل الى نقطة اخرى هذه مقترحات لدعوة هؤلاء العمال الوافدين اوجهها الى وزارة الشؤون الإسلامية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية علها تجد حيز العمل والتطبيق فتفوز بالأجر والمثوبة:
أ تسجيل العمالة لدى مكاتب توعية الجاليات:
أي أن العامل إذا قدم لا بد من تسجيله في اقرب مكتب دعوة جاليات وضبط ذلك بربط التسجيل بالإقامة او عن طريق مكاتب الاستقدام ومن ثم يتسنى للعامل التعرف على المكتب وايضا المكتب يحاول مراسلته ودعوته.
ب تكثيف المحاضرات والندوات العلمية على الجوامع والمساجد المأهولة بالعمالة كجوامع الاسواق او الصناعيات وغيرها، وارسال مترجم لكل خطبة جمعة حسب الجنسية السائدة في الجامع.
ج وضع مكاتب دعوية لاستقبال العمال الاجانب في المطارات و خاصة الدولية مثل جدة الرياض الدمام.
ومع ذلك كله قد يحصل من العمال اخطاء وتعديات على الافراد او على المجتمعات ولتنوع هذه الاخطاء فلن يتسع المقام لذكرها بل سأشير اليها من خلال بعض الضوابط التي ينبغي ان نعملها مع العمالة، فمن ذلك:
اولا قد يحصل من بعض العمال جرائم اخلاقية او تعديات على حقوق الناس او مشاجرات او قتل او غيره، وللحد من وقوع مثل ذلك يجب ان تراعي وزارة العمل وفقها الله ما يأتي:
ت عدم احضار العمال الا المتزوجين المتحصنين، ولا يخفى عليكم اثر ذلك في الحد من وقوع الجريمة.
ث الزام العامل باجازة اجبارية لمدة شهر كل ستة اشهر او قريب من ذلك ومع ان هذه الاجازة قد ترهق الكفيل او المستقدم الا انها ستجنب المجتمع من اخطار كثيرة من جراء بعد العامل عن زوجته فربما وقع في الفاحشة في بلادنا وتعدى على اعراض الناس.
ج مراعاة سكن العمال بما يتوافق مع الضوابط الشرعية والاجتماعية والصحية وذلك بمنع تجمع العمال في الحارات التي يقطن بها العائلات، او وضع المحلات على شكل غرف وهذا انتشر في الآونة الاخيرة.
د ضرورة تكثيف المراقبة لتجمعات العمالة من قبل الدوريات الامنية وهيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مع القيام بجولات تفتيشية لضمان عدم وجود عمالة متسيبة او محاذير شرعية داخل هذه المساكن، وكلنا امل في وزارة المعارف وفقها الله ان تجد هذه المقترحات متسعا للدراسة واتخاذ ما يلزم.
ثانيا: من الضوابط التي ينبغي ان يراعيها من لديه خادم أو سائق:
أ عدم ظهور المرأة بزينتها امام الخادمة وكذلك عدم المبالغة بتزيين الاطفال امامها مما قد يثير الحسد لديها فتتجه اما للعين او السحر او غيره ولا حول ولا قوة الا بالله.
ب عدم السماح للخادمة باخراج الزبائل أمام الباب وتكتفي بوضعها قريبا من الباب من جهة الداخل وكذلك عدم السماح لها برفع سماعة الهاتف او فتح باب الشارع الا في حالات ضرورية جدا.
ج التأكيد على منع الخادمة من الظهور امام الاولاد الكبار وقد ادى تساهل كثير من البيوت بهذا الامر الى عواقب وخيمة لم تنفع معها الصيحات والآهات فالحذر الحذر من مغبة ذلك.
د منع المرأة من الركوب لوحدها مع السائق ولو كان المكان قريبا، قال صلى الله عليه وسلم «ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما».
ه عدم السفر مع السائق بدون محرم حتى وان كن نساء كثيرات فلا بد من وجود محرم قال صلى الله عليه وسلم «لايحل للمرأة ان تسافر إلا مع ذي محرم».
6 التساهل مع السائقين في مخاطبة النساء والتحدث معهن الأمر الذي جر معه ويلات لا يعلم بها الا الله.
7 كذلك انفراد السائق باحد الابناء او البنات حتى وان كانت صغيرة، فقد يحدث ذلك مخاطر كثيرة، وقد رأيت احد الابناء يطلب من السائق ان يعطيه مبلغا من المال، فربما استغل هذا السائق خاصة ان كان من ضعاف النفوس ربما استغل حاجة الابن او البنت للمال لمآرب شيطانية ولا حول ولا قوة الا بالله.
8 الحذر من خروج الخادمة كاشفة عن وجهها بل يجب الزامها بالحجاب الشرعي، وللاسف ان هذا الامر فرط فيه الكثير فتخرج الخادمة كاشفة عن وجهها وربما لبست القصير او البنطال.
9 إبعاد الاشياء الثمينة عن اعين العمال من الخدم والسائقين ونحوهم.
هذا ما تيسر حول موضوع العمالة وما ينبغي تجاههم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
متعب بن محمد الرشود
الرياض متوسطة حي السلام
|
|
|
|
|
