|
| العالم اليوم
* واشنطن الخرطوم الوكالات:
قام فريق من مسؤولين أمريكيين كبار أمس «الجمعة» بزيارة تستغرق أسبوعا كاملا إلى السودان لتقييم حاجات المساعدات الإنسانية في إطار التأكيد المتزايد لإدارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو. بوش على البلد العربي الافريقي، ويتزعم الفريق الذي يضم سبعة مسؤولين. مدير الوكالة الامريكية للتنمية الدولية أندرو ناتسيوس الذي عين منسقا خاصا للمساعدات الإنسانية في السودان، وسوف يلتقي ناتسيوس مع مسؤولين سودانيين كبار في الخرطوم ويشرح سياسة الادارة الجديدة المتمثلة في تقديم مساعدة إنسانية «محايدة» للشمال والجنوب من للبلاد.
وقال مدير مكتب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لمساعدات الكوارث. روجر وينتر. في مؤتمر صحفي ان الرحلة ستشمل ثلاث زيارات في مناطق شمالية لتقييم وضع الجفاف المتدهور الذي يمكن أن يؤثر على ملايين البشر. وقال وينتر انه يوجد ما يقدر بأربعة ملايين مشرد في السودان بما يفوق أي بلد آخر، ومعظمهم يفرون من القتال في الجنوب إلى أقاليم وسط البلاد التي تتأثر بدورها بالجفاف.
وقال وينتر «في وسط وغرب السودان يفر اللاجئون مباشرة إلى منطقة جفاف»، وكانت الادارة الأمريكية قد غيرت في وقت سابق هذا العام من السياسة الأمريكية السابقة نحو الحكومة السودانية ذات التوجه الاسلامي في الخرطوم بإعلانها أنها ستوفر مساعدات غذائية للشمال. وأرسلت الحكومة الأمريكية سفينة تحمل 000 .40 طن من الحبوب إلى بورسودان لتوزيعها بين القبائل المتأثرة بالجفاف في المنطقة بمحاذاة الحدود مع إريتريا.
وقد بلغت المساعدات الأمريكية للسودان على مدى العقد الماضي 2 .1 مليار دولار إجمالا، وصل معظمها عبر كينيا في ظل برنامج «عملية شريان الحياة في السودان».
هذا وقا ل وينتر ان الفريق الأمريكي سيتجه إلى المنطقة الجنوبية التي يسيطر عليها المتمردون حيث اتجهت الاغلبية الكبرى من المساعدات الإنسانية الأمريكية على مدى العقدين الماضيين.
يذكر أن االمتمردين بزعامة جون جارانج تتمتع بدعم طويل الامد في واشنطن.
وقالت إدارة بوش في وقت سابق انها ستعين مبعوثا دبلوماسيا خاصا للسودان لتنسيق جهودها لإنهاء الحرب الاهلية السودانية والتخفيف من وطأة الازمة الإنسانية في البلاد.
يذكر أن نواب الكونجرس الامريكيين سواء من المسيحيين المحافظين أو الامريكيين من أصول افريقية قد ضغطوا مؤخرا مطالبين بمشاركة أمريكية دبلوماسية وإنسانية أكثر في السودان.
وتطالب الجماعات المسيحية بحماية أكثر للجنوبيين الذين يزعمون أنهم ضحية لحملة موجهة من قبل الخرطوم لفرض الشريعة الاسلامية على البلاد بأسرها، كما تظهر شركات النفط الأمريكية اهتماما متزايدا بالسودان حيث يعتقد الخبراء بوجود احتياطات ضخمة من البترول لم تستغل بعد.
من جهة أخرى أعلن الرئيس السوداني عمرالبشير أمس الأول الخميس عزمه على احترام مبادرة السلام المصرية الليبية لوقف الحرب الأهلية في بلاده، كما اكد سفير السودان في القاهرة أحمد عبد الحليم.
وقال عبد الحليم للصحافة في الخرطوم في ختام لقاء مع الرئيس إن البشير أعرب عن تصميمه على التوصل إلى السلام والمصالحة «عبر الحفاظ على وحدة السودان وضمان حقوق شعبه».
وقد وافقت الحكومة وأبرز الحركات المعارضة على النسخة المعدلة لمبادرة السلام المصرية الليبية التي أطلقت في 1999 وتنص خصوصاً على التعددية الحزبية وتشكيل حكومة اتحاد وطني انتقالية والحفاظ على وحدة السودان وعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية لتطبيق هذه المبادئ.لكن التجمع الوطني الديموقراطي )ائتلاف المعارضة الشمالية والجيش الشعبي لتحرير السودان( يريد أن يضيف إلى نقاط الوثيقة التسع، مبادئ فصل الدين عن الدولة وحق الجنوب في تقرير المصير.وأكد عبد الحليم ان الرئيس السوداني يأمل في أن تتبنى جميع الأحزاب السياسية موقفاً إيجابياً من أجل «السعي إلى اتفاق نهائي سلمي وعادل».وأضاف أن البشير يأمل في وضع «آلية مشتركة» لتطبيق الاتفاقات المعقودة بين الطرفين.
ومنذ 1983 تدور في السودان حرب أهلية بين المتمردين من جنوب السودان والحكومات المتتالية في الخرطوم.
|
|
|
|
|
