أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 15th July,2001 العدد:10517الطبعةالاولـي الأحد 24 ,ربيع الثاني 1422

وَرّاق الجزيرة

من جبال منطقة القصيم
جبل الدَّوْسَرِي
بتشديد الدال وسكون الواو وفتح السين بعدها راء مكسورة فياء اخيرة ساكنة، وهو جبل متوسط الارتفاع، يقع غرب هجرة الداث الواقعة غرب مدينة الرس - بينهما حوالي «7» اكيال. ومجاور لجبل البيضتين من جهة الشمال الشرقي.
يقع الجبل بين خطي عرض «34-25» وطول «30-43» ويرتفع «836» مترا عن مستوى سطح البحر.
يحده من الشمال: هجرة الزهيرية - بينهما حوالي «7» اكيال، ومزارع ام ارطى، وجبل المليساء، ومن الجنوب: هجرة الهمجة - بينهما حوالي «5» اكيال. وجبال الحميمة. ومن الشرق: هجرة الداث، وهجرة الصويتية. ومن الغرب: هجرة الحنينية. وهجرة خضراء.
يجري حول الجبل: وادي الداث من جهة الجنوب والشرق - وهو من روافد الرمة. ومن الشمال: وادي الرمة. ومن الغرب: شعيب جرار.
والجبل يسمى «الدَّوْسَري» ويسمى «الدواسر» ويقول العبودي بأنه يسمى «صفية».
وسوف نستعرض ما قال الكتاب عن الجبل.
قال البكري «معجم مااستعجم 3/838» في رسم «الصُّفَيَّة» بضم اوله وفتح ثانيه، على لفظ التصغير، موضع مذكور في رسم الضجوع.
وقال في رسم الضجوع «3/857» موضع من بلاد هذيل، وبلاد بني سليم، قال ابو ذؤيب:


امن آل ليلى بالضجوع واهلنا
بنعف قوي والصُّفية عير

اقول: بأن البكري لم يحدد موقع الضجوع وصُفَية تحديدا واضحا، بل اكتفى بذكر القبيلة التي تسكن حولها، ولكن المؤكد بأنه لا يقصد صفية «اي الدوسري» التي نحن بصدد الحديث عنها، لان الدوسري من بلاد بني اسد.
اما ياقوت الحموي «معجم البلدان 3/415» فقال في رسم «صُفَيّة» بضم اوله وفتح ثانيه والياء مشددة، بلفظ تصغير صافية مرخما، ماء لبني اسد عندها هضبة يقال لها هضبة صفية وحزيز يقال له حزيز صفية، قال ذلك الاصمعي، وقال ابو ذؤيب:


امن آل ليلى بالضجوع واهلنا
بنعف اللوى او بالصفية عير

قال:قال الاخفش: الضجوع موضع، والنعف ما ارتفع من مسيل الوادي، وانخفض من الجبل، يقول: امن آل ليلى عير مرت بهذا الموضع. قال ابو زياد: وصفية ماء للضباب بالحمى حمى ضرية، وقال ايضا: صفية ماء لغني. قال الاصمعي: ومن مياه بني جعفر الصفية.
اقول: ولا ادري هل كل ما ذكر ينطبق على صفية، التي هي «الدوسري» ام لا. ولكن بيت الشعر المذكور من قول ابي ذؤيب الهذلي، وموقع صفية التي نتحدث عنها وهي «الدوسري» ليست من بلاد هذيل، بل من بلاد بني اسد.
وأما ابن بليهد «صحيح الاخبار 4/29» فقد ذكر صفية حيث نقل ما قال ياقوت عنها - واوردناه سابقا- ولكنه لم يعرفها تعريفا واضحا،ولم يذكر بأنها هي التي تسمى الدوسري.
وتحدث عن موقعين آخرين كل منهما يسمى صفية.
اما الشيخ محمد العبودي «معجم بلاد القصيم 3/962» فقد ذكر الدوسري وتحدث عنه وحدد موقعه، لنقرأ ماقال العبودي.
قال بعد ان ضبطه: صيغة النسبة الى دوسر، او الدواسر في لغتهم، جبل احمر املس عال، تتربى فيه الصقور، وتبيض في اعلاه الطيور الجارحة، لصعوبة الوصول الى اوكارها فيه. ويتطلب اهل البدو الصقور التي تتربى فيه،ويقولون، )الحديث للعبودي( ان الصقور التي تتربى فيه تصيد الثلاث، ومرادهم: الارنب والكروان والحبارى، بخلاف الصقور الرديئة التي لا تستطيع ان تصيد الا الارنب.
ثم قال: وهو ايضا مسبعة تعيش فيه السباع وبخاصة الضباع. ويتطلبها اهل البدو فيه فيصطادونها ويأكلونها.
وقال محددا موقع الجبل: ويقع الدوسري الى جهة الجنوب الشرقي من ابان الاحمر فيما بينه وبين سواج، ولذلك ذكره شاعر عامي من عنزة الذين كانوا يسكنون تلك المنطقة الى ما قبل قرن ونصف من الزمان، بأنه بين ابانات وسواج، قال:


يا طيري اللي ماكره بالطويلة
الدوسري اللي بين ابانات وسواج
سوه على حدب الرقاب الجليلة
واطيري اللي لابرق اليش زعاج

ثم قال: واذا اقبلت مع الطريق الاسفلتي متوجها من الرس الى النبهانية فإنك تشاهد الدوسري الى جهة القبلة منك بعيدا مرتفعا.
وقال العبودي: وعن صقور الدوسري ذكر شاعر من قبيلة حرب التي خلفت قبيلة عنزة في سكنى تلك الديار محبوبته التي اسمها «العاتي» وذكر عيون شيهانة الدوسري، والشيهانة عندهم انثى الصقر الجارح الحر، وهو عمرو بن ناحل من الاحامدة من حرب، قال:


نبي نسير لعقب ذياب
مالي غرض بي ابي العاتي
يا عيون شيهانة المرقاب
بالدوسري حول ابانات

وقال العبودي عن تسمية الجبل: وتسميته مستحدثة لم يكن يعرفها العرب القدماء، وربما كان سببها نزول قوم من الدواسر الذين يسكنون بعيدا جدا عن منطقة القصيم، ويعتبر وصولهم الى منطقة هذا الجبل حدثا غريبا يستحق ان يبقى اثره على المكان ولو كان هذا التخليد غير مقصود. اما اسمه القديم وما حوله من هضاب حمراء فهو «صُفَيّة» او هو هضب صفية، بسبب تعدد الجبال فيه، التي تسميها العامة الان «الدواسر» جمع دوسري.
وقال مدللا على ان اسمه صفية: قال لغدة الاصبهاني: وفوق الداءاث مما يلي المغرب حزيز صفية، وصفية: ماء لبني اسد، وبها هضب احمر يقال له: هضب صفية.
اقول: قول الاصبهاني هذا واضح في هضب صفية، فهو فوق هجرة الداث اي غربية مما يلي العالية، وهي من بلاد بني اسد في صدر الاسلام، وهضاب الدوسري حمر.
ثم اورد العبودي قول ياقوت - وذكرناه سابقا - وقال: بان بيت ابي ذؤيب السابق - الذي ذكر ياقوت - لا يتعلق بصفية هذه، وانما بصفية اخرى. وعلق على قول لغدة، فقال: فهذا الوصف ينطبق على هضب الدواسر هذا فهو فوق الداث مما يلي المغرب، وهو متصل به حزيز ارض صخرية كأنها الحزم منقادة وهو في منطقة كانت لبني اسد في صدر الاسلام.
وقال: ويؤيد ذلك قول الامام نصر الاسكندري الذي يفرق في كتابه بين الاسماء المختلطة بالضبط: صفية: بضم الصاد وفتح الفاء وياء مشددة تحتها نقطتان: ماء لبني اسد، بها هضب احمر ينسب اليها. والاستاذ عاتق البلادي «على ربى نجد 169» فقد مر في رحلاته على جبل الدوسري فقال عنه: كالمنسوب الى دوسر، جبل احمر الى الشمال الغربي من الشبيكية على قرابة «40» كيلا،
وعن مدينة الرس قرابة «50» كيلا. وقد حدده ابن هذال ببيت شعر شعبي - وروى البيت الذي ذكره العبودي - وقال: فقد كان الدوسري وهذه الديار لربيعة ثم لغني ثم لبني عامر ثم لبني لام الطائيين ثم لعنزة الربعية، ثم هي اليوم لحرب. ثم اورد البلادي ماقال العبودي عن تربية الصقور في الجبل، وقال معلقا: وهذا سبب تغني ابن هذال به، لانه قيل ان صقرا كريما عليه تزبن الطويلة احدى قمم الدوسري، وكانت عنزة على عجل وخاصة العمارات قوم ابن هذال، فلما وصلت الى العراق انشد هذا التوجد على ذلك الطير. اما ابن خميس «معجم جبال الجزيرة 2/421» فقد نقل ماقال العبودي عن الجبل.


من حصل له هروج وشاف سن بلوج
راح عمره يا عبيد وهو يدلج ادلاج
القراح القراح وخل عنك الهموج
وانت اللي تعرف الدوسري من سواج

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبدالله بن صالح العقيل - الرس
المراجع.
* المعجم الجغرافي للبلاد السعودية/ بلاد القصيم/ محمد العبودي/ منشورات دار اليمامة/ 1400.
* علي ربى نجد/ عاتق بن غيث البلادي/ دار مكة للنشر والتوزيع/ط1/1406.
* معجم البلدان/ ياقوت الحموي/ دار صادر بيروت/1404
* صحيح الاخبار عما في بلاد العرب من الآثار/محمد بن بليهد/ط2/1392.
* معجم ما استعجم/ البكري/ عالم الكتب/ط3/1403.
* معجم جبال الجزيرة/ عبدالله بن خميس/ط1/1.
* خرائط المملكة «1:250000» لوحة رقم «9-38 NG» الرس.
أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved