أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 16th July,2001 العدد:10518الطبعةالاولـي الأثنين 25 ,ربيع الثاني 1422

مقـالات

دقات الثواني
إعلام الانتفاضة
د.عائض الردادي
كنت قد كتبت قبل عدة شهور في هذه الزاوية تحت عنوان «ادعموا الانتفاضة ولا توقفوها» مطالباً بدعم الانتفاضة نظراً لما حققته من انتصار على طغيان العدو الصهيوني الذي لا طاقة له بحرب الاستنزاف الطويلة، وانما قامت كل انتصاراته على الحروب الخاطفة أو الاغتيالات الغادرة.
ومن حسنات الانتفاضة ان احداثها قد تناقلتها وسائل الإعلام العالمية التي أحدثت تغييراً في الرأي العام العالمي حتى في أمريكا، فبدأ يدرك ان في فلسطين شعباً تمارس ضده كل أساليب الاضطهاد وهدر حقوق الانسان، وقد نجحت اسرائيل في ايقاف الانتفاضة مستعينة بأصدقائها موهمة العالم ان ما يحدث في فلسطين هو حوادث عنف، وليس حرب جهاد من شعب مظلوم يواجه قوة يهودية لا تعرف الرحمة، وتقلب الأمور باستصراخ العالم لمؤازرتها في قتل شعب فلسطين.
كانت اسرائيل تسيطر على وسائل الإعلام في أوروبا وأمريكا ولا تسمح بتسرب أي خبر يظهر حق الشعب الفلسطيني في الحياة وما يعانيه على مدى 53 عاماً من كل أصناف الظلم، حتى جاءت صورة الشهيد محمد الدرة وغيره من أطفال فلسطين، فحركت القلوب الرحيمة التي كانت يحجب رؤيتها للحقيقة الاعلام المزيف الذي يسيطر عليه اليهود.
يوم السبت 16/4/1422ه اذاعت اذاعة اسرائيل ان وزارة خارجيتها استأجرت خدمات شركة علاقات عامة في الولايات المتحدة لدعم المجهود الاعلامي الذي تبذله لشرح المواقف الاسرائيلية من أحداث العنف في المناطق الفلسطينية المحتلة، وانها قررت الاستعانة بخدمات عدة شركات علاقات عامة في عدة دول أوروبية لتغيير ما أحدثته أحداث الانتفاضة في عقول الجماهير، في ادراكهم ان اسرائيل معتدية على شعب في أرضه، فتقتل الطفل، وتهدم البيت على ساكنيه، تجرف المزرعة، وتواجه المجاهد الفلسطيني الأعزل بجيش من الطائرات والصواريخ.
ان هذا الذي أحدثته الانتفاضة في تغيير الرأي العام العالمي لم يستطع الاعلام العربي بلوغه على مدى خمسين عاماً، والسبب هو نقل احداث الانتفاضة من خلال الوسائل الإعلامية بالخبر والصورة التي لم تمرمن خلال الرقيب اليهودي، بل ان تسارع احداث الانتفاضة لم يتح لوسائل الإعلام العالمية أخذ المصطلح اليهودي «العنف» بل أخذ اللفظ العربي «الانتفاضة».
هل تطمح اسرائيل ان توقف الأثر الإعلامي للانتفاضة، كما نجحت عن طريق الضغوط في ايقاف احداثها؟ ان المؤشرات تفيد أن أحداث الانتفاضة لن تتوقف الا مؤقتاً، ولكن الأمل ان يستمر الامداد لوسائل الاعلام الأجنبية بما يزيد الصورة وضوحاً في ذهنية المتلقي الأجنبي. فهل ادرك العرب ان الحرب الاعلامية لا تقل عن الحرب الجهادية فيعملون على مواجهة الخطة الاسرائيلية بخطط اعلامية تدمرها كما دمرت الانتفاضة التعتيم اليهودي على ظلم شعب فلسطين على مدى 50 عاماً، نرجو ذلك.
* للتواصل:
ص. ب 45209 الرياض 11512 الفاكس 4012691
ayedhb@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved